هل يمكن التوفيق بين الفلسفة و الشريعة ؟
في موقع،{{ الحل المفيد}}، نطرح عليكم طلاب وطالبات bac البكالوريا للسنة أولى والثانية والثالثة ثانوي ملخص شرح تحليل وتحضير النصوص والمقالات الفلسفية باك 2023 2024 جميع الشعب كما نقدم لكم الأن أعزائي التلاميذ إجابة السؤال الفلسفي القائل... _____هل يمكن التوفيق بين الفلسفة و الشريعة ؟
_إجابة السؤال هي
الإشكـــــال: هل يمكن التوفيق بين الفلسفة و الشريعة ؟
1 - طرح المشكلة :
تعتبر الفلسفة الإسلامية من أهم الفلسفات التي تطورت في العصر الوسيط و قد اهتمت بعدة قضايا فكرية و فلسفية ، أهمها مشكلة التوفيق بين الفلسفة و الدين ، و قد لقي هذا الموضوع اهتمام من طرف الفلاسفة ، فرأى البعض انه يمكن التفيق بينهما لأنهما يتقاربان في بعض المواضيع ، بينما رأى البعض الآخر أنه لا يمكن التوفيق بينهما باعتبارهما مختلفان من حيث الموضوع .فهل يمكن التوفيق بين الفلسفة و الشريعة ؟ و هل هناك توافق بين العقل و النقل ؟
2 – محاولة حل المشكلة :
أ - الأطروحة :
منطقها : يرى أنصار هذا الموقف أن هناك توافق بين الدين والفلسفة أي بين الشريعة و العقل فكلاهما يقود الناس إلى الوصول و معرفة الحقيقة وهذا ما أكده كل من إخوان الصفا الكندي و ابن رشد حيث اعتبر إخوان الصفا .
المسلمات و الحجج :
متى انتظمت الفلسفة مع الشريعة حدث الكمال لذلك قالوا الشريعة دنست بالجهالات و اختلطت بالضلالات ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها ألا بالفلسفة و ذهب الكندي إلى الموقف نفسه حيث يرى لأن الفلسفة أشرف العلوم و من الضروري الأخذ بها لأنها علم الحق وكذلك الدين هو علم الحق فهناك انسجام بينهما و توافق أما ابن رشد فهو يرى أن الفلسفة لا تناقض الدين بل تفسره فقد جعل الفلسفة في خدمة علم التوحيد وهذا من خلال الاستشهاد ببعض الآيات القرآنية التي تأكد على النظر في جميع الموجودات بواسطة العقل قوله تعالى :" فأعتبر يا أولي الأبصار "ولقد بين أن ما تدعوا إليه الفلسفة من طلب للحقيقة ينسجم مع مقاصد الشريعة وهو القائل:"الحكمة صاحبة الشريعة والأخت الرضيعة و هما المصطحبتان بالطبع المستحبتان بالجوهر و الغريزة " ومنه يمكن التوفيق بين الوحي ومضامينه و العقل ومبادئه وليس توفيق بين الدين و معطيات الفلسفة بمفهومها اليوناني.
نتيجة :يمكن التوفيق بين الفلسفة و الشريعة في حدود ما تسمح به الشريعة .
نـقــــد :
لكن ما يمكن أخذه على هذا الموقف أنهم بالغوا في تمجيد دور العقل فقد يوقعنا في كثير من المرات في الأخطاء و الاكتفاء به يحرفنا عن الطريق المستقيم كما أن هذا الموقف أهمل الاختلاف الموجود بين أمور العقل و أمور الشريع .
ب - نقيض الأطروحة :
منطقها : يرى أنصار هذا الموقف أنه لا يوجد توفيق بين الدين والفلسفة لأن لكل واحد منهم خصائص
● المسلمات و الحجج :
فالدين مثلا يقدم القضايا الإيمان كمسلمات لا يمكن مناقشتها كقوله تعالى:"الرحمان على العرش إستوى" فيجب على الإنسان الإيمان بها كما وردت لأن الدين وحي إلهي أما في الفلسفة فمصدرها الإنسان قائمة على العقل المحدود الذي لا يعرف الأمور الطبيعية كما أن التاريخ يؤكد أن العقل وقع في الأخطاء خصوصا في أمور العقيدة فالمعتزلة مثلا عند عقلتنها للدين خرجت عن أصوله ومن ذلك إنكارها لشفاعة الرسول ص كونه تتنافى مع العدل الإلهي و يؤكد هذا الرأي أبو حامد الغزالي و ابن خلدون حيث أقر هذا الأخير أن العقل محدود و الأمور الغيبية فوق قدرته فلا يمكن التوفيق بين الدين والعقل أما أبو حامد الغزالي فهو يرى أن العقل صالح للقضايا الرياضية و المنطقية بينما هو عاجز في الأمور الإلهية فقال:"لو كانت علومهم الإلهية متقنة البراهين نقي عن التخمين كعلومهم الحسابية و المنطقية لما اختلفوا فيها كما لم يختلفوا في الحساب" ومنه لا يمكن التوفيق بين الدين و الفلسفة .
● نتيجة : لا يمكن التوفيق بين الدين و الفلسفة لإختلافها من حيث الموضوع و المضمون .
● نقــــــد : لكن لا يمكن إنكار دور العقل في بناء المقاصد الشريعة لأن فهم الدين و تفسيره لا يكون إلا بواسطة العقل التركيب:ومما سبق يمكن الإقرار بأنه يوجد توفيق بين الدين والفلسفة و لكن في حدود فالأمور الغيبية ليس بالاستطاعة الإنسان الغوص فيها ذلك لأنها تتعلق بالأمور الإلهية هذا لا يمنع أنه من الضروري استعمال العقل في التفسير الآيات القرآنية لكي يستطيع الإنسان التعرف على مقاصد الشريعة.
ج - التركيب :
نتيجة للانتقادات الموجهة لكلا الاتجاهين سواء القائلون بإمكانية التوفيق بين العقل والنقل أو الذين فصلوا بينهما فصلا تعسفيا. يمكن الإقرار بأنه يوجد توفيق بين الدين والفلسفة و لكن في حدود. فالأمور الغيبية ليس باستطاعة الإنسان الغوص فيها، ذلك لأنها تتعلق بالأمور الإلهية. غير أن هذا لا يمنع القول أنه من الضروري استعمال العقل في تفسير وتأويل الآيات القرآنية لكي يستطيع الإنسان التعرف على مقاصد الشريعة.
الرأي الشخصي :
يمكن التوفيق بين الفلسفة و الشريعة ، حتى نفهم مقاصد الشريعة ، و ما ترمي إليه علينا بذل مجهود عقلي ، و لكن دون الخوض في المسائل التي نهانا الله عز و جل و رسوله الكريم من الخوض فيها و هكذا يحذث توافق في حدود الشرع .
3 - حل المشكلة:
ختاما ومما سبق نستنتج كحل ومخرج من هذه المشكلة المتعلقة بجدلية العلاقة بين الفلسفة والدين. ان العقل والنقل متكاملان وذلك لأن العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح بل يشهد له ويؤيده. ومن جهة أخرى فلأن المصدر واحد فالذي خلق العقل أرسل إليه النقل، ومن المحال أن يرسل إليه ما يفسده. فبذلك يتبين لنا أن النقل هو المقدم على العقل، وهو القائد له.
هل يمكن التوفيق بين الفلسفة و الشريعة ؟