الافكار الاساسية لنص الشعر في عهد المماليك
النشــاط : نصّ تواصلي.
الموضـوع : الشعر في عهد المماليك.
الإجابة هي كالتالي
الافكار الاساسية لنص الشعر في عهد المماليك
الأهداف التعليميّة :
- إثراء الرصيد اللغوي.
- اكتشاف معطيات النص و مناقشته.
تقديم :
أجمع النقاد على ضعف الشعر في عهد المماليك عما كان عليه في معناه ومبناه، و النّص
الموالي يوضّح لك بعضا من مظاهر الضعف وأسبابه.
فاقرأه بتمعّن ، ثمّ أجب عن الأسئلة الموالية له.
النّص : ربّما كان الأدب و الفنّ، أكثر الأشياءِ تأثُّرا بالبيئة، و البيئة المصرية خضعت بعد سقوط بغداد
للمماليك، و استمرت تحت حكمهم إلى سنة 923هـ و1516م و كان المماليك من مقاطعات مختلفة،
ذوات لغات مختلفة و اضطروا أن يتعلموا العربيّة كسبا للرأي العامِّ، كما اضطروا إلى أن يُقَرِّبُوا
العلماءَ، لأنّ العلماء، كانوا الواسٍطةَ بين الشعب و السلاطين، و لكن كانت لُغتُهم الّتي يتَكلّمون هي اللغة
العاميّة، لا العربية الفُصْحَى، و لهذا فَشَى في هذا العصر أدبُ اللّغة العاميَّةِ، من قصص عامي، و
زجل، و ربّما زاد الحال سوءا استيلاء العثمانيين على مصر بعد المماليك سنة 923هـ فقد تَقَهْقَرَتِ
العُلُومُ و الآدابُ تقهقرا فضيعا بسبب أمور :
أ- أخد الكتب و العلماء، و الصّناع، و إرسالهم إلى القُسِطنطِينَيّةِ، و كان ذلك زبْدةَ الحضارة
الإسلاميّة في مصر.
ب- احْلاَلُ اللغة التركيّة في الدواوين محلّ اللّغة العربيَّة .
ج- تحويل مصر إلى ولاية عثمانية بعد أن كانت سلطنة مستقلّة و تبع ذلك أن الولاة كان يُعيّنُهم
السُّلطان العثمانيّ.
كل هذا أثّر في الحركة العلميةِّ، و في الأدب على وجه الخصوص أثرًا سيّئا حتىّ لقد قلّ أن نجدَ نِتَاجاً
يُتَذوّقُ.
و نجد الأدب مند عهد الدولة الأيوبية، و قَبْلَه يغْرقُ في السَّجْعِ و الزّينة البديعيّة، و السببُ في
ذلك أنّ المقصِدَ الذي كان يَقْصِدُهُ الأدباء من أدبهم هو الملوك و الأمراء، و هؤلاء إنما تُقَدَّمُ لهم
المادياتُ، و الطُـرَقُ الجميلةُ الصّنع المزخرفـة و المزركشة باللآلئ، فكان لزاما أن يكون الأدب على
هذا النحو، فَبَدل اللآلئ، المحسّنات البديعية، و بدل الزَّركشة السجع.
و قد يكونُ صَفِي الدّين الحلِّي أوَّل مَنْ يُطْلِعُنَا في هذا العصر، و فيه مَسْحَةٌ خفيفةٌ منَ التجديد، و من
أمثلة شعره الذي يَتََلاعبُ فيه بالبديع ما قاله في التضحيَّة.
وَ حَقِّ الهَوَى ما حِلْتُ يوما عن الهَوَى و لكن نجمي في المحبَّة قد هوَى
و مَنْ كنت أرجو وَصْلَهُ قد نَـــوَى وأضْحَى فؤادي بالقطيعة والنّوى
و يقول :
ليس في الهوى عَجَـبُ إنْ أَصَابَني نَصَبُ
"حامـل الهـوى تَعِـبُ يستخفُّهُ الطَّرَبُ "
و البيت الأخير لأبي نواس ضَمَّنَهُ صفي الدين الحلِّي، و ترى الإمعانَ في الناس بين الهوى، و الهوى،
و النوى و النوى.
و يرد أحيانا في شعره بعض تعبيرات تكاد تكون عاميّةً، و َنَظَمَ شُعَرَاءُ ذلك العصر في المعاني الَّتي
سَبَقَهُم إليها غيرُهُم، و أكثروا من المُقَطَّعاتِ التي تصفُ الأشياء العارضة، كسقوط مئذنة، و قتل
زنديق، ووصف سجادة، أو وصف سبحة ......
