0 تصويتات
في تصنيف منهجية دراسة اداب وفلسفة بكالوريا بواسطة

بحث عن المنهج العلمي في العلوم الانسانيه و الاجتماعيه 

بحث حول المنهج العلمي في العلوم الانسانيه و الاجتماعيه .

عنوان البحث : مناهج البحث العلمي في العلوم الانسانيه و الاجتماعيه 

مقدمه 

المبحث 1 : ماهية المنهج في البحوث العلمية

المطلب 1 : مفهوم المنهج

                    أ- لغة

                   ب - اصطلاحا 

                   ج - التعريف الاجرائي 

المطلب 2 : نشأة المنهج

المطلب 3 : اهمية المنهج 

المطلب 4 : اهداف المنهج 

المطلب 5 : وظيفة المنهج

المبحث 2 : المناهج المعتمدة في العلوم الانسانيه و الاجتماعيه 

المطلب 1 : المنهج التاريخي

المطلب 2 : المنهج المقارن 

المطلب 3 : المنهج الوصفي 

المطلب 4 : دراسة الحالة 

خاتمة حول المنهج العلمي 

 قائمة المراجع للبحث 

مقدمه 

المبحث 1 : ماهية المنهج في البحوث العلمية

المطلب 1  : مفهوم المنهج 

مفهوم المنهج Méthode : 

تكتسي دراسه المنهج اهميه كبيره فمهما كان موضوع البحث فإن قيمة النتائج توقف على قيمه المناهج المستخدمه 

يعرف المنهج العلمي 

أ - لغة

المنهج هو الطريق الواضح : طريق ، نهج ، بين ، واضح ،و هو المنهج و الجمع نهجات و نهوج و نهج . و طرق نهجة و سبيل . منهج : كنهج . و منهج الطريق : وضحه ، و المنهاج : كالمنهج . و في القران الكريم " لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا " و انهج الطريق : وضح و استبان و صار نهجا واضحا بينا . و استنهج الطريق : صار نهجا . و في حديث ابن العباس : لم يمت رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ترككم على طريق ناهجة اي واضحة بينة . و نهجت الطريق : ابنته و اوضحته. يقال : اعمل على ما نهجته لك . و نهجت الطريق : سلكته . و فلان يستنهج سبيل فلان اي يسلك مسلكه . و النهج : الطريق المستقيم و هو وسيلة محددة توصل الى غاية معينة

ب - اصطلاحا :

اما المنهج اصطلاحا فقد جاء ترجمه للكلمه الاجنبيه Méthode و يعني الطريقه او الاسلوب او الكيفيه التي يصل بها الباحث او العالم الى نتائجه فهو وسيلة محددة توصل الى غاية معينة و قد استعمل افلاطون كلمة المنهج بمعنى البحث او المعرفه و كذلك ارسطو . و من ثم استعمل هذا اللفظ بمعنى طائفة من القواعد العامة المصاغة من اجل الوصول الى الحقيقه في العلم . حيث اهتم المناطقة بمسألة المنهج كجزء من اجزاء المنطق الاربعة و هي التصورات و الحكم و البرهان و الحجج

1- علي معمر عبد المؤمن ، البحث في العلوم الاجتماعيه ، دار الكتب الوطنيه ، ط1 . 2008 . بنغازي . ليبيا . ص11 - 12 

 و يعرفه محمد بدوي بإنه : " مجموعه القواعد التي يستعملها الباحث لتفسير ظاهرة معينه بهدف الوصول الى الحقيقه في العلوم بواسطة طائفه من القواعد العامه التي تهيمن على سير العقل و تحدد عملياته حتى يصل الى نتيجه معلومه " . 

( محمد بدوي ، المنهجيه في البحوث و الدراسات الادبيه ، تونس ، دار الطباعة و النشر ، ( د . ت . ن ) ، ص 19 ) 

و من جهة اخرى يعرف الدكتور عامر مصباح امنهج العلمي بأنه " مجموعة الخطوات العلميه الواضحه و الدقيقه التي يسلكها الباحث في مناقشه او معالجة ظاهرة اجتماعيه او سياسيه او اعلاميه معينه " 

( عامر مصباح ، منهجيه البحث في العلوم السياسيه و الاعلام ، الجزائر : ديوان المطبوعات الجامعيه ، 2014 . ص13 ) 

