نص حول النظرية والتجربة
ملخصات فلسفية bac 2023 لكل الشعب مادة الفلسفة بكالوريا
أهلاً بكم زوارنا في موقع الحل المفيد alhlmfid.com يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب الطالب على صفحة موقع الحل المفيد ملخصات وحلول وكل ما يخص الطالب من المنهج الدراسي الجديد 2022، 2023 كما نقدم لكم الأن ...
الفلسفة
الإنشاء الفلسفي
نص حول النظرية والتجربة
يحتوي العلم على مبادئ وعلى نظريات، ولا يجب أن نخلط بين هذه وتلك. فالمبادئ ثابتة لا تتغير: إنها أوليات وحقائق مطلقة، لأنها تعبر عن نسب أو علاقات لا يمكن للفكر أن يدركها على نحو آخر. أما النظريات، فهي على العكس من ذلك حقائق نسبية، أي أن الفكر لا يستبعد إمكانية تصورها على نحو آخر. فالنظريات مرتبطة بالحالة الراهنة لمعارفنا، وهي تتغير، بحسب تقدم هذه المعارف، في حين أن المبادئ لن تتغير أبدا
لكي تبقى النظرية مفيدة، لا بد من أن تتغير، مواكبة لتقدم العلم، وأن تخضع باستمرار للتحقيق وللنقد الذي توجهه لها النظريات الجديدة. فلو اعتبرنا أن نظرية ما هي كاملة، ولو توقفنا عن تحقيقها بالتجربة العلمية، لتحولت النظرية إلى مذهب
حلل وناقش
الإنشاء الفلسفي
يعتـبر العلـم أرقى شكل من أشكال المعـرفة الإنسـانية في الفـترة المعاصـرة من تاريخ الإنسـان. وهو معـرفة دقيقة للـواقع الذي نعيـش فيه، تتميـز بالضـرورة واليقـين. والعـلم ليـس عنصـرا بسيـطا، بقـدر ما هو معرفة معقدة تتكون من مجمــوعة من العناصـر المـركبـة تتمــثل في: الـمبادئ والقضـايا والفـرضـيات والنظـريات … مما يجعلـه يطـرح عـدة قضـايا فلسفية يمكن صياغتها كالتالي: ما هي المبادئ؟ وما هي النظريات؟ وما طبيعة العلاقة التي تربط بينها؟
في إطـار معـالجته لهـذا الإشكال يقـدم لنا النــص أطـروحة تــؤكد أن العـلم يتضـمن حــقائق مـطـلقة وثابتة تسمى المبادئ، وحقائق نسبية ومتغيرة تدعى النظريات. وقد وردت في هذا النـص عدة مفاهيم أساسية، أولها مفهوم العلم: هو مجمـوع النظـريات والقـوانين التي ينتجها الإنسان بشكل منهجي لفهم مـوضـوع معـين. ثم مفهــوم المبدأ: مفـرد مبادئ، وهي أوليات تعبر عن نسب أو علاقات لا يمكن للفكر أن يدركها عـلى نـحـو آخـر. وأخيرا مفهـوم النظرية: يقصد بها عادة كل ما هو تأملي معـزول عن الـواقع، لكنها تدل بشكل أدق على مجمـوع الأطـروحات والقـوانين التي تـؤسس نسقا متكاملا في مجال معين ( الفيزياء مثلا ). وقد اشتمل هذا النـص على المقابلة كأسلـوب حجاجي لتـوضيح الأطـروحة الـواردة فيه، حيث قابل بين المبادئ والنظـريات. فإذا كانت المبـادئ أوليات وحـقائق مـطلقة، لأنها تعـبر عن نسب أو عـلاقات لا يمكن للفكر أن يدركــها عـلى نـحـو آخـر. فإن النـظـريات حـقائق نسبيـة، أي أن الفكـر لا يستبعـد إمكانية تصورها على نـحو آخر. إذا كانت المبادئ ثابتة لن تتغير أبدا، فالنظريات مرتبطة بالحالة الراهنة لمعارفنا، وهي تتغير بحسب تقدم هذه المعارف. كما استعمل صاحب النص الـبرهنة لتقـوية الإقناع سـواء البرهان المباشر ممثلا في العلاقة الضـرورية بين المقدمات والنتائج، المقدمة الأولى: لا بد للنـظرية من أن تتغير، مـواكبة لتقـدم