0 تصويتات
بواسطة

. هل مصدر المعرفة هو العقل أم التجربة؟ مقالة جدلية حول هل تجاوزت الفلسفة الحديثة سلطان الفكر التقليدي بالعقل أم بالتجربة

مرحباً اعزائي الطلاب والطالبات يسرنا في موقع الحل المفيد أن نقدم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه كما نقدم لكم الأن حل السؤال التالي..هل مصدر المعرفة هو العقل أم التجربة؟ مقالة جدلية حول هل تجاوزت الفلسفة الحديثة سلطان الفكر التقليدي بالعقل أم بالتجربة

. آداب وفلسفة 

من كتاب الطالب المدرسي تكون الإجابة الصحيحة هي

هل مصدر المعرفة هو العقل أم التجربة؟ مقالة جدلية حول هل تجاوزت الفلسفة الحديثة سلطان الفكر التقليدي بالعقل أم بالتجربة

الحل هو 

مقالة جدلية : هل تجاوزت الفلسفة الحديثة سلطان الفكر التقليدي بالعقل أم بالتجربة ؟ 

نص السؤال: هل مصدر المعرفة هو العقل أم التجربة؟ 

لقد عاشت الحضارة الاوروبية في القرون الوسطى أحد أسوأ لحظات تاريخها و أكثرها تخلفا ، حتى سميت تلك العصور بعصر الظلمات لان الكنيسة أحكمت سلطتها على العقل وكبلته ، إلى أن جاءت الفلسفة الحديثة محاولة تجاوز هذا النوع من التفكير وتحرير المعرفة الانسانية لكن هذا ولد جدلا وصراعا فكريا عنيفا بين إتجاهين هما العقلانيين والتجريبيين حول أصل المعرفة ومصدرها، ولرفع هذا التعارض والجدال بين النزعتين حق لنا أن نتساءل: هل المعرفة الإنسانية سبيلها العقل أم أن للحواس والتجربة دور فيها ؟

للإجابة عن السؤال هنالك إتجاهين كبيرين يقدمان طريقين متناقضين لتجاوز الفكر الكنسي هما : 

الموقف الاول : 

  ما يتبناه أنصار النزعة العقلية أمثال "ديكارت"، الذين يعتقدون أن العقل هو المصدر الأول لنهل المعرفة الإنسانية وليس التجربة، لأن جميع المعارف تنشأ عن المبادئ العقلية القبلية والضرورية الموجودة فيه، وبالتالي فمعارف الإنسان عقلية لأن: المعرفة الحقيقية ترتد إلى ما يميز الإنسان وهو العقل لا الحواس، ولأن العقل قوة فطرية في الإنسان تحمل مجموع المبادئ القبلية المنظمة للمعرفة، من هنا اعتبر العقليون العقل المصدر الأول للمعرفة، والأداة الأساسية لكل استدلال منطقي، مما يعني أنه لا معارف صحيحة ولا حقائق يقينية مقبولة دون ردها إلى العقل ومبادئه الأساسية، لأنه جوهر الفكر وأصل المعارف كلها، ومن أشهر المدافعين عن هذا الاتجاه حديثا: "ديكارت"، "ليبتنز"، "مالبرانش"، ويبررون موقفهم بالتأكيد على أن جميع معارفنا تستمد وحدتها وصفاتها اليقينية من العقل، لأن مبادئه يقينية، فلا بد أن تكون المعرفة المستمدة منه بدورها يقينية، ولهذا رفض هؤلاء المعرفة الحسية لأنها تحمل الخداع والشك والتغير فموضوعها عالم الأشياء ومعطياتها نسبية، وبفضل العقل يكتشف خداع الحواس،كما يؤكد العقليون أن المعرفة العقلية أو الحقائق التي يتوصل إليها بالعقل تتصف بأنها كلية وصادقة، فهي شاملة لأنه يمكن تعميمها على كل العقول البشرية في كل مكان وزمان، وهي قضايا صادقة صدقا ضروريا، لا يتطرق إليها الشك، وتتصف بالبداهة والوضوح، لهذا قال أحد فلاسفتهم: "لا توجد وظيفة أسمى من العقل"، ضف إلى هذا يؤكد الديكارتيون "سبينوزا"، "مالبرانش"، "ليبنتز" أن إدراك الحقائق الحدسية كالله، النفس والامتداد وربط العلاقات بين خصائص الأشياء وإصدار الأحكام واستنباط النتائج، وتعميمها أساسها فعل العقل ومبادئه الأساسية، ومن هنا تستمد الرياضيات يقينها وقيمتها كنموذج للوضوح والبداهة، لهذا يقول "باركلي": "إن مختلف الإحساسات أو الأفكار المطبوعة في الإدراك الحسي مهما كانت مختلفة أو مركبة لا يمكن أن توجد بأي شكل آخر إلا في عقل يدركها". وبناء على هذا كان العقل هو مصدر المعرفة والميزان الضروري لكل الحقائق.

