0 تصويتات
في تصنيف منهجية دراسة اداب وفلسفة بكالوريا بواسطة

.دافع عن صحة الأطروحة القائلة: "الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان 

الحل - مقالة فلسفية - مقدمة - موضوع حل المشكلة - خاتمة الموضوع حول السؤال الفلسفي الذي يقول.... دافع عن صحة الأطروحة القائلة: "الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان

بحث عن دافع عن صحة الأطروحة القائلة: "الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان

يسرنا أن رحب بكم في موقع الحل المفيد alhlmfid.com للعلوم والفلسفة بكالوريا اداب و فلسفة نرحب بكم طلابنا الاعزاء في موقعكم التعليمي الأول لدراسة علم البكالوريا لغة عربية اداب وعلوم الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم جميع مقالات المقارنة والمقدمات لجميع المواضيع الجدلية الفلسفية وخاتمة لجميع المقالات من دروس الفلسفة مستعينا بمجموعة من المعلمين والمعلمات المتخصصين بالعلوم الفلسفية لجميع المراحل التعليمية والثقافية سنة اولى وثانية والثانوية العامة كما نقدم لكم الأن في موقعنا موقع الحل المفيد إجابة السؤال التالي... دافع عن صحة الأطروحة القائلة: "الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان

الإجابة هي كالتالي 

دافع عن صحة الأطروحة القائلة: "الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان".

الحل هو 

إن الكلام عن الفلسفة اليوم يبدو غريبا نظرا لانتشار الكشوفات العلمية والمخترعات في هذا العصر. فلا حديث الا عن غزو الفضاء، والأسلحة النفاثة. لذلك شاع اعتقاد يتمسك به خصوم الفلسفة مفاده أن الفلسفة التي كانت قديما تشمل جميع العلوم قد أخذت دائرتها تضيق في العصر الحديث بانفصال هذه العلوم عنها شيئا فشيئا، وأصبحت كلمة اليوم تشير الى ما حققه العلم المعاصر من تطورات هائلة، وبالتالي فالفلسفة عند هؤلاء مجرد ترف فكري وعالم خيالي عقيم. بينما هناك رأي آخر يناقضه يؤكد أنصاره أهمية الفلسفة، حيث نلاحظ أن الكثير من برامج التعليم في مختلف الدول تهتم بدراستها. وما يزال فلاسفة العصر يؤكدون على ضرورتها. لهذا اعتبروها ضرورة فكرية ملازمة للإنسان. فإذا كانت هذه الأطروحة صادقة والدفاع عنها أمر مشروع حق لنا أن نتساءل: كيف يمكننا الدفاع عن هذه الأطروحة القائلة: "الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان"؟ وما هي الأدلة والحجج المثبتة لذلك؟ وكيف يمكننا حينها الأخذ برأي مناصريها؟

يتجلى منطق هذه الأطروحة فيما يتبناه عدد من المفكرين والفلاسفة المدافعين عن الفلسفة، والتأكيد على أنها ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها، حتى في حضور كشوفات ومخترعات العلوم المعاصرة. ويمكن القول بأن منطق هذه الأطروحة يرتكز ويتأسس حول الفكر، أبعاده، مواضيعه وكذلك تقدمه: فبالنسبة للفكر فإننا نلاحظ بأن الفلسفة من حيث التعريف هي عبارة عن تفكير وتأمل، ولا يمكن أن يمارس الفلسفة بالطبع أو الضرورة إلا الإنسان...أما أبعاد هذا الفكر فلا شك بأن الإنسان ونظرا الى كونه مفكرا، أي متفلسفا فهو يميل بالفطرة الى التساؤل عن القوانين التي تحكم وجوده ووجود الأشياء المحيطة به، فهو يتساءل عن أصله ومصيره، وطبيعة ما يحيط به من أسرار وألغاز. وسيحمله فضوله هذا الى ممارسة التفلسف والشك في ما يراه وما يتعلمه وما يكسبه من مدركات ومعارف. وأما بالنسبة لمواضيع هذا الفكر فإن هذا الأخير سيذهب بالإنسان الى البحث عن المبادئ الأولى، والأصول البعيدة بحثا عن الحقيقة الصافية المطلقة. والفكر يقود الإنسان الى الخوض في الميتافيزيقا والابستمولوجيا والأكسيولوجيا. ومع تقدم العلم يشتد انبهاره عندما يدرك ضرورة وجود الفلسفة الى جانب التقدم العلمي. لهذا نجد ديكارت يقول: "أن العيش بدون تفلسف كالذي أغمض عينيه ولم يحاول أبدا فتحها". من هنا تظهر ضرورة الفلسفة وحاجة الانسان إليها دوما لهذا يقول أرسطو: "تقولون يجب أن نتفلسف، فلنتفلسف بالفعل، تقولون لا يجب أن نتفلسف، فلنتفلسف أيضا حتى نبرهن على ذلك، على كل، من الضروري أن نتفلسف".