و قد عرفه موريس انجرس بكونه : " عباره عن جواب لسؤال كيف نصل الى الاهداف في حين ان التقنيات تشير الى الوسيله التي تم استخدامها للوصول الى هذه الاهداف ( موريس انجرس ، منهجيه البحث العلمي في العلوم الانسانيه ؛ ط2 ، ( ت: صحراوي بوزيد ) ، الجزائر ، دار القصبه للنشر ، 2006 ، ص 20 ) 

و عرفه اخرون بأنه ( جملة المبادئ و القواعد و الارشادات التي يجب على الباحث اتباعها من بداية البحث الى نهايته بغيه الكشف عن العلاقات العامه و الجوهريه و الضروريه التي تخضع لها الظواهر موضوع الدراسه ( فؤاد البهي السيد ، عبد الرحمن سعد ، علم النفس الاجتماعي ( رؤية معاصرة ) ، القاهرة : دار الفكر العربي ، 1999 ، ص 300 ) 

اذا ، فهو مجموعة من الاسس و القواعد و الخطوات المنهجية التي يستعين بها الباحث في تنظيم النشاط الذي يقوم به من اجل التقصي عن الحقائق العلمية او الفحص الدقيق لها . 

- نسق من القواعد الواضحة و الاجراءات التي يستند اليها البحث في سبيل الوصول الى نتائج علمية . 

- استقصاء منظم يهدف الى اضافة معارف يمكن توصيفها و التحقق منها عن طريق الاختبارات .

- استراتيجية عامة او خطة عامة يرسمها الباحث لكي يتمكن من حل مشكلة بحثه او تحقيق اهدافه .

ج- التعريف الاجرائي :  

و يمكن ان نستخلص من هذه التعريفات ان المنهج هو: 

اسلوب منظم او خطة او استراتيجية تستند الى تحقيق اهداف البحث باتخاذه منحى علميا يتميز بجمع المعلومات و الوقائع عن طريق الملاحظة العلمية الموضوعية و المنظمه .

المطلب  2  نشأة المنهج العلمي في العلوم الانسانيه 

يقول الان لارامي و برنار فالي :" ان فكرة المنهج قديمة و لكن فكرة منهج عام هي الاقل قدما " . و يعرف بانج bunge 1938 المنهج العلمي بأنه سلوك واضح و قابل لإعادة الانتاج للتوصل الى شيء مادي مفهوم . ان مفهوم المنهج هذا يكون قد ظهر اثناء الفتره الاغريقية الكلاسيكيه مع منهج ارخميدس لحساب الاشكال المنظمه ذات الحواشي المقوسه " 

و الحقيقة التي لا جدال فيها ان المنهج العلمي و بالرغم من بساطه جوهره فهو لم يكتسب دفعة واحدة و في مكان محدد ، هذا من جهة و من جهه اخرى فقد اكتسب بمشقه بالغه و ساهم في ذلك علماء من مختلف الامصار و العصور فقد عاش الانسان قرونا طويلة يحصل الوانا من المعارف و يصطنع اساليب التفكير . بعيدة كل البعد عما نسميه اليوم بأساليب التفكير الصحيح . ثم تعرضت تلك الاساليب لحملات النقد المستمر على مدى عدة عصور و انتهت موجة النقد الى اتخاذ المنهج العلمي القائم على الملاحظه و التجريب اداة لدراسه الحقائق الموضوعيه ووسيلة لتحصيل المعارف العلمية . 

( موسى معيريش ، المنهج العلمي ( مفهومه و تاريخه ) ، ط1 ، 2011 ) 

المطلب 3 : اهمية المنهجيه في العلوم الاجتماعيه : 

تتجلى اهميه منهجيه البحث العلمي في العديد من الامور التي من شأنها ان تساعد الباحث على كتابة بحث علمي على نحو كامل وشامل .، اذ ترتبط اهميه منهجيه البحث العلمي في وضع الباحث العلمي للفرضيات و ذلك بعد ان يقوم بجمع المعلومات و التأكد من صحتها حيث يعتمد الباحث العلمي على منهج واحد على الاقل من مناهج البحث العلمي و ذلك بناء. على نوع المشكله التي. يتناولها الباحث العلمي في بحثه 1

( عمار عوابدي ، مناهج البحث العلمي و تطبيقاتها في ميدان العلوم القانونيه و الاداريه ، الجزائر ، ديوان المطبوعات الجامعيه ، 1992 ، ص ص : 3-1 )

كما تكمن اهميه منهجيه البحث العلمي في : 

- باعتبارها اساس البحث العلمي الذي يعد بحثا منظما و متسلسلا و ليس محض الصدفه و انها ثمرة نشاط عقلي مبذول بكل دقه و تخطيط و توثيق للنتائج .

