من هم الفرويديون المحدثون
الفرويديون المحدثون New Freudians :
هلاً بكم طلاب وطالبات في موقع الحل المفيد الموقع الإلكتروني التعليمي يسرنا أن نطرح بين يديكم إجابة السؤال القائل من هم الفرويديون المحدثون
وتكون اجابتة الصحية والنموذجية للسؤال هي
الفرويديون المحدثون New Freudians :
،
الفرويديون المحدثون هو المصطلح الذي يطلق على الذين تابعوا النهج التحليلي الذي جاء به فرويد لكنهم خالفوه في بعض أفكاره ، خاصة فيما يتعلق بمركزية الجنسية الطفولية في تكوين الأمراض النفسية ، وجاءوا بنظريات أخرى ، وقد حدث انفصال هؤلاء حينما تكونت الفرويدية الحديثة التي كان مركزها مدرسة واشنطن للطب العقلي ، وكذلك معهد ( إليام الانسون هوايت ) في أميركا 0 وهو معهد يتميز بالتأكيد على العوامل الاجتماعية وعلى ملامح الإنسان الايجابية ، وهم يصرون على نقل التحليل النفسي إلى علم الاجتماع للبحث عن أصول الحوافز البشرية في تلبية مطالب الوضع الاجتماعي ، وهنالك الكثيرون من علماء النفس ممن يصح أن نعدهم فرويديين محدثين مع اختلاف وتعدد وجهات نظرهم وأساليبهم العلاجية ، ومن ابرز شخصياتهم :
يونك Jung :
رفض يونك نظرية فرويد التي ترى أن الطاقة النفسية (اللبيدو Libido ) هي جنسية الطبع ، وكان من رأي يونك أن هذه الطاقة هي جنسية الطبع في بداية تاريخ الجنس البشري ، ثم فقدت هذا الطابع الجنسي خلال عصور تطور الإنسان 0 وقد اختلف عن فرويد في انه كان يهدف إلى تفسير الهدف والغاية من السلوك لا أسبابه ، والوصول إلى ماسمّاه بـ ( اللاوعي الجمعي ) وهذا الجزء من اللاوعي في اعتقاده يتضمن المعتقدات الجماعية ، والأساطير الخاصة بالجنس العرقي الذي ينتمي إليه الفرد0
رانك Rank :
اعتقد رانك بأهمية ( صدمة الولادة ) في نمو الفرد بدلا من عقدة اوديب ، وكان بذلك يقرر أن الأم أكثر من الأب أثرا في حياة الفرد ونموه ، وقد اتجه في أسلوبه العلاجي إلى إعطاء الفرد المضطرب الفرصة لإظهار إمكانياته المغمورة ، كما انه أكد على النواحي الاجتماعية في حياة الفرد الطبيعية وغير الطبيعية0
هورني Horney :
كانت ترى أن المبدأ الذي يقرر سلوك الإنسان ليس غريزة ( الجنس ) أو (التعدي ) كما اعتقد فرويد ، بل هي حاجة الإنسان إلى ( الأمن والاطمئنان ) ، فمنذ الطفولة إذا ما اضطربت علاقة الطفل بوالديه ، فان الطفل ينمو وهو يشعر أن العالم هو مكان خطر وإيذاء له 0 وهذا الشعور هو ما تسميه هورني بـ (القلق الأساسي) وبسبب هذا الشعور المرضي ، يصبح الفرد مريضا نفسيا ويلجأ إلى طرق عدة لحماية نفسه من وطأة القلق ، وتصبح هذه الطرق في حد ذاتها حاجات نفسية مرضية0
سوليفان Sullivan :
هو صاحب وجهة نظر تعرف بأسم ( نظرية العلاقات الشخصية المتبادلة ) في الطب النفسي ، والغرض الرئيس لها – هو أن الشخصية هي ( النمط المستمر – نسبيا – للمواقف الشخصية المتبادلة التي تميز الحياة الإنسانية ) ، أي أن الحديث عن الفرد لوحده لايمكن ، ذلك أن الفرد لا يوجد ولا يستطيع أن يوجد بمعزل عن علاقاته بالاخرين0
ويرى أن هنالك غايتين لأهداف السلوك الإنساني : الأولى - هي ( الأمن ) ويعني تجنب القلق والحصول على الشعور بالراحة 0 والثانية - هي ( القناعة ) وتعني إرضاء الحاجات البيولوجية0 وتحقيق هاتين الغايتين يعتمد في نظره على قدرة الفرد المتزايدة أثناء أطوار نموه على تفهم وتداول الرموز في محيطه الاجتماعي0
فروم Fromm :
أن النقطة الأساسية في نظرية ( فروم ) هي حاجة الإنسان لأن يجد معنى في وحدته وفردية حياته ، وكان يعتقد أن الإنسان يستطيع استغلال حريته الفردية الفذة في توحيد نفسه مع أبناء جنسه بروح من المحبة الخلاقة للوصول إلى إكمال آمال النفس ، ولبناء مجتمع أفضل 0 أو انه بدلا عن ذلك يستطيع التراجع عن حريته بإخضاع نفسه إلى عبودية مجتمع مستبد ، ولهذا السبب فقد حاول ( فروم ) أكثر من غيره أن يفهم التفاعلات القائمة بين القوى النفسية الفردية في المرء وبين المجتمع الخاص الذي يعيش فيه 0