وفي المقابل نجد لهذه الأطروحة التي تمجد الفلسفة وتوليها أهمية بالغة خصوما، وهم متعددو المشارب والنزعات، فمنهم الذين انتقدوا الفلسفة في بعض أجزائها كالغزالي أو جملة كبعض الفقهاء المسلمين وذلك باسم مناقضة الدين في بعض الجوانب أو في كلها. ومنهم أصحاب النزعة العلمية الذين يميلون الى الاعتقاد بأن العلم سوف يجيب على جميع الأسئلة التي تضايق الإنسان، وسوف يحل جميع المشاكل المطروحة في محيطه. بفضل ما حققه العلماء من تطور علمي وتقدم تكنولوجي في جميع مجالات العلم، وفي نظر هؤلاء فإن الكلام عن الفلسفة اليوم يبدو غريبا نظرا لانتشار الكشوفات العلمية والمخترعات في هذا العصر. فلا حديث إلا عن غزو الفضاء، والأسلحة النفاثة...لقد استطاع العلم أن يخضع الطبيعة لإرادة الإنسان ومن ثمة، لم نعد بحاجة الى الفلسفة لأنها مجرد معرفة مغرقة في التجريد وبحث نظري لا طائل منه، ولا يرقى أبدا الى مستوى طموح الإنسان الذي يريد أن يسود في الأرض. وعليه تكون الفلسفة في نظر هؤلاء مجرد أبحاث نظرية ولا نتائج نهائية لها، وعلى هذا لا يمكن الاستفادة منها عمليا، كما أنها مجرد تساؤلات كثيرا ما تكون متناقضة ومثيرة للشكوك والصراعات الفكرية.

لكن موقف الخصوم قد تعرض لانتقادات شديدة، فلقد جانب هؤلاء الصواب لأن: من يرفض الفلسفة باسم المروق في الدين أو الهذيان. يتحتم عليه أن يبرهن على صدق رأيه ليقنع من لا يقتنع به. وهذا تفلسف ولا غنى له عنه. حتى قيل: كل نفي للفلسفة هو فلسفة أو تفلسف. أو كما يرى "أرسطو": "أن كل رفض للفلسفة يحتاج الى الفلسفة". ومن يرفضها باسم وضوح العلم ودقته ونجاعته وفوائده النظرية والتطبيقية. يتعين عليه الاعتراف بأنه يزن الفلسفة بميزان العلم، فيقيس مثلا من يطلب اليقين بمن لا يكترث به ويزن من يهتم بالأجوبة الدقيقة بمن يعتني أكثر بالأسئلة. يقول "كارل ياسبيرز": "إن الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة. وينبغي أن يتحول كل جواب الى سؤال جديد". وإذا سلمنا بمنطق أصحاب النزعة العلمية، فهل فعلا يستطيع العلم أن يمكن للإنسان في الأرض؟ أليس للعلم مضارا؟ هل يمكن للعلم أن يحل جميع المشاكل التي أفرزها تطوره؟ كما أن العلم لا يستطيع تجاوز البحث في الطبيعة. إنه يتقيد بدراسة الظواهر الطبيعية، ولا يطمح أبدا الى النظر فيما وراء هذه الظواهر. فما عسى العلم أن يقول لنا عن وجود النفس والحرية والله؟ لا يستطيع أن يقول أي شيء. إذا ما فعل ذلك من أجل إزالة الفلسفة، فإنه عندئذ ينفي نفسه بنفسه. وهذا ما يجعلنا نقلب المسألة فنقول أن العلم هو من يكون بحاجة ماسة الى الفلسفة، فهي ترشده وتدله الى الطريق الصحيح، وكيف يكون في خدمة الانسان وليس العكس.