- تعد المنهجية نظرية كونها تعتمد على النظر لغاية ادراك النسب و العلاقات القائمة بين الاشياء و كونها تخضع لكل من الاختبار و التجربة . 

- يعتمد البحث العلمي على مبدأ ثابت وهو التجارب و الفرضيات و ذلك لكونه في حال افتقاره لذلك يفتقد خاصيته العلميه .

- يوصف بأنه بحث تفسيري . و ذلك لقيامه بتفسير الظواهر و الامور من خلال النظريات .

- يصنف بأنه بحث حركي و تجديدي يعتمد علر تجديد المعرفه و اضافتها من خلال الاستبدال المستمر للمعرفه القديمه .

المطلب 4 ) - الأهداف اهداف المنهج العلمي

اما اهداف منهجيه البحث العلمي فتتمثل في : 

- الاتيان بالاحكام الجديده لحادثه معينه لم يتم البحث فيها مسبقا .

- التوصل الى الاختراعات و الاكتشافات غير المسبوقه 

- السعي الى تكملة بحث لم يتسنى لأحد الباحثين السابقين اتمامه 

- تقديم التفصيل المجمل حول كل غامض و تقديم الشروح و التحليلات .

جمع النصوص و الوثائق و المسائل العلميه المتفرقه مع بعضها البعض .

- استعراض موضوع قديم بطريقة حديثه مبتكره لم يسبق استخدامها .

- و المنهجيه مهمة في البحث العلمي فهي : 

- اداة فكر و تفكير و تنظير .

- اداة عمل و تطبيق

- اداة تخطيط و تسيير 

- أداة فن و ابداع 

( مجموعة مؤلفين ، منهجية البحث العلمي و تقنياته في العلوم الاجتماعيه ، المركز الديموقراطي العربي ، برلين ، المانيا ، 2019 ، ص 13 

المطلب 5 : وظيفة المنهج العلمي 

- تطبيق القواعد و تسهيل الاتصال : 

لا تقتصر وظيفه المنهج على تطبيق الاجراءات و القواعد المنهجيه المستمده من النظريه على دراسه الظاهره او نقدها . فالمنهج ما هو الا تطبيق للنظريه و تسهيل عمليه الاتصال العلمي بين الباحثين ووضع قواعد منهجيه واضخه المعالم و قابله للاختبار و الصدق من خلال اعادة الدراسه بالطريقة ذاتها من قبل الباحث نفسه او الاخرين 

و الوظيفه الثانيه للمنهج تكمن في استخدامه كقواعد للاستدلال و بما ان الاستقصاءات اساسيه للعلم فلا بد من ربطها ببناء منطقي منسق . فالحقائق و الاستقصاءات لا تحدث لنفسها . فالمعرفه المنهجيه بشكل منسق تؤيد بعضها البعض و تعزز الاتساق الداخلي للمعرفة التجريبيه . 

( محمد عبد السلام ، مناهج البحث في العلوم الاجتماعيه و الانسانيه ، مكتبة نور ، 2020 ، ص 14 )

المبحث 2 : المناهج المتبعة في العلوم الاجتماعية : 

تابع قراءة في الأسفل 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
يتبع البحث عن : مناهج البحث العلمي في العلوم الانسانيه و الاجتماعيه


المبحث 2 : المناهج المتبعة في العلوم الاجتماعية :

المطلب 1 : المنهج التاريخي

يرتكز المنهج التاريخي على دراسه الاحداث الماضيه دراسه دقيقه و ذلك بالرجوع الى السجلات التاريخيه . الا ان المنهج التاريخي ليس عملية البحث عن السجلات و الوثاىق بل ايضا اجراء لاثبات اصالة هذه الوثائق( 1 )

1 - ( Pierre Belleau , La méthode.historique, Montreal  :  Cégepde maoson neuve , 1989 , p  :  10 )
و احيانا قد يرتكز المنهج التاريخي على الاشخاص الذين عايشوا تلك الفتره من الزمن و الذين لا يمتلكون القدره على الاحتفاظ بالحقيقه و المعلومه لفتره زمنيه طويله (2)

