خير الدين بربروس في تونس تاريخ دخول اخوان بربروس إلى تونس
كيف دخل بربروس إلى تونس
العمانيين في تونس
نبذة مختصرة عن تونس واخوان بربروس
بربروس في تونس ..
دخل البربروس تونس بعد مدة من استوائهم على ظهور السفن و انطلاقهم في الغزو و القرصنة تحت ما كان يعرف بالجهاد البحري و لقد كانت تحركات بربروس - كما أسماهم اوروبيو تلك الأيام - فردية مدعومة من قبل الامير قورقود العثماني أخي سليم الأول بادئ الأمر قبل ان ينتهي امره و يتولى عرش البلاد هذا الاخير . الامر الذي اجال ببال الاخوة الاربعة عروج و اسحاق و خير الدين ( خضر لاحقا ) و الياس يعقوب آغا ميدللي اوغلو ( بن يعقوب آغا الميدللي ) ان السلطان الجديد من الممكن ان يتعرض لهم بالعقاب و رغم انه امن أهاليهم بجزيرة ميدلي ( ليسبوس اليونانية حاليا ) و لم يعزل اباهم عن امارتها و لكنهم خيرو الابتعاد عن اسطنبول و في المقابل دخلوا في تعاون مع سلاطين و ملوك الملكيات الاسلامية المحلية في جنوب البحيرة المتوسطية فتعاونوا مع سلاطين المماليك في بلاد مصر اولا ثم قرر كل من خير الدين و عروج و الياس التقدم الى سلاطين بني حفص و بنو زيان او بنو عبد الواد ملوك تلمسان. كان ترحيب السلطان الحفصي بهم اول الامر كبير فكان يبجلهم في المراسيم و يصفهم بالأسياد ويقربهم في المجالس و قد اقطعهم اراض و شطئان في كل من جزيرة جربة جنوب شرق السلطنة و حلق الواد بوابة مدينة تونس البحرية حتى انه في احدى المرات يصف خير باشا ترحيب السلطان الحفصي بهم عندما قدموا عليه في احدى المرات عائدين من غزوة بحرية اذ قال : شرفتم مملكتي ، بيض الله وجوهكم ، انتم اسيادنا .
و يذكر خير الدين ريس في مذكراته ان في هذه المرة قد غاب الاخوة ميدللي اوغلو على تونس ، التي كانو يتخذونها مستقر و مركز انطلاق للغزو ، و عند عودتهم وقبل دخولهم سرايا السلطان في مدينة تونس و بعد جولة بحرية اسروا خلالها ستة عشر سفينة محملة بالبضائع و أغرقو الغير صالح منها دخلوا مناء حلق الواد الذي عج بالأهالي و اغلبهم من الفقراء ، كما هو مذكور ، قد ضجو بتحيتهم فرحا بوصولهم و قد ظنوا منهم القطيعة اذ انهم قد قضوا مدة طويلة بعيدا عن السلطنة الضعيفة المتآكلة وقتئذ و التي كانت تنتعش بهاته الروح الجديدة التي دبت فيها بعد ان انهكتها الحروب الداخلية و الخارجية و الثورات .
و يذكر خير الدين ريس ان السفن يومها كانت محملة بالبضاعة من قمح و الذي عبئ خمس سفن و اثنتين اخريين محملة بزيت الزيتون و واحدة شحنت بالعاج بينما كان عدد الاسرى من الرجال و النساء لا حصر له. وزع البحارة القمح كما يذكر الريس مجانا على الناس و باعو الباقي مع حفظ حصة السلطان الحفصي و التي تمثلت في خمسة الاف دوقة و جاريتين و اربع غلمان و اثنين من الخيول " الفارهة" كما جاء في الوصف ، و قد كان عمر المماليك الستة لا يزيد عن السادسة الى السابعة عشر سنة .
و يذكر عموما ان العلاقة بين الحفصيين و البربروس كانت طيبة و تتسم بالود المتبادل و الذي قام على المصلحة المشتركة قبل ان ينقلب هذا الود الى تحفز و عداء من قبل الحفصيين بعد ان علموا بتبعية بربروس لسرايا اسطنبول ما دفع بالشك ليخالج السلطان الحفصي من امكانية استيلائهم على مملكته و ادخالها في حكم العثمانيين ما جعلهم يتحالفون مع الاسبان هم و الزيانيين اجوارهم الذين كانوا يقاسمونهم شكهم هذا .