إن هذه الانتقادات الموجهة لخصوم الفلسفة هي التي تدفعنا للبحث عن حجج جديدة ندافع بها عن الأطروحة. ومن بين تلك الحجج: أن الفكر هو مبرر وجودنا. فإذا كنا لا نستطيع الاستغناء عن حلويات ومشروبات غازية، فنحن لا نستطيع الاستغناء عن الهواء والماء والطعام. وإذا كانت خاصيتنا الجوهرية هي التفكير. وكان التفلسف مجرد تفكير استنتجنا أنه ليس في وسعنا طرح الفلسفة وأبعادها من مجال حياتنا. لسبب واحد، وهو أننا دوما نفكر وعلى حد تعبير "ميرسن": "إننا نتفلسف كما نتنفس". كما أن الفضول حافز على التفلسف، فالفضول خاصية إنسانية ومظهر من مظاهر التفكير، يعتبر من محفزات التفلسف. وذلك لأن وراء الفضول أو التفلسف الدهشة والحيرة. فينطلق الانسان في طرح السؤال فيهزه في طرحه هزا، يهزه في أعماقه النفسية والمنطقية والاجتماعية، ويدعوه الى الانتقال من الحيرة التامة، الى الرضا العقلي والنفسي. بالإضافة الى هذا فتقدم العلم مرهون بوجود التفكير الفلسفي. فمهما كان تقدم العلم واسعا تبقى الفلسفة بالنسبة إليه ضرورية في مبادئه وموضوعاته وطرقه المنهجية وقيمة نتائجه، فهي دراسة انتقادية له. ونظرا أيضا الى شموليتها، فالذي يرضي العلماء لا يرضي الفلاسفة. إذن فتقدم الفكر مشروط بالممارسة الفلسفية، وفضلا عن هذا يبقى أن الفلسفة تسعى الى فتح الآفاق المعرفية واختراق الحدود المألوفة العادية وشحذ العقل.

وفي هذا السياق الذي يؤكد ضرورة الفلسفة يرى "برتراند راسل" أن الشخص الذي لا يتوفر على شيء من الفلسفة يمضي في وجوده سجين دوغماتيات (وثوقيات) زائفة وحياة روتينية مجردة من التأمل. "فيظهر له العالم محدودا محصورا واضحا ولا تثير فيه الأشياء العادية أي سؤال".

ويؤكد "ديكارت" من جهته، على ضرورة الفلسفة في قوله: "إن لفظ الفلسفة هذا، معناه دراسة الحكمة وليس المقصود بالحكمة الحذر في الأعمال فحسب، وإنما هي معرفة تامة بسائر الأشياء التي يستطيع الإنسان معرفتها. من أجل السلوك أو من أجل المحافظة على الصحة واختراع سائر الفنون".

ختاما ومما سبق نستنتج أن الأطروحة القائلة: "الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان" صادقة والدفاع عنها أمر مشروع وبالتالي يمكننا تبنيها والأخذ برأي مناصريها. حيث تأكد لنا بأن للفلسفة قيمة ليست بالهينة، فإلى جانب وظيفتها الاجتماعية كان لها دور أكاديمي نظري في تفسير طبيعة الموجودات وماهيتها ومصير الكون والانسان ودور ابستيمي (معرفي) في تطور العلم. وهكذا يتجلى لنا أن الفلسفة ضرورية ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها واستبدالها بالعلوم مهما كان تطورها. وهذا ما أفصح عنه "ديكارت" في كتابه "مبادئ الفلسفة" بقوله: "إن الفلسفة وحدها هي التي تميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين. وحضارة أمة وثقافتها إنما تقاس بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها". ومن ثمة كانت الفلسفة ضرورية للإنسان سواء فعلها عن قصد أو بطرق عفوية.

.

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
دافع عن صحة الأطروحة القائلة: "الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان
0 تصويتات
بواسطة
مقالة استقصاء بالوضع حول أهمية الفلسفة

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى الحل المفيد، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...