2 -( مصطفى ريحي ، عثمان غنيم عليان ، مناهج و اساليب البحث العلمي النظريه و التطبيق ، ط1 ، عمان ، دار صفاء للنشر و التوزيع ، 2000 ، ص : 37 )
و اساس المنهج التاريخي هو اعاده بناء الماضي لان صورة الحاضر لا يمكن ان تفهم على حقيقتها الا في سياق التطور التاريخي بالاضافه الى ان دراسة الماضي تصب ايضا في الاستفاده من عبرها و اثارها السلبيه و الايجابيه اي انها تمثل خبره جاهزه عاشها افراد المجتمع و دفعوا ثمنها اواستفادوا منها .
و ينتقل الباحث من تجميع الوثائق الى نقدها و تحليل محتواها و اولى الخطوات في المنهج التاريخي هو التأكد من صحة الوثيقه لينطلق انطلاقا امينا من النص الاصلي و يستطيع الباحث ان يقارن النص الوارد في المرجع الذي يعتمد في النص نفسه كما ورد في مراجع اخرى .
و المنهج التاريخي يقوم بدور كبير في اكتشاف الحقائق التاريخيه و اثباتها بطريقة علميه موضوعيه و دقيقه و ذلك عن طريق التأصيل و الاثبات و تأكيد هوية الوثائق التاريخيه و تقييمها و تحليلها و استخراج الحقائق و النظريات العلمية حول الحقيقة التاريخية المقصود معرفتها و التعرف عليها (3)

3 - ( حوريه لبشري ، علي مراح ، الشامل في منهجية البحث العلمي ، الجزائر ، دار هومة ، 2018 ، ص : 193 )

و بهذا يمكن ان نقول بأن المنهج التاريخي هو منهج علمي يقوم بالبحث و الكشف في الحقائق التاريخيه من خلال تحليل و تركيب الاحداث و الوقائع الماضيه المسجله في الوثائق و الادله التاريخيه بعد التدقيق في صحة معلوماتها و اعطاء تفسيرات و تنبؤات علميه في صورة قوانين عامة ثابتة نسبيا .
فكل العلوم الانسانيه في دراستها قد تستعين بالمنهج التاريخي للظواهر و التي تتمثل في التالي :
- عند دراسة ظاهرة معينه و بمجرد رجوع الباحث الى الوثائق الرسمية كالمخطوطات و السجلات و الوثائق القديمة و اثبات اصالتها و صحتها و محاولة مقارنة النص الوارد في المرجع الذي يعتمده بالنصوص الوارده في المراجع الاخرى و كذا محاولة الباحث التحقق من امانه مؤلف النص من اجل تحليل الظاهرة المراد دراستها و تفسيرها هنا يصبح الباحث امام تطبيق المنهج التاريخي و هذا نجده خاصه في علم التاريخ .
- هناك بعض الظواهر عند دراستها في العلوم الاخرى المنضويه تحت العلوم الانسانية لا تستدعي درجة من التحليل الخارجي للوثائق ( التأكد من صدق الوثيقة بطرق عدة كالمقارنه بين عدة نصوص او دراسه صاحب الوثيقه ) و لا تحليل داخلي للوثائق و المصادر ( التأكد من حقيقة المعاني التي تتضمنها الوثيقه ، الدوافع التي اثرت في المؤلف عند كتابته للوثيقه ) . بل تقتصر عند دراستها على وصف و سرد الاحداث الماضية بطريقة استقرائية يغلب عليها التحليل و التركيب .

المطلب 2 : المنهج المقارن

لا تعد المقارنة حقلا معرفيا او موضوعا للدراسه بل منهجا للبحث و التحليل . و بالرغم من اختلاف التعاريف المقدمة للمقارنه و تنوعها الا انها تكاد تنطلق جميعها من تراث جون ستيوارت ميل John stuart Mill الذي عرفها بأنها دراسة ظواهر متشابهة متناظرة في مجتمعات مختلفة او هي التحليل المنظم للاختلافات في موضوع او اكثر عبر مجتمعين او اكثر (1)

(1) - ( نصر محمد عاطف ، ابستمولوجيا السياسة المقارنة ( النموذج المعرفي ، النظرية ، المنهج ) بيروت : مجد المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر ، 2002 . ص : 99. )