النقد : 

لكن ورغم ما قدمه أنصار هذا الاتجاه من أدلة وحجج لتبرير موقفهم إلا أنهم قد تعرضوا للعديد من الانتقادات، ومما يؤاخذ عليه هؤلاء أنهم يسلمون بوجود أفكار فطرية مطلقة الصحة واليقين، رغم أن كل الدلائل في الواقع تكذب هذه الصحة المنطقية لأن المعايير تتبدل وتتغير، ، فالوضوح مثلا لا يصلح كمعيار صحيح في كل الأحوال...كما أن الأطر والمبادئ القبلية للعقل ليست ثابتة بل يمكن أن تتطور وتتعدل بحسب الخبرة والتجارب، وتاريخ المعرفة يشهد بذلك، بدليل تطور الرياضيات كمفاهيم عبر العصور التاريخية وهذا ما يؤكد نسبية المعيار العقلي، ضف إلى هذا أن العقل لا يبدع المعرفة ويخلقها وإنما يجردها من مضامينها بمعنى أن صورة المعرفة ذاتية عقلية لكنها من حيث المضمون فهي موضوعية واقعية. كما أن الفلاسفة العقليين قد بالغوا في تفسيرهم للمعرفة لأنهم ركزوا على العقل كمصدر للحقائق التي يتوصل إليها الإنسان وأهملوا دور الحواس والتجربة وهذا ما يؤكد بأن هناك معيارا آخر للمعرفة. كما أن العقل قاصر وليس بالملكة المعصومة عن الخطأ، ولو كان العقل كما قال ديكارت أعدل قسمة بين الناس لتساووا في المعرفة ولعرفها الإنسان دفعة واحدة إذ الواقع يؤكد الاختلاف المعرفي بين الناس وتفاوتهم.....

الموقف الثاني : 

وفي المقابل يعتقد التجريبيون وعلى رأسهم "فرنسيس بيكون"، "جون لوك"، "دفيد هيوم" أن التجربة الحسية هي أساس المعرفة ومصدرها الأول، فكل ما يحصل عند الإنسان من معارف ومكتسبات يرد إلى الواقع الحسي، ومن هنا ينكر التجريبيون وجود مبادئ عقلية فطرية قبلية، لأن كل المعارف بعدية تكتسب بالتجربة، لهذا يؤكدون أن العقل يولد صفحة بيضاء خالية من أي أفكار فطرية، فهو لا يعرف شيئا ويبدأ في اكتشاف العالم الخارجي عن طريق الحواس لأن من فقد حاسة فقد المعاني المتعلقة بها، فالبرتقالة يصل إلينا لونها عن طريق البصر ورائحتها عن طريق الشم وطعمها عن طريق الذوق وحجمها عن طريق اللمس ولو تناول هذه البرتقالة أعمى فإنه يحيط بكل صفاتها إلا لونها يقول لوك: "لنفرض أن العقل صفحة بيضاء خالية من جميع الصفات، فكيف يمكن أن يكتسب الإنسان ذلك إني اجيب عن هذا السؤال بكلمة واحدة بالتجربة فهي أساس كل معارف الإنسان"، ولو العقل مصدرا للمعرفة أيضا لكان حظ الناس من المعارف متساويا، والواقع يثبت عكس ذلك، يقول "جون لوك": "لو كان الناس يولدون وفي عقولهم أفكار فطرية لتساووا في المعرفة"، لهذا لا وجود لشيء في الذهن ما لم يكن من قبل في الحس حسب رأي "لوك"، ويقول "دفيد هيوم": "لا شيء من الأفكار يستطيع أن يحقق لنفسه ظهورا في العقل، ما لم يكن قد سبقته ومهدت له الطريق انطباعات مقابلة له"، لذلك فمصدر المعارف كلها أساسه التجربة الحسية وما العقل إلا مرآة عاكسة للواقع، ومستودع للمعرفة وأداة منظمة لها. يقول "جون ستيوارت مل": "إن الخطوط والأشكال والدوائر الموجودة في الأذهان ما هي إلا نسخ طبق الأصل للخطوط والأشكال والدوائر الموجودة في الطبيعة". ويقول "دفيد هيوم": "أنا لست إلا حزمة من الإدراكات الحسية، كل الأفكار نسخ مباشرة أو غير مباشرة من الانطباعات الحسية". كل هذا يؤكد أن التجربة هي المصدر الأول للمعرفة ولا شيء قبلها.

