من هو مفدي زكرياء واين توفي الشاعر والأديب مفدي زكرياء
نفي مفدي زكريا
بحث عن مفدي زكريا
شعر مفدي زكريا
إلياذة الجزائر لمفدي زكريا PDF
مفدي زكريا يمدح ملك المغرب
مفدي زكريا المغرب
يسرنا في موقع الحل المفيد أن نقدم لكم نبذة مختصرة عن الشاعر مفدي زكرياء وهي كالتالي
الشّاعر مفدي زكرياء بن سليمان الشيخ السيرة الذاتية
من شخصيات الفترة الثالثة من العهد الرّابع
من 1330هـ/1912م إلى 1366هـ/1947م
الشّاعر مفدي زكرياء بن سليمان الشيخ
ولد ببني يزقن يوم 12 جوان 1908م. ذهب مبكرا إلى تونس ليكمل دراسته تحت رعاية عمّه صالح بن يحي، أحد مؤسّسي حزب الدّستور التّونسي.
تلقّى تعلّمه الابتدائي والثّانوي بكل من مدرسة السّلام والمدرسة الأهلية والخلدونية ومدرسة الآداب والترجمة بالعطارين، وأخيرا بجامع الزيتونة.
انخراط في سلك الشبيبة الدستوري بتونس أيّام دراسته عام 1922، ثمّ دخل الجزائر وانخراط في حزب نجمة إفريقيا الشمالية بالجزائر عام 1934، وانتخب أمينا عاما لها عام 1936م. ثمّ بعد أن عمدت السّلطة الاستعمارية على حلّ نجمة إفريقيا الشمالية في جانفي 1937م، وتأسيس بدلا عنه حزب الشعب يوم 11 مارس 1937، بقي أمينا عاما له، وعيّن رئيس تحرير جريدة الشعب، لسان حال الحزب.
في الانتخابات البلدية لعام 1937، رشّح مفدي زكرياء نفسه ضمن قائمة حزب الشعب الجزائري[13].
ألقت السلطات الفرنسية القبض، يوم 27 أوت 1937، على مصالي وعلى مفدي زكرياء وثلاثة من أعضاء المجلس الإداري للحزب: خليفة ابن عمّار وحسين كحول وإبراهيم غرافة. في 4 نوفمبر 1937، حكمت على الأخير محكمة العاصمة بسنة واحدة سجنا، وعلى الآخرين بسنتين. ولكي يستفيدوا إلى أقصى حدّ من الوقت الحر الذي يتوفرون عليه في السجن، تكفلّ مفدي زكرياء بتعليم اللغة العربية، وحسين كحول بالفرنسية، وعيّن مصالي لتنظيم دروس سياسية[14].
هناك في سجن باربروس، نظم مفدي زكرياء، يوم 29 نوفمبر 1937، نشيد الشّهداء (اعصفي يا رياح) الذي وزّع كمنشور في القصبة في جوليت 1938، فصار نشيد الشباب. في سنة 1956، صدر الأمر من جبهة التحرير الوطني إلى المحكوم عليهم بالإعدام أن يردّدوا هذا النشيد قبل الصعود إلى المقصلة.
وقبله، وفي نوفمبر 1936، نظم النشيد الرسمي للحزب (فداء الجزائر روحي ومالي).
اعتقل مرّة أخرى عام 1940 وحكم عليه بستة أشهر سجنا، وبعد حوادث ماي 1945، قبض عليه وزجّ في السجن ثلاثة أشهر، وبعد سراحه، واصل نشاطه السياسي في حزب (الانتصار للحريات الديمقراطية) الذي أنشئ في مطلع سنة 1947، بدلا عن حزب الشعب بعد حلّه، والذي انبثقت منه اللّجنة المركزية، وأعلنت الثّورة المسلّحة في فاتح نوفمبر 1954.
ترشّح في مزاب للنّيابة في المجلس الجزائري في انتخابات 4 أفريل 1948، وفاز عليه منافسه الشيخ بيوض بـ52% من الأصوات.
وفي 1949، دخل مفدي زكرياء السجن لمدّة شهرين، ثمّ دخله عام 1951 لستّة أشهر. وفي 1955، التحق بصفوف جبهة التحرير، وألّف نشيد (قسما)، نشيد الثورة الجزائرية والنشيد الرسمي للدولة الجزائرية بعد الاستقلال، لحنّه أوّل الأمر الفنان التونسي محمّد التريكي، وأوّل تمرين على هذا اللّحن، لتسجيله وتهريبه إلى جيش التحرير في الجزائر، كان في دار البعثة الميزابية في تونس، ومن طلاب البعثة. وبعد ذلك أعيد تلحينه من طرف الفنان المصري محمّد فوزي.
