مقال الانظمة الاقتصادية جاهز ( بكالوريا 2023 ).
:#هل النظام الاقتصادي الرأسمالي كفيل بتحقيق الازدهار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية ؟
#هل النظام الاقتصادي الحر نظام عادل ويحقق الرفاهية للمجتمع ؟
#هل الثروة التي تبنى على الحرية الاقتصادية سبيل للرقي والازدهار ؟
____________________________
طرح المشكلة :
إن المجتمع كان في حالة فوضى حيث كانت حرب الكل ضد الكل و كانت الملكية غير مقننة والوجود الأقوى بل كانت حالة فوضى لكن مع ظهور الدولة تحول هذا المجتمع وانتقل من مرحلة الفوضية الى مرحلة التمدن واذا تحدثنا عن الدولة يجب ان نتحدث عن الأنظمة التي تساهم في استقرارها داخليا وخارجيا وهي الانظمة السياسية والأنظمة التي تساهم في رقيها الاقتصادي وإزدهارها المادي وهي الانظمة الاقتصادية والاقتصاد يعرف بأنه علم تنظيم الثروة الطبيعية والبشرية إنتاجا وتوزيعا واستهلاكا والمستقرء للتاريخ الاقتصادي يجد انه هناك العديد من الأنظمة الاقتصادية وأهمها النظام الرأسمالي الحر ونقيضه النظام الاشتراكي الموجه واذا كانت غاية الشعوب تحقيق العدالة الاجتماعية لرعاياها والازدهار الاقتصادي لدولها وهذا ما خلق جدل بين المفكرين وعلماء الاقتصاد والفلاسفة حول النظام الاقتصادي الأمثل والأفضل والأرقى الذي يحقق تلك الغايات الأخلاقية والاقتصادية ومنه اذا كان النظام الرأسمالي يقوم على الحرية الاقتصادية فهناك من أكد انه افضل الانظمة الاقتصادية للدول بل والأفراد ولكن هناك طرف نقيض يؤكد أن النظام الأمثل الذي يحقق العدالة الاجتماعية هو النظام الاشتراكي الموجه ومنه لتهذيب هذا الجدل التاريخي والذي اسال الكثير من الحبر والمواقف الفلسفية حق لنا طرح المشكلة :
هل النظام الاقتصادي الرأسمالي كفيل بتحقيق الازدهار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية ؟ او بصيغة اخرى :
#هل النظام الاقتصادي الحر نظام عادل ويحقق الرفاهية للمجتمع ؟
#هل الثروة التي تبنى على الحرية الاقتصادية سبيل للرقي والازدهار ؟
___________________
#الموقف الاول :
يؤكد مجموعه من الفلاسفه والمفكرين ان افضل نظام اقتصادي يحقق الرفاهيه الاقتصاديه والازدهار لاي دوله وكذلك من الناحيه الاخلاقيه تحقيق العداله الاجتماعيه هو النظام الليبرالي الراسمالي هذا النظام الذي ظهر في اوروبا ونقلها من النظام الاقطاعي الى النظام الرأسمالي بسبب ظهور الثورة الصناعية في اوروبا وكذلك فلسفة التنوير بالاضافة الى ظهور المذهب البروتستانتي الذي يقدس العمل كل هذه العوامل ساهمت في ظهور هذا النظام الذي يقدس الحرية من الناحية الاخلاقية ويعتبرها حق طبيعي للانسان وكذلك من الناحية الاقتصادية يهدف الى تحقيق الرخاء من خلال تنمية الملكية الفردية واكد على هذا الطرح كل من " آدم سميث ؛جون باتيست ساي . جون ايستيوارت ميل ،فردريك باستيا " وقد اكدوا طرحهم هذا بمجموعة من الحجج والبراهين :
