شرح قصيدة أيها المنتحي بأسوان دارا
أمير الشعراء "أحمد شوقي" ورئيس أمريكا تيودور روزفلت ومعابد أنس الوجود (معابد فيله).
في مارس عام 1910، زار الرئيس الأمريكي الأسبق "تيودور روزفلت" مصر وخطب في الجامعة المصرية بدعوة من رئيسها الأمير "أحمد فؤاد"، فأساء إلي "مصر" في حديثه، وهاجم الإسلام. فرد عليه بمقال الشيخ "علي يوسف" صاحب جريدة المؤيد، ولم تحتج الحكومة المصرية علي ما قاله "روزفلت". فانتهز "أحمد شوقي" فرصة زيارة "روزفلت" لمعابد "أنس الوجود" أو "معابد فيلة"؛ فأراد أن يعطيه درسا في احترام "مصر" ويوضح له عظمة تاريخها وآثارها، فكانت قصيدة "أنس الوجود" التي هاجمه فيها في حدود الأدب. (القصيدة 42 بيتا) فاختار مخاطبته في الأبيات الأولى بأفعال الأمر واستخدام كلمات من "الإسلام الذي هاجمه" فيقول له: يامن قصدت أسوان أخلع نعلك حتى لا تطأ هذا المكان المقدس عند المصريين, واخفض بصرك وأنت تنظر إليه وتتأمله, واخشع في نظرتك تقديرا وتقديسا لعظمته وخلوده, وقف وشاهد هذه المعابد التي هي في حقيقتها قصور علي وشك الغرق في اليم فتجد الغرقى مذعورون، يمسك بعضهم من الذعر بعضا خوفا من الغرق والهلاك.
# - كلمة اليم "وليس النيل" كما ذكرت في القرآن في قصة سيدنا موسي.
أيها المنتحي بأسوان دارا / ........
اخلع النعل واخفض الطرف واخشع / .......
قف بتلك القصور في اليم غرقى / .......
ثم يبين أحمد شوقي: ان الذي أبهر وأدهش العقول من إبداع واتقان ما شيده المصريون القدماء كان نتيجة لاعتبارهم أن تفانيهم في إنجاز واتقان ماتركوه من آثار بمثابة "فرضا" يجب علي الإنسان أن يخلص في أدائه بكل حب.
# -استخدام كلمة "فرضا"، من المعروف ان الفرض يكون في الدين مثل فرض الصلاة، الزكاة، ...-.
صنعة تدهش العقول وفن / كان إتقانه على القوم فرضا.
وهكذا يظهر شوقي في قصيدة "أنس الوجود" اعتزازه بالإسلام وبهذه الآثار واعتبارها تجسيدا للوطنية ودليلا علي فن وإبداع وقدرة المصري الذي أساء "روزفلت" إلي بلاده.