العلـم. المقدمة الثانية: وأن تـخضع باستمرار للتحقق وللنقـد الذي تـوجهه لها النـظريات الجـديدة. النتيـجة: لكي تبقى نـظرية مفيـدة. أو الـبرهان غير المباشر متمثلا في البرهان بالخلف: لو اعتبرنا أن نظرية ما كاملة، و تـوقفنا عن تـحقيقها بالتجربة العلمية، لتحولت هذه النظـرية إلى مذهب. إن مـوضـوع المعـرفة العلمية الذي طرحه صاحب النص، سبق أن عالجه بيير دوهيم، أثناء حديثه عن كيفيـة بناء النـظرية الفيـزيائية، التي تتـم من خــلال أربع خطــوات متتالية وهي: الخطــوة الأولى هي اختيار الخصـائص الفيزيائية البسيـطة والتعبير عـنها برمــوز رياضية، وأعـداد، ومقادير … الخطــوة الثانية هي الربــط بين هذه المقاديـر بواسـطة عـدد من القضايا التي تستخدم كمبادئ لاستنـتاجاتنا، هـذه المبادئ يـطلق علـيها اسـم الفـرضـيات. الخطـوة الثالثـة هي تركيب فرضـيات النـظرية حسب قـواعد التحليل الرياضي، وأن نستنبط منـها نـتائج ضـرورية. إن النتائج التي استخـرجناها من الفرضـيات هي التي تشكل النـظرية الفيـزيائية الجديدة. وهكذا فالنظرية الصحيحة هي التي تعـبر بشكل مُـرضي عــن مجمــوعة من القــوانـين التجــريبية، أما النــظرية الخـاطئـة فهــي التي لا تتــوافق مـع القــوانـين التجــريبـية. وهـكذا إذا كان بيير دوهـيم يــوافق صـاحب النـص في كـون النظـرية ينبـغي أن تـخضـع للتحـقق بـواسـطة التجـربة العلمية، فإنه في مقابل ذلك عـارضه في اعتـبار المبادئ حـقائق مطلقـة وثابتـة لأنـها بالنسبـة له مجـرد فرضيات يمكن التخلي عنـها في أي وقت. وهو نفـس الـموضـوع الذي أثاره العـالم الفيـزيائي الكبـير ألبـير أينشتاين مبيـنا أن نسقا كاملا للفيزياء النظرية يتكون من مبـادئ وقـوانين تربط بين تلك المبادئ، وقضايا مستنبط منها بشكل ضروري بواسطة الاستنباط المنطقي. هـذه النتائج هي التي يجب أن ترتبـط بالتجـربة. وهكذا حـدد أينشتاين لكل من العقل والتجربة مكانتـهما في نسق الفيزياء النـظرية. فالعـقل يمنـح النسق بنيته، أما المعطـيات التجـريبية وعـلاقاتـها المتـبادلة فيجب أن تطابق القضـايا الناتـجة عن النـظرية. إن البناء الرياضي الخـالص، هو الذي يمكننا من اكتشـاف المبادئ والقـوانين التي تسمح بفهـم ظـواهر الـطبيعة، وليـس التجـربة. وإذا كانت الوقائع التجـريبية لا تتطابق مع النـظرية، فينبغي تغيير الوقائع وليـس النظـرية. ومن ثمـة فإن تـوافق أينشـتاين مع صاحب النـص في تأكيـد أن المـبادئ حـقائق مطلقـة، لأنـها تعـبر عن نسب أو عـلاقات ضـرورية عقليـة، فإنه اختلف معـه في كـون النـظرية حقيقـة نسبيـة مـرتبـطة بالحـالة الراهنة لمعارفنا، وهـي تتغـير، بحسـب تقـدم هـذه المـعارف، لأن النـظريـة بالنسـبـة لأينشـتاين يقينيـة لأنـها صـادرة عـن البـناء الريـاضـي الخالص
وأخيرا يمكن استنتاج أن العقلانية العلمية، التي تتكون من نسق من المبادئ والقــوانين والنظـريات العلمية، ظهرت كمعـرفة إنسـانية حـول الـواقع الذي يعيـش فيه. وقد ظهـرت في أول أمرها كمعـرفة يقينيـة وموحدة، لكن تطـور المعرفة العلمية حوّلها إلى معرفة تنبني على أساس المواضعات والفرضيات، وبدل الوحدة أصبحت تتميز بالتشظي