#ان النظام الرأسمالي يقوم على مبادئ واسس هذه الاخيرة جعلته أرقى الانظمة وافضلها وهذه الاسس أسس اخلاقية في جوهرها تراعي الحرية والملكية وأسس تخلق الابداع والتنافس
#اذا تحدثنا عن النظام الليبرالي الحر فيجب ان نتحدث عن الحرية الاقتصادية هذا المبدأ من خلاله الفرد يمارس اي نشاط اقتصادي بما يتناسب ورغباته وانتاج اي طريقة لكسب المال ومنه يقول ادم سميث :"دعه يعمل واتركه يمر " فالحرية تجعل الفرد يمارس نشاطه بكل وثوقية وبكل حب وشغف لان الافراد يختلفون من حيث نظرتهم البراغماتية "النفعية " التي تتلاءم وما يرغبون به فهناك من يمارس نشاط اقتصادي بامتلاكه لفريق كروي ويستثمر فيه وهناك من يشتري رؤوس اموال لشركة سيارات وهذا الاختلاف في النشاط دليل على ان الحرية هي المنبع الاساسي والجوهري لهذا النظام هي تعبتبر غاية اخلاقية واقتصادية على حد السواء ...بالاضافة الى مبدأ اخر يجعل هذا النظام صلب ومتين بل ويراعي حقوق الفرد من الناحية الاولى هو
#الملكية الفردية لوسائل الانتاج فالرأسمالي له الحق في ان يملك ما يشاء من اراضي ومباني والات ومصانع وهذه الاخيرة تمثل بالنسبة له رأس مال وهو كل ثورة معدة لانتاج ثروات اخرى كما ان هذه تمثل حافز ودافع بالنسبة له للابداع لانها ملكية خاصة يجب ان يحافظ عليها بل ان الفرد مجبول على تقديس ما يمتلكه يقول جون ايستيوارت ميل :"الملكية الخاصة تقليد قديم اتبعه الناس وينبغي اتباعه لانه يحقق منفعتهم "
#ان الفرد نتيجة امتلاكه لما يخصه من مؤسسات يسعى الى حسن ادارتها وتنظيم العمل وتسييره وينتج دائما الافضل والارقى وان معادلة التنظيم وحسن التسيير للمؤسسات بالاضافة ال الابداع في الانتاج ورقيه يتلخص في قول ادم سميث "ان الانسان في مؤسسته يفجر كل طاقته الابداعية " ويقول ايضا "ان المؤسسات الفردية في تطور دائم ولاتعرف العودة الى الخلف "...
ومن مبادئ النظام الرأسمالي
#ان الدولة لا تدخل في اي نشاط اقتصادي ومهمتها تتلخص في حماية رعاياها من اي اعتداء خارجي وعدم عرقلة النشاط الاقتصادي فكلما تدخلت الدولة حدثت الازمات الاقتصادية حيث يرى فردريك باستيا ان الدولة لا تصلح للاعمال الاقتصادية ومنه يجب ان لا تدخل في تحديد الاسعار والاجور وكذلك الانتاج فالاقتصاد هو الذي ينظم نفسه آليا من خلال قانون العرض والطلب
#فقانون العرض والطلب يضبط الانتاح وكذلك الاسعار ومنه يقول جون ديوي: "ان قانون العرض والطلب يحمي السوق من"
1/ ففي الانتاج : اذا زاد العرض قل الطلب ومنه لاعادة التوازن صاحب المصنع يخفض الانتاج وآليا يزيد الطلب وهذا ما أكده ادم سميث في مؤلفه "بحث في طبيعة واسباب ثروة الامم"
2/في مجال الاسعار : ان كساد السلع يكون في حالة تعدي الثمن حدوده الطبيعية وهنا ينخفض الطلب وبالتالي انخفاض الاسعار مرة اخرى يزيد الطلب
#مثلا :اذا كان لديك محل هواتف بسعر مرتفع بل خيالي فان الطلب سينقص ومنه خوفا من الخسارة فانك تكون مضطر لخفض الاسعار بالتدريج وهنا يكون الطلب ....