في نفس السّنة، اتّخذت السلطات بغرداية قرارا يمنع مفدي زكرياء ومحمّد الحاج الناصر من دخول مزاب.
قبضت عليه السلطات الاستعمارية في 19 أفريل 1956 وحبس في سجن باربروس، ثمّ في معتقل برواقية، وصودرت أمواله، وأطلق سراحه بعد ثلاث سنوات، وفرّ إلى المغرب يوم 13 مارس 1959، ثمّ انتقل إلى تونس، وشارك بنشاط في الصفحات الثقافية لجريدة المجاهد إلى سنة 1962.
في سنة 1929، أسّس في العاصمة الجزائرية هو وجماعة من التّجار المزابيين جمعية الوفاق، التي أصدرت يوم 1 أفريل 1933 جريدة باسم الحياة، وكان مدير تحريرها، وكانت جريدة متعدّدة الاهتمامات. فهي اجتماعية وسياسة واقتصادية وأدبية أيضا، ولكنّها لم تستمر طويلا إذ لم يصدر منها سوى ثلاثة أعداد.
إنّ مفدي زكرياء، إلى جانب اعتزازه الدائم بالشخصية الجزائرية، حريص كلّ الحرص على مقاومة كلّ سياسات الفرنسة والمسخ والتذويب والإدماج. يقول الدكتور محمد ناصر: «وأحسب أنّ من أشهر قصائده وأقواها فكرة وفنا قصيدته التي عنوانها (بردة الوطنية الجزائرية) التي ألقاها في فيفري من سنة 1937 في مهرجان وطني بتونس، وهي رد صارخ على مشروع بْلُومْ – فْيُولِيتْ الإدماجي[15] الذي اغترّ به بعض الجزائريين، ظنا منهم أنّ من ورائه الحصول على الحقوق السّياسية»[16].
في سنة 1961، انتقل من تونس إلى بيروت لمتابعة طبع ديوانه (اللهب المقدس)، واغتنم الفرصة للمشاركة في المهرجان الثالث للشعر العربي الذي انعقد بدمشق في شهر سبتمبر من تلك السنة، فتعرّف الشعراء العرب على شاعر الثورة عن قرب، بعد أن قرؤوا أشعاره وأعجبوا به.
بعد استقلال الجزائر، عاد مفدي إلى وطنه، واستقرّ بالعاصمة، حيث ألّف ما سمّاه دليل المغرب العربي الاقتصادي، ثمّ رحل إلى تونس وعاش بها من 1963 إلى 1969م. وفي سنة 1969م، غادر تونس ليستقرّ بالدّار البيضاء بالمغرب، حيث استفاد من رخصة فتح مدرسة ثانوية للتّعليم، وشارك بشعره ومناقشاته في جلّ ملتقيات الفكر الإسلامي في الجزائر، بدعوة من زميله وصديقه الأستاذ مولود قاسم. ولعلّ أعظم ما ختم به حياته الإبداعية الطويلة إلياذته الشّهيرة التي هي تمجيد حار لتاريخ الجزائر.
يقول الدكتور محمد ناصر: «لا نحسب أنّ إطلاق لقب (شاعر المغرب العربي) على مفدي زكرياء، هو من قبيل إطلاق التسميات والألقاب جزافا... فإنّ هذه التسمية في حقيقة أمرها، تعريف بالشاعر أكثر من كونها تشريفا له.
...إنّ أهمية شعر مفدي زكرياء في هذا الاتجاه تكمن في تميّزه الواضح عن غيره من الشعراء، الذين عالجوا قضية المغرب الكبيرة، فقد نجد هذه القضية مطروحة عند هذا الشاعر أو ذاك، ولكن لا تعدو كونها خواطر سريعة وتلميحات عابرة، تكتفي ببعض الابيات في هذه القصيدة أو تلك، أمّا عند مفدي زكرياء فتغدو عقيدة راسخة تمتدّ جذورها في أعماق أعماله الشعرية، ومبدأ سياسيا ناضل من أجل تحقيقه منذ يفاعته حتى آخر لحظات عمره، ومشاركة فعلية في المؤتمرات والملتقيات الوطنية، وتواجدا منفعلا عبر كلّ مراحل شعره الاستنهاضي والنضالي والثوري، أصبحت معه هذه القضية فكرة محورية، دار حولها شعره منذ سنة 1925 حتى سنة 1977م»[17].
توفي مفدي زكرياء في تونس يوم
3 رمضان 1397هـ/17 أوت 1977، ودفن بمسقط رأسه بني يزقن، ثمّ سُمّي باسمه مطار غرداية – نومرات، بقرار رئاسي مؤرّخ يوم 31 جوليت 1999م.