مقالة حول فرضية اللاشعور بين النظرية العلمية والتخريف الفلسفي
هل اللاشعور يمثل نظرية علمية قائمة بذاتها ، ام يظل مجرد افتراض فلسفي
في موقع،{{ الحل المفيد}}، نطرح عليكم طلاب وطالبات bac البكالوريا للسنة أولى والثانية والثالثة ثانوي ملخص شرح تحليل وتحضير النصوص والمقالات الفلسفية باك 2023 2024 جميع الشعب كما نقدم لكم الأن أعزائي التلاميذ إجابة السؤال الفلسفي القائل... ______
إجابة السؤال هي
**مقالة حول فرضية اللاشعور بين النظرية العلمية والتخريف الفلسفي
**هل اللاشعور يمثل نظرية علمية قائمة بذاتها ، ام يظل مجرد افتراض فلسفي؟.**
**طرح مشكلة :إذا كانا نفهم اللاشعور بمعنيين ، فالأول معنى عام وهو يشير إلى كل ما يمكن الشعور به . بينما الثاني سيكولوجي يشير إلى مجموعة الحوادث النفسية التي لا نشعر بها في الحال والتي تعمل في الخفاء ، فهو الجانب العميق من النفس الذي يشمل حالات نفسية لا شعورية دائمة الحركة متحفزة للظهور في ساحة الشعور .أي فيه تسجن الرغبات الممنوعة، ومنه تنطلق كل النشطات المكبوتة لتؤثر على الحياة النفسية وأيضا في السلوك على نحو سوي أو غير سوي هو ما أدى ببعض الفلاسفة إلى تقديم اعتراضات على وجوده منها : أن هذا الافتراض لا يقوم على أدلة وبالتالي يظل مجرد تخمين وهذا ما افرز إلى الوجود التساؤل التالي : هل نظرية اللاشعور نظرية علمية ،ام تظل مجرد افتراض فلسفي ؟هل اعتمدت هذه النظرية على أدلة علمية وواقعية أيدت صحتها ، ام هي مجرد تخمين بدا لصاحبه فأوهم العلم بذلك؟.**
**محاولة حل المشكلة :**
**الأطروحة الأولى: "اللاشعور نظرية علمية قائمة بذاتها" ينطلق أنصار هذه الأطروحة من مسلمات أهمها أن :اللاشعور يُعد تطورا في ميدان علم النفس الحديث ، ذلك لان التنويم المغناطيسي استطاع أن يكشف عن العلاقة الوطيدة بين بعض الأعراض العصبية والذكريات المنسية . ثم أن التحليل النفسي الذي يقوم على ما يعرف بالتداعي الحر استطاع أن يثبت لنا أن أعراض الهستيريا تنشا نتيجة لإخفاء بعض الذكريات والأحداث المكبوتة وان تذكر هذه الذكريات والأحداث أثناء التداعي يساعد كثيرا على زوال الأعراض التي يعاني منها المريض .إن التحليل النفسي استطاع أن يُظهر لنا قدرات كبيرة وفعالة في ما يُعرف بعلاج الاضطرابات العصبية .كما أن التحليل النفسي استطاع أن يقوم بعدة تجارب واستخلاص بعض النتائج التي من شانها أن تعزز أهمية كبيرة على المستوى الإنساني وبخاصة النفسي فمثلا : إن الكثير من المجرمين والمنحرفين والمجانين كانوا يقبعون في غياهب السجون .أما الآن وبفضل التحليل النفسي أصبحوا يتلقون العلاج في مصحات ومستشفيات خاصة. كما أن المحلل النفسي ينطلق من مظاهر الشعور ليتمكن من معرفة المظاهر اللاشعورية المختبئة وراءهاومن رواد هذا الطرح نجد فرويد ، شاركو ، بروير**
**النقد والمناقشة : لكن نلاحظ أننا إذا نظرنا إلى نتائج العلاج بالتنويم المغناطيسي وجدناها طريقة علاج محدودة ومحددة ، ذلك لان المريض سرعان ما يعود إلى ما كان عليه ، كما إن بعض المرضى ليس لهم في الأصل قابلية لتنويم المغناطيسي مما دفع فرويد إلى البحث عن وسيلة أخرى مستخدما في ذلك طريقة التحليل النفسي