النقد :

لكن هذا الاتجاه الذي يؤسس المعرفة على التجربة كمصدر وحيد لها واجهته انتقادات عديدة منها: أن التجربة الحسية مهما كان لها دور ومن قدرة في تحصيل المعارف فإنها تبقى غير كافية، على اعتبار أن مضامين المعرفة الإنسانية وموضوعاتها ليست كلها تجريبية. ثم كيف للمعارف التجريبية أن تأخذ مدلولاتها ومعانيها إن لم يكن هناك عقل ينظمها، ويفهمها ويضفي عليها صبغة المعرفة؟ فكما أن كومة الحجارة لا تصنع بيتا لوحدها، كذلك مجموع الانطباعات الحسية لا يمكنها أن يبني معرفة. لهذا فأنصار هذا الاتجاه قد بالغوا بدورهم في تفسير المعرفة لأنهم أهملوا دور العقل في الوصول إلى الحقائق وركزوا على دور الحواس مع أنها قد تخدع الإنسان و كما أنه لو كانت الحواس مصدرا للمعرفة الإنسانية لشاركتنا فيها البهائم (الحيوانات)....

التركيب : 

إن الصراع والجدال الفلسفي بين الاتجاهين العقلاني والتجريبي حول مصدر المعرفة أدى إلى ظهور موقف يوفق بين هذين الاتجاهين وينتقد في الوقت نفسه دور العقل والحواس ويبين حدود كل منهما، وقد تبنى هذا الاتجاه الفيلسوف "إيمانويل كانط" مؤسس الفلسفة النقدية، حيث يؤكد أن عملية المعرفة تبدأ من التجربة الحسية المتمثلة في الانطباعات التي تنقلها إلينا الحواس عن الأشياء، لكن هذه المادة المعرفية لا يكون لها معنى محدد إلا إذا تدخل العقل، ورتبها ونظمها وفق تصوراته ومقولاته، فعالم الأشياء والظواهر كما تنقله لنا الحواس حسب كانط مجرد شتات معرفي لا يمكن فهمه إلا بواسطة العقل الذي يجمع هذا الشتات وينظمه على شكل معارف بفضل مقولاته الأساسية، يقول "كانط": "ينبغي إذن أن يتقدم العقل إلى الطبيعة ماسكا بيده مبادئه التي تستطيع هي وحدها أن تمنح الظواهر المتطابقة سلطة القوانين، وباليد الأخرى التجريب الذي تخيله وفق تلك المبادئ حتى يتعلم من الطبيعة لا محالة"، وانطلاقا من هذا التصور يتضح أن المعرفة عند "كانط" عملية مركبة يساهم فيها العقل والحواس معا. (الرأي الشخصي)

الخاتمة : 

ختاما ومما سبق نستنتج أن الإنسان الحديث وجد انه مهما كان عاقلا فإن العقل لا يكفي لوحده كمصدر للمعرفة، كما أن التجربة أيضا تبقى قاصرة لوحدها لهذا كانت المعرفة الإنسانية عملية تركيب بين ما هو عقلي وما هو تجريبي لهذا قال "كانط": "الحدوس الحسية بدون مفاهيم تظل عمياء، والمفاهيم بدون حدوس حسية جوفاء". إذن المعرفة مصدرها العقل والتجربة معا وبالتالي فهي ليست فطرية وليست مكتسبة فقط بل هي فطرية ومكتسبة في الوقت نفسه..

مقدمة عن الفلسفة الإسلامية

.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
هل مصدر المعرفة هو العقل أم التجربة؟ مقالة جدلية حول هل تجاوزت الفلسفة الحديثة سلطان الفكر التقليدي بالعقل أم بالتجربة

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى الحل المفيد، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...