و يعد المنهج المقارن تلك الخطوات التي يتبعها الباحث في مقارنته للظواهر محل البحث و الدراسه ، بفحص مستمر لأوجه الشبه و الاختلاف فيها ؛ و استخراج العلاقات بين المتغيرات بغية تفسيرها ، و ايجاد تعميمات امبريقية عامة حولها . و لقد عرف معجم المصطلحات الاجتماعية المنهج المقارن بأنه " تلك الطريقة للمقارنة بين مجتمعات مختلفة او جماعات داخل المجتمع الواحد او نظم اجتماعية للكشف عن اوجه الشبه و الاختلاف بين الظواهر الاجتماعيه و ابراز اسبابها وفقا لبعض المحكات التي تجعل هذه الظواهر قابلة للمقارنة كالنواحي التاريخيه و الاثنوغرافيه و الاحصائية و يمكن عن طريق هذه الدراسة المقارنة صياغة النظريات الاجتماعيه )2(
.
2 - ( احمد زكي بدوي ، معجم المصطلحات الاجتماعيه ، بيروت : مكتبة لبنان ، ص : 75 )

و عموما يعرف المنهج المقارن بأنه ذلك التحليل العلمي الذي يتضمن ملاحظة ظواهر مختلفة داخل نسق واحد و عبر مراحل زمنية محددة او ملاحظة اكثر من نسق واحد . و هذه البحوث تستند الى طرق مختلفه للبحث منها : المنهج التحليلي و المسح الاجتماعي و التجارب على الجماعات الصغيرة و الملاحظه بالمشاركة و تتكامل هذه الطرق في تحقيق هدفها العام و هو اجراء بحث مقارن للظواهر محل الدراسه .
يسعى المنهج المقارن الى التنظيم المنهجي لاتجاه طبيعي للفكر الانساني . هذه الحركة التلقائية التي تدفعنا الى مقارنة ما نراه و لا تشمل اجراءات تقنيه خاصة و تشمل المقارنة مواضيع و دراسات كلية و مواضيع جزئية .
- تقتضي المقارنة وجود سمات مشتركة بين الظواهر محل المقارنة اي وجود قدر من التشابه و الاختلاف اذ لا مقارنة بين الظواهر تامة الاختلاف و لا الظواهر تامة التشابه . كأن نقارن بين الجمعيات الحقوقية في تونس و نظيراتها في مصر و الجزائر . او النظام السياسي الامريكي و الفرنسي من حيث المؤسسات الدستورية و الحالة الاجتماعيه للاسر الكادحة في المجتمعات الصناعية فرنسا.  بريطانيا .
- يستخدم المنهج المقارن في كل خطوات البحث العلمي منذ اختيار موضوع البحث . و طرح الاشكاليه و صياغة الفروض و التحقق منها كما يشمل جميع مستويات البحث العلمي سواء تعلق الامر بالوصف مثل ملاحظة عناصر التشابه و الاختلاف بين الانظمه الاجتماعيه كالزواج او الطلاق في المجتمعات العربيه و الانظمة التربوية او الانظمه السياسيه كالنظام الامريكي و النظام الفرنسي و الثقافه الغربيه و الثقافه العربيه.
 
( مادلين غرافيتز ، مناهج العلوم الاجتماعيه ( ترجمه : سام عمار ) دمشق ، 1993 ، ص : 99)

و من شروط المقارنه السليمه :
- ألا ترتكز المقارنه على دراسة حادثة واحدة بل تستند المقارنة على دراسة مختلف اوجه التشابه و الاختلاف بين حادثتين او اكثر .
- يجب الا يسلط الباحث الضوء على الحادثة موضوع الدراسة و ان يجمع معلومات كافية و عميقة حول الموضوع .
- يفترض ان تكون هناك اوجه شبه و اوجه اختلاف فلا يجوز مقارنة ما لا يقارن و ايضا يجب تجنب المقارنات السطحية و التعرض الى الجوانب الاكثر عمقا لفحص طبيعه الواقع المدروس و كشفها و عقد المقارنات الجادة و العميقة و يشترط فيها ان تكون مقيدة بعاملي الزمان و المكان فلا بد ان تقع الحادثه الانسانية في في زمان و مكان تستطيع مقارنتها بحادثة مشابهة وقعت في زمان و مكان اخرين .