والتي تقوم على التداعي الحر . ثم انه إذا كان علاج الاضطرابات العصبية يتم عن طريق التنويم والتحليل الذي يقوم على التداعي الحر ، فانه يوجد علاج فردي وآخر جماعي ، فالعلاج الفردي هو منهج العلاج السائد في الوقت الحاضر في علاج الحالات العصبية ، بينما في العلاج الجماعي يجتمع عدد من المرضى في مكان معين مع المعالج النفسي بحيث يقتسم المريض مشاعره وصراعاته وآماله واستجاباته مع الآخرين ، وفي نفس الوقت يستجيب زملاؤه له لكن يمكن تطبيق هذا مع مرضى العُصاب والذهان فقط**
**الاطروحة الثانية : ينطلق أنصار هذا الطرح من تصور خاص وهو أن نظرية اللاشعور مجرد افتراض فلسفي ولا يمثل نظرية علمية قائمة بذاتها وهذا بناء على ما يلي : أن التحليل النفسي بزعامة فرويد أراد أن يجعل من فرضية اللاشعور نظرية علمية، ولكنه لم يستطع أن يحقق النجاح المأمول إلا من الناحية التطبيقية ، كما انه أراد أن يفسر الظواهر على اختلافها بالاعتماد على مبدأ وحيد وهو اللاشعور وان يُرجع كل النشاطات اللاشعورية إلى اللبيدو وهو في هذه الحالة حاول تفسير الأعلى بالأدنى ، كما أن جل ما توصل إليه التحليل النفسي جعلنا نشك في الطبيعة العلمية لفرضية اللاشعور وهو ما تبين فيما تصوره" الفريد ادلر " من جهة و" كارل يونغ" من جهة أخرى . يرى ادلر أن اللاشعور ليس مرده إلى اللبيدو بل يرجع إلى الشعور بالنقص "القصور" فالشخص المصاب بنقص على المستوى العضوي ، فانه يعوضه عن طريق الأعراض العصبية ، وما هذا إلا نوع من التغطية والتعويض . أما كارل يونغ فيرى أن النظرية الجنسية كما وضعها فرويد غير كافية لأنها لا تتناول المشكلة كلها ، بل لا تتناول إلا جانبا واحدا منها ، ولذا يجب أن تُضاف إليها الحاجة إلى السيطرة ، وعلى اثر ذلك فهو يقسم الناس إلى قسمين هما : القسم الأول : وهم المتبسطون الذين هم بدورهم يتجهون إلى الأشياء أكثر مما يتجهون إلى أنفسهم، فهم يتوجهون إلى العالم الخارجي ليحدثوا نوع من التكيف . أما القسم الثاني : وهم المنطويين والذين هم بدورهم توجهون نحو أنفسهم وأيضا لهم ميول نحو الخيال الواسع والتأمل ، وهؤلاء يكون نشاط اللبيدو متوجه لديهم نحو الذات .هذا وقد يضيف كارل يونغ :واضعا نظرية في اللاشعور الجمعي على أن اللاشعور لا يمر بأزمات الطفولة فقط بل يكون مليئا أيضا بالأزمات الإنسانية التي مرت بها في كل مراحلها .**
**النقد والمناقشة : لكن من الملاحظ انه إذا كنا نرد كل الحوادث اللاشعورية إلى الشعور بالنقص وذلك باستبدال اللبيدو بالقصور . فهل هذا الأخير يمكن تعويضه عن طريق الأعراض العصبية ؟ فإذا كان الشعور بالنقص على المستوى العضوي يؤدي تعويضه عن طريق الأعراض العصبية . فهذا لا يمنع من أن اللاشعور يتضمن الشعور بالنقص .**
**التركيب : وعموما نستنتج أن نظرية اللاشعور في سياق التحليل النفسي أدت إلى اكتشافات علمية هامة على مستوى النفس البشرية واستطاعت أن تعالج الكثير من اختلالاتها وبالتحديد على مستوى السلوك البشري .**
**حل المشكلة**
**الخاتمة : وفي الأخير يمكننا أن نقول واستنتاجا مما سبق ذكره أن اللاشعور يكون كنظرية علمية غير قائمة بذاتها وتحتاج إلى التفلسف أكثر لإظهار حقيقة علميتها**