0 تصويتات
في تصنيف منهجية دراسة اداب وفلسفة بكالوريا بواسطة

هل الإدراك يخضع لعوامل ذاتية أم موضوعية

مقالة فلسفية 

هل الإدراك تحكمه عوامل ذاتية أو موضوعية

مقالة جدلية حول العوامل الذاتية والموضوعية

هل تتوقف عملية الإدراك على عوامل ذاتية أم موضوعية

هل الإدراك تتحكم فيه عوامل؟

عوامل موضوعية

أهلاً بكم زوارنا الكرام على موقع الحل المفيد الموقع الإلكتروني التعليمي المتميز والمتفوق بمعلوماته الصحيحة كما نقدم لكم اجوبة مختصرة على أسالتكم المتنوعة من المناهج الدراسية والعلوم الثقافية والتاريخية والاخبارية باجابة مفيدة كما ننشر لكم أعزائي الطلاب في صفحة موقع( الحل المفيد alhlmfid.com) ملخص أهم الدروس وحلول الواجبات والمراجعات لجميع المواد الدراسية للفصل الدراسي الأول والثاني المنهج الجديد كما نقدم لكم إجابة السؤال التالي....تحليل نص السؤال الفلسفي الذي يقول هل الإدراك يخضع لعوامل ذاتية أم موضوعية

 الحل هو 

مقال فلسفي 

هل الإدراك يخضع لعوامل ذاتية أم موضوعية؟

طرح المشكلة الإدراك هو عملية عقلية معقّدة تتم فيها ترجمة وتفسير المؤثرات الحسية يستعين بها الإنسان لمعرفة العالم الخارجي والتكيف معه باعتباره عملية مكملة لدول الإحساس ومتجاوزة له، يخضع لمجموعة من العوامل، فهل الإدراك يتوقف على الشيء المدرك أم الذات المدركة؟ وبعبارة أخرى هل يعود لعوامل ذاتية أم موضوعية؟

محــــــاولة حــــل المشكلــــــــة: 

الموقف الأوّل: يعتقد أنصار النظرية الجشطالتية أمثال: كوهلر فيرتيمر، أن الإدراك مرتبط بالشيء المدرك ولا علاقة له بالذات المدركة، وانطلقت هذه النظرية من نقد النظرية الحسية ورفضت التمييز بين الإحساس والإدراك وقالت أن الإدراك هو الإحساس والإحساس هو الإدراك والإنسان يحس عندما يدرك ويدرك عندما يحس والفكرة الأساسية لهذه النظرية هي أنّ الأنساق الذّهنية ليست أبددا مكونة من تأليف أو اجتماع عناصر معطاة في حالة انعزال قبل اجتماعها بل هي دائما جمل منتظمة منذ البداية في صورة أو بنية شاملة أو الجزء لا يعرف معناه إلا في إطار الكلّ، فالمثلث مثلا لا يتألف من ثلاثة أضلاع أو ثلاثة زوايا كما هو معروف، وإنما يتألف من العلاقات التي تنظم هذه الأجزاء، لأننا لا ندرك المثلث من مجرد رؤية ثلاث خطوط منفصلة أو ثلاثة زوايا متفرقة، والغضب لا يوجد في العينين أو الشفتين بل في الوجه ككل، ومنها فالعلاقة العامة أو الصيغة الكلّية هي أساس الإدراك وقد وضع الجشطالتيون قواعد خاصّة للإدراك، وأهمّها: 

قانون الانتظام: والمقصود به أنه كلما كانت الأشياء منتظمة سهل علينا إدراكها، فهناك فرق بين مكتبة وغرفة بها كتب.

قانون البروز: أي أنه كلما كان الشيء المدرك بارزا كلما سهل علينا إدراكه فلا يمكننا إدراك قطعة قطن في الثلج لتشابه اللونين، والإنسان عند دخوله لمدينة ما يستطيع إدراك البنايات المرتفعة قبل غيرها والكتابة كلما كانت بخط عريض كلما سهل علينا إدراكها.

قانون التشابه: ويعني ذلك أن الإنسان يدرك الأمور المتشابهة قبل غيرها فالأرقام الهاتفية كلما كانت متشابهة كلما سهل إدراكها.

قانون التجاوز: فالأشياء المتجاوزة أو المتقاربة في الزمان والمكان نميل إلى إدراكها كصيغ مستقلة مع عكس الأشياء المتباعدة.

قانون الاستمرار: الأشياء المتّصلة مثل النقاط الّتي تصل بينها خطوط ندركها كصيغ وهذا خلاف الأشياء المفردة الّتي لا تربطها علاقة بغيرها.

قانون الإغلاق: الأشياء الناقصة نميل إلى إدراكها كأشياء تامّة كاملة، أي نميل إلى سد الثغرات أو الفجوات الموجودة بينهما، فالأشياء الناقصة تثير فينا توتر لا يزول إلا بإتمام الشكل أو سد الفجوات.

النقد: بالغت هذه النظرية حيث لم تميّز بين الإحساس والإدراك فالأوّل يشترك فيه الحيوان مع الأشياء والثاني مقتصر على الإنسان فقط كما أن هذه النظرية أهملت الذات