(قباري محمد اسماعيل ، مناهج البحث ، في علم الاجتماع ، الاسكندرية ، منشأة المعارف ، 1981 ص 72 )

و للمنهج المقارن خطوات مميزة كالآتي :
 
- تحديد مشكلة البحث الخاضعة للمقارنه و يجب ان تصاغ بشكل واضح و دقيق و تحديد وحدة التحليل التي يتخذها الباحث كعنصر اساس للمقارنة ( الاسره . الثقافه . القريه . المدينه.  الدوله . الحزب . السلوك الانتخابي.  الاصلاح السياسي . الرأي العام ) شرظ ان تكون صالحة للمقارنه.
- صياغة الفروض و تحديد المتغيرات ، فعند مقارنة انظمة متشابهة لابد من تحديد المتغيرات المتشابهه و البحث في تلك المتغيرات التي تختلف عنها النظم و العكس عند القيام بمقارنة الانظمة المختلفة نقوم بتحديد المتغيرات المختلفة و التي يتم تعريفها تعريفا اجرائيا يسمح بتفسير انماط السلوك المختلفة.
- تحديد المفاهيم و التعريفات الاجرائية ، فالمفهوم هو تصور ذهني عام و مجرد للظاهره التي نريد ملاحظتها

(موريس انجرس.        ص 160 )

و تتعدد مجالات المقارنة او حالات استعمال المنهج المقارن و يمكن حصرها فيما يلي :
- مقارنة متغير واحد في مجتمعات متشابهة . مثلا : كدراسة الوضع التربوي لأبناء العمال في المدارس الابتدائية عند مجتمعين صناعيين .

- مقارنة عدة متغيرات في مجتمعات متشابهة كدراسة التطور السياسي لعشرة اقطار ناميه و يصنف متغير التطور السياسي الى خمس وحدات اجتماعية كما يلي :
1- الوظيفة الادارية .2- الوظيفة القانونيه . 3- التنظيم الحزبي .4- السلطان و السلطة . 5- تأثير المواطنين .

- علاقه عدة متغيرات في مجتمع واحد مثل دراسة علاقه معدل الانجاب بالطبقه الاجتماعيه و المنطقه الجغرافيه ( حضريه و ريفيه )
- علاقه عده متغيرات في مجتمعات متباينه ' مثل دراسة التنميه الاجتماعية و علاقتها بالدخل القومي في مجتمع صناعي و مقارنة تلك العلاقة بمجتمع زراعي .
( قباري محمد اسماعيل . مرجع سابق ذكره . ص 72 )

المطلب 3 : المنهج الوصفي

المنهج الوصفي من البحوث شائعة الاستخدام بين الباحثين و هو يهدف الى تحديد الوضع الحالي لظاهرة معينه و من ثم يعمل على وصفها . فهو يعتمد على دراسة الظاهره كما هي موجودة في الواقع و يهتم بوصفها بدقة.
و تأتي اهمية المنهج الوصفي بكونه ركن اساسي في البحث العلمي و في نظر الكثير من الباحثين فإنه المنهج الاكثر ملاءمة لدراسة اغلب المجالات الانسانية نتيجة صعوبة استخدام المناهج الاخرى و بالاخص المنهج التجريبي و غيره.  
و يعرف المنهج الوصفي بأنه : احد اشكال التحليل و التفسير العلمي المنظم لوصف ظاهرة او مشكلة محددة و تصويرها كميا عن طريق جمع البيانات و معلومات معينة عن ظاهرة او مشكلة و تصنيفها و تحليلها و اخضاعها للدراسه الدقيقه .
- و من اهم اهداف البحث الوصفي هو فهم الحاضر و التنبؤ بالمستقبل و توجيهه . فهو يوفر بياناته و حقائقه و استنتاجاته بوصفها خطوات تمهيديه للتحول نحو الافضل .
و من اهم اهدافه :
- جمع بيانات تفصيليه و حقيقيه عن ظاهرة او مشكلة موجودة فعلا في مجتمع البحث .
- تحديد المشكلات الموجوده في الواقع و توضيحها .
- اجراء مقارنات لبعض الظواهر او المشكلات و تقويمها و ايجاد العلاقات بينهم
و للمنهج المقارن خصائص و مزايا اهمها :
- يقوم بتقديم معلومات و حقائق عن واقع الظاهره الحالي قيد البحث
- يوضح العلاقه بين الظواهر المختلفه و العلاقه في الظاهره نفسها .
يقود الى التنبؤ بالظاهره في المستقبل

