0 تصويتات
في تصنيف معلومات عامة بواسطة

مسيرة اسماء بنت زيد صحابية مجاهدة متعددة المواهب قصة اسماء بنت زيد 

الخطيبة المفوّهةأسماء بنت يزيد

صحابية مجاهدة متعددة المواهب

صحابية متميّزة ضربت مثالاً رائعًا في الإيمان والصبر والعلم.. إنّها الصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس الأنصارية الأسدية ثم الأشهلية الأنصارية رضي الله عنها وافدة النساء إلى المصطفى -ﷺ- وخطيبة النساء؛ لأنها كانت تدافع عنهن وتسأل عن حقوقهن. 

وهي بِنْتُ عَمَّةِ مُعَاذِ بن جبل رضي الله عنه؛ حيث يلتقي نسبها مع نسَب الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه في جدّهما امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.

 

نسَبها:

يعرِّفنا الحافظ الإمام ابن حجر العسقلاني بهذه الصحابية الكريمة في كتابه (الإصابة في تمييز الصحابة) فيقول: ومن مناقب وفضائل هذه الصحابية الجليلة أنها من أهل المدينة ومِنَ النساء اللائي بايعن النَّبِيَّ -ﷺ- 

أسلمت في العام الأول للهجرة، اشتهرت بمتابعتها أمور دينها والتعرف على دقائق أموره، حيث كانت تسأل النبي عن أحكام دينها، وكثيرًا ما كانت أخواتها النساء يستعن بها للاستفسار من النبي -ﷺ- عن دقائق أمورهن الخاصة فتستجيب لذلك وتذهب إليه فتسأله.

إسلامها:

أسلمت أسماء على يد الصحابي الجليل مصعب الخير أو مصعب بن عمير، كما ذكر ابن سعد صاحب الطبقات عن عمرو بن قتادة رضي الله عنه قال: "أول من بايع النبي -ﷺ- أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع، وأسماء بنت يزيد ابن السكن، وحواء بنت يزيد بن السكن. وكانت أسماء رضوان الله عليها تعتـز بهذا السبق إلى المبايعة فتقول: (أنا أول من بايع رسول الله -ﷺ-)

فصاحتها وبيانها:

اشتهرت أسماء بفصاحتها وسميت بـ"خطيبة النساء"، يروي المؤرخ ابن الأثير في كتابه "أُسد الغابة": "أتت أسماء النبي -ﷺ-، وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. 

وإنّا معشر النساء محصوراتٌ مقصوراتٌ قواعدُ بيوتكم ومَقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فُضِّلتم علينا بالجُمَع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإنّ الرجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير؟

فالتفت النبي -ﷺ- إلى أصحابه بوجهه كلِّه ثم قال: (هل سمعتم مقالة امرأة قَط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟) 

فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. 

فالتفت النبي -ﷺ- إليها فقال: (افهمي، أيتها المرأة، وأَعْلِمي مَن خلفك من النساء أنّ حُسْنَ تبعُّلِ المرأة لزوجها وطلَبها مرضاته واتباعَها موافقته يَعْدِل ذلك كلّه). فانصرفت المرأة وهي تهلّل.

قوة إيمانها:

نشأت أسماء في أسرة عُرف أفرادها بالتضحية والجهاد. أبوها: هو يزيد بن السكن بن رافع الأنصاري الذي استُشهد يوم أُحد، وفي تلك المعركة أثخنت الجراح زياد بن السكن عم أسماء، فقال الرسول -ﷺ-: أَدنوه مني.. فوسده قدمه فمات شهيدًا وخدّه على قدم رسول الله -ﷺ-، كما استُشهد في المعركة ذاتها أخوها عامر بن يزيد بن السكن الذي جعل جسده تُرسًا يدافع به عن رسول الله -ﷺ-؛ فنال الشهادة في سبيل الله. 

ومن عجيب إيمانها وصبرها أنه لما بلغها استشهادهم خرجت تنظر إلى سلامة رسول الله -ﷺ- وهو قادم من أُحد. فقالوا لها: قُتل أبوك

فقالت: ما فعل رسول الله!! أي حال الرسول -ﷺ-

فقالوا: قُتل أخوك

فقالت: ما فعل رسول الله!! 

فقالوا: هو بخير

وعندما رأته سالمًا قالت: كل مصيبة بعدك جلل (أي هينة)

جهادها:

كما شهدتْ أسماء غزوة الخندق وغزوة خيبر، وخرجت مع النبي -ﷺ- في غزوة الحديبية، وبايعت بيعة الرضوان. 

وفي السنة الثالثة عشرة للهجرة خرجت رضي الله عنها إلى بلاد الشام حيث شاركت في معركة اليرموك في الشام، وكانت تشارك مع النساء بسِقاية الجرحى وتضميدهم، وفي ضرب مَن يَفِرّ من المعركة من جنود الإسلام، فكانت أسماء يومئذ زعيمة للنساء اللاتي شاركن في تلك الحرب. حيث يذكر المؤرخين بأنها قتلت تسعة من الروم بعمود خيمتها في هذه الموقعة.

روايتها للحديث:

روت فيما يذكر ٨١ حديثًا، وروى عن أسماء ثلة من أَجِلاّء التابعين، كما روى أصحاب السنن الأربعة: 

أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه، والبخاري في الأدب المفرد.

وفي أسماء نزلت آية حكم عِدّة المطلقات. 

فقد أخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن أسماء بنت يزيد قالت:طُلقت على عهد رسول الله -ﷺ- ولم يكن للمطلقة عدة، فنزل قول الله تعالى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [البقرة: ٢٢٨]، كانت أسماء أوّل معتدّة في الإسلام.

مهارة التزيين :

كانت لها دراية بزينة النساء؛ فلقد زينت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها يوم زفافها إلى رسول الله -ﷺ-

وفاتها :

ذكرها بعض المؤرخين في وفيات سنة ٦٩هـ في خلافة عبد الملك بن مروان. رضي الله عن الصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد خطيبة النساء ورسولتهنّ (أي مبعوثتهن

 إلى المصطفى -ﷺ- وأرضاها.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
مسيرة اسماء بنت زيد صحابية مجاهدة متعددة المواهب قصة اسماء بنت زيد

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى الحل المفيد، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...