إلا أن الفرويدويين المحدثين ظلوا متمسكين بقضايا كثيرة من نظرية فرويد الأصلية مثل :
1. أهمية القوى الانفعالية بوصفها مضادة للدفع العقلي والارتكاسات الشرطية وتكوين العادات0
2. الدوافع اللاشعورية0
3. الكبت والمقاومة وأهمية ذلك في التحليل أثناء العلاج0
4. الاهتمام بالنزاعات الداخلية وأثرها في التكوين النفسي0
5. التأثير المستمر للخبرات الطفولية المبكرة0
6. طريقة التداعي الحر وتحليل الاحلام0
تطبيقات نظرية التحليل النفسي في الإرشاد التربوي :
أن دينامية الاضطرابات النفسية بحسب هذه النظرية تتلخص بالآتي :
1. قيام صراع عاطفي بين حاجتين أو رغبتين متضاربتين0
2. كبت هذا الصراع إلى ( اللاوعي )0
3. يظل الصراع المكبوت في اللاوعي ذا قدرة على التعبير عن وجوده بشكل من الأشكال بما في ذلك اتخاذ صفة الأعراض النفسية0
وتبعا لذلك فبإمكان المرشد التربوي أن يقدم خدماته إلى المسترشد بحسب هذه النظرية كالآتي :
1. إعطاء المسترشد الشعور بالاطمئنان والثقة بالنفس ويحدث ذلك عن طريق ربطه بشخصية المرشد وقوة إيحائه ، وهذا يجعله إلى حين معتمدا على المرشد ومتقمصا لشخصيته الواثقة ، مما يعطيه غطاء نفسيا له أن يوقف أو يقلل من ورود القلق إلى ذهنه ( الإسناد النفسي ) Supportive Therapy 0
2. إعطاء المسترشد البصيرة الكافية في أموره النفسية ، ومن شأن ذلك أن يساعده على إيقاف عملية الفوضى والاضطراب في واقعه النفسي وان يعطيه تفهما أفضل بطبيعة ما يتعرض له ويتفاعل معه0
3. تمكين المسترشد من الإفضاء عما في نفسه من تجارب سابقة منسية أو مكبوتة أو تجارب حديثة ، إذ أن هذا الإفضاء يعطي دلالة على الأمور المحركة للاضطراب النفسي مما يسهل تشخيصها وبالتالي يمكن من التصدي لحسمها0
4. إعادة تعليم المسترشد وتطبيعه على أساليب حياتية تمكنه من تجاوز المراحل السابقة من الخطأ في التكيف0
5. مساعدة المسترشد على تحمل مسؤولية عملية النمو والنضوج ومواجهة الواقع بحيث يتمكن من تحقيق أهدافه الحياتية بأقل ما يمكن من الصراعات النفسية والهدر لطاقاته النفسية0
6. إمكانية الاستفادة من الألعاب الرياضية بشتى أنواعها للطلاب الذين يظهرون ميولا عدوانية مثلا بالتعاون مع مدرس التربية الرياضية0
نقد نظرية التحليل النفسي :
أن التحليل النفسي كنظرية وكطريقة علاج ، له مزايا أهمها : الاهتمام بعلاج أسباب المشكلات والاضطرابات ، وتناول الجوانب اللاشعورية إلى جانب الشعورية في الحياة النفسية للمسترشد ، وتحرير المسترشد من دوافعه المكبوتة وإعلاؤها واستثمار طاقاتها ، والاهتمام بأثر الوسط الاجتماعي والثقافي للفرد في نموه وسلوكه 0
وعلى الرغم من ذلك فقد لاقى الاتجاه التحليلي بصفة خاصة في ميدان الإرشاد انتقادات شديدة ، أهمها :
1. أن هذه النظرية تهتم بالمرضى والمضطربين أكثر من اهتمامها بالأسوياء والعاديين0
2. لقد نظر فرويد إلى سلوك الإنسان بطريقة تشاؤمية سلبية0
3. أنها تتطلب شخصا محترفا0
4. انه عملية طويلة وشاقة وتحتاج إلى خبرة واسعة وتدريب عملي طويل قد لا يتوافر إلا لعدد قليل من المختصين0
5. أن بعض المشتغلين بالإرشاد النفسي يحملون نحو التحليل النفسي اتجاها سالبا ينفعل أحيانا حتى يصل إلى تعصب ضده إلى درجة تجعلهم يسقطون نظرية التحليل النفسي من حسابهم تماما ليس في الإرشاد فحسب بل في علم النفس كله ، على أساس أن فرويد يهودي مغرض صنع نظرية مبهرجة ذات اتجاه يهودي مادي جنسي تقوم على أساس مخلخل ومنهج علمي ، وبرر عشق المحارم وأضفى على الفساد ( صفة أخلاقية ) إذا صح التعبير0
ونحن نعلم أن أهدى سبيل هو أن ندرس هذه النظرية في ضوء قول الله تعالى : (( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب )) (سورة الزمر ، آية 18 )0
وفي ضوء هذا نرى أن هناك ما يسوغ وضع نظرية التحليل النفسي ضمن نظريات الإرشاد التربوي0