و من اهم خطواته بشكل عام :
- الشعور بمشكلة البحث و جمع البيانات و المعلومات التي تساعد على تحديدها
- تحديد مشكلة البحث المراد دراستها و صياغتها على شكل سؤال محدد او اكثر .
- وضع اهداف المجتمع او الفروض كحلول مبدئية لمشكلة البحث للوصول الى ما هو مطلوب .
- اختيار العينة الممثلة لمجتمع البحث التي ستجرى عليها الدراسه و توضيح حجم العينه و اسلوب اختبارها .
- تحديد ادوات البحث المناسبة في الحصول على البيانات و المعلومات .
- التأكد من علمية هذه الادوات بتقنينها و حساب صدقها و ثباتها .
- تطبيق الادوات بإجراءات دقيقه منظمه وواضحه لجمع البيانات و المعلومات .
- تحليل البيانات التي تم جمعها و تنظيمها و تبويبها و تكميمها و استخدام الوسائل الإحصائيه المناسبه. للوصول الى النتائج .
- تحليل النتائج و جدولتها و تنظيمها و تصنيفها و عرضها و تفسيرها .
- استخلاص الاستنتاجات لغرض تعميمها .
وضع و صياغة التوصيات و المقترحات .

( محمد عبد السلام . مناهج البحث في العلوم الإجتماعيه و الانسانيه . مكتبة نور . 2020 . ص163 - 166 )

المطلب الرابع : منهج دراسة الحاله
يطلق على منهج دراسة الحاله اسم : المنهج المونوغرافي و تعني المونوغرافيا عند علماء الاجتماع الفرنسيين :" وصف موضوع مفرد اي القيام بدراسة وحدة مثل الاسرة او القريه او القبيله او المصنع دراسة مستفيضة للكشف عن جوانبها المتعددة و الوصول الى تعميمات تنطبق على غيرها من الوحدات المتشابهه .
و قد وضعت تعريفات متعدده لمنهج دراسة الحاله و تتفق اغلبها على انه المنهج الذي يتجه الى جمع البيانات العلميه المتعلقه بأيه وحدة فردية كانت ام مؤسسة او. نظام اجتماعي او مجتمع محلي او مجتمع عام .
و هو يقوم على اساس التعمق في دراسه مرحله معينه من تاريخ الوحده او دراسه جميع المراحل التي مرت بها و ذلك بقصد الوصول الى تعميمات عملية متعلقة بالوحدة المدروسه و بغيرها من الوحدات المشابهة لها .
( محمد عبد السلام . مرجع سابق . ص 171 )


//خاتمة حول المنهج العلمي في العلوم الانسانيه //

خاتمه :

المراجع
- علي معمر عبد المؤمن ، البحث في العلوم الاجتماعيه ، دار الكتب الوطنيه ، ط1 . 2008 . بنغازي . ليبيا .

( محمد بدوي ، المنهجيه في البحوث و الدراسات الادبيه ، تونس ، دار الطباعة و النشر ، ( د . ت . ن ) ،

( عامر مصباح ، منهجيه البحث في العلوم السياسيه و الاعلام ، الجزائر : ديوان المطبوعات الجامعيه ، 2014  )

 موريس انجرس ، منهجيه البحث العلمي في العلوم الانسانيه ؛ ط2 ، ( ت: صحراوي بوزيد ) ، الجزائر ، دار القصبه للنشر ، 2006

 فؤاد البهي السيد ، عبد الرحمن سعد ، علم النفس الاجتماعي ( رؤية معاصرة ) ، القاهرة : دار الفكر العربي ، 1999

( موسى معيريش ، المنهج العلمي ( مفهومه و تاريخه ) ، ط1 ، 2011 )

 عمار عوابدي ، مناهج البحث العلمي و تطبيقاتها في ميدان العلوم القانونيه و الاداريه ، الجزائر ، ديوان المطبوعات الجامعيه ، 1992

مجموعة مؤلفين ، منهجية البحث العلمي و تقنياته في العلوم الاجتماعيه ، المركز الديموقراطي العربي ، برلين ، المانيا ،  2019

محمد عبد السلام ، مناهج البحث في العلوم الاجتماعيه و الانسانيه ، مكتبة نور ، 2020

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى الحل المفيد، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...