#اما في مايخص اجور العمال فهي ايضا تكون خاضعة لقانون طبيعي فاذا انخفضت في مهنة يكون الطلب قليلا واذا ارتفعت يكون هناك تنافس بين العمال طلبا للعمل وهذا التنافس بدوره يخفض الاجور يقول "الغاء التنافس هو الغاء للعقل والفكر والانسان "....
#وفي سياق اخر يقول ادم سميث "ان كل بضاعة معروضة في السوق تتناسب من تلقاء نفسها بصفة طبيعية مع الطلب الفعلي " حيث ان ادم سميث يؤكد ان سعر البضاعة يساوي ثمن التكلفة مع ربع معقول _ هذا الربح سيكون في ما بعد حافز للرأسمالي _ولكن اذا كانت هناك ندرة للبضاعة سيرتفع ثمنها تلقائيا فوق الطبيعي مما يؤدي الى المزيد من انتاجها فيرتفع العرض ومباشرة هنا ينخفض ثمنها ...
واذا زاد العرض فوق الطلب على سلعة ما فان منتجيها يقللون من انتاجها لانها غير مربحة اذا انخفض الانتاج ارتفعت الاسعار وهكدا ....
#ان النظام الليبيرالي الحر من انجع الانظمة وافضلها ومبتغى لاي قطاع لانه يقوم على دوافع اي من الافضل ان نطلق عليها حوافز من بينها حافز الربح فمحرك الانتاج والاستثمار هو الربح فالفرد الذي يفتح محل تجاري في نهاية الموسم يدر عليه بارباح هذه الاخيرة تحفزه على الانتاج بوتيرة افضل من سابقتها بالاضافة الى # كسب المشترين وتحسين جودة الانتاج يكون من خلال التنافس الحر وهذا لا يكون الا في هذا النظام فاليوم نشاهد تنافس بين شركات السيارات مثلا وكل شركة تحاول ان تطور من علامتها بما يغري الزبون مثل شركة صنع السيارات الالمانية "اودي "ومنافستها "فيراري " الايطالية هذا يخلق تنافس بدوره يؤدي الى الابداع ...
ومنه حسب هؤلاء افضل نظام اقتصادي يحقق الرخاء والرفاهية هو النظام الاقتصادي الرأسمالي ....
#نقد لا احد ينكر ان هذا النظام ناجح اقتصاديا ولا احد ينكر ان العديد من الدول المتطورة متبنية هذا النظام كما انه يراعي حريات الافراد لكن السؤال الممكن :هل لهذا الاقتصاد اعتبارات اخلاقية ؟ وهل هو ناجح بصفة مطلقة ؟
ان هذا النظام خلق الطبقية طبقة تملك وتزداد ثراءا وطبقة كادحة تعمل مملوكة ومنه فهو بالمفهوم الاجتماعي بناء اقتصادي مغلق وليس مفتوح لا يسمح للعامل ان يملك والحرية صورية شكلية تخص فئة البرجوازيين فقط وهو نظام لا تستفيد منه الا الطبقة الغنية التي تتحكم حتى في الامور السياسية وتسيطر على الدولة ومنه تغيب في العدالة في اسمى معانيها الاخلاقية واذا غاب العدل تحدث الثورات والحروب داخل المجتمعات
وان هذا النظام يعامل الفرد كوسيلة وليس كغاية يسعى الى الربح فقط ومنه يقول اوغست بلانكي "الرأسمال عمل مسروق "
كما ان الشركات بامكانها الافلاس بسبب الكساد او الخسارة وهنا تسرح العمال وتخلق ازمة بطالة حادة
ومنه من هو النظام الكفيل بتجاوز كل هذه الازمات الاقتصادية ويراعي الاعتبارات الاخلاقية ويحقق العدالة الاجتماعية؟
#الموقف الثاني :
يتبع في الأسفل......