و كثر اتهام الشعراء بعضهم لبعض بالسّرقات، و أكثروا فيها الكلام و ممّن اشتهر بالشعر
البُوصِيري، و سبَبُ اشتهاره بالشّعر مدائحُـهُ النبويّـة كالـبـردة و الهمزيَّة و الناظر في شعره يَرَى
أنَّهُ في مدائِحَهَ النبويَّةِ أرقى ممَّا قالَهُ من غيرها من قصائد لجلال موضوعها، و سموِّ روحها و شُبُوبِ
عواطفها، أما غيرها من الشعر فخفيفً فاترٌ.
و مع هذا فقد كانت حالةُ الشِّعر في أيَّام المَمَالِيكِ خيرًا منها في العهد العثمانيّ كأنَّ الانحطَاطَ في
الشِّعر، و الأدب حدثَ على درجاتٍ.
أحمد أمين- ظهر الإسلام ج4 - بتصرف.
أنمي رصيدي اللغوي :
- القصص : رواية الخبر وحكايته،
- زجل – ج- أزجال : نوع من الشعر تطغى عليه العامية.
- تقهقرت : هبطت عن المستوى الذي كانت عليه.
- فضيعا : شنيعا.
- الطُّرَفُ : - م- طُرْفة : حديث مستحسن ظريف.
- المُقطَّعات : مقاطع شعرية منتقاة.
- اللآلئ : الدُّرّ، يتكون من الأصداف، وهو كروي لمّاع.
- نوى : بعُدَ
- أضنى : أتعب، أجهد.
- ضمَّنَهُ : أخده كما هو، وجعله ضمن أبياته.
أكتشف معطيات النص :
- إلى كم قسم يقسّم عصر الضعف من الوجهة السياسية ؟
- ما عوامل انحطاط الأدب في هذا العصر؟
- لماذا فشا أدب اللغة العامية؟
- كانت حالة الشعر في عهد المماليك خيرا منها في عهد العثمانيين . لماذا؟
- من أشهر شعراء عصر الضعف؟
أسئلة التصحيح الذاتي :
س 1- ما سبب تقهقر الشعر في عهد المماليك ؟
س 2- بماذا تميّز الشعر في عصر الضعف ؟
أجوبة التصحيح الذاتي :
ج 1- يعود تقهقر الشعر في عصر الضعف، عمّا كان عليه إلى غياب الأسباب التي تنهض به، و
تُحفّز أصحابَه على إتقانه و تجويده، فالشعراء كانوا يتوجّهون بشعرهم إلى السلاطين، و الأمراء، و
هؤلاء أعاجم ليسوا على دراية باللغة العربية، و لا يتذوّقون الشعر، و لا يشجعون أصحابه بإغداق
العطايا و الجوائز عليهم إلاّ نادرا.
و كان لإتلاف المغول، و الفرنجة للمصنّفات النفيسة، و إحراق الكتب القيّمة آثارهُ السيئة على الأدب و
الشعراء حيث حَرَمَهُمْ من الاطلاع على كنوز قيّمة، كان بإمكانها أن تزوّدهم بالأدوات الفنيّة بصورة
أحسن.
و يضاف إلى هذا سوء الأحوال الاجتماعيّة و الاقتصاديّة الّتي دفعت ذوي المواهب إلى ممارسة مهن
أخرى كالحياكة، و الجزارة ....
و فتور العصبيّة التي تدفع الشعراء إلى الإجادة للتفوق على خصومهم كما عرفت ذلك في العصر
الجاهلي و الأموي.
ج2- تميز الشعر في عصر الضعف بالتقليد، و عدم التجديد و الإبداع لقد حاول شعراء هذا العصر أن
يقلدوا أسلافهم في أغراضهم، و لكنهم لم يوفقوا، ففي فنّ الوصف جنحوا إلى وصف الأشياء العارضة
كالناعورة، و السجـادة، و السكين.. و جعلوا التنميق غايتهم، فجاء شعرهم هزيلا في معانيه فاترا في
عواطفه، يكاد يخلو من جمال الصورة، و أغلب المعاني التي تناولوها مكرّرة فاتّهم بعضُهُم بعضًا
بالسرقات الأدبيّة.
و من أبرز شعراء هذه الحقبة التاريخية : البوصيري، وصفي الدين الحلّي، وابن الوردي، و ابن نباته،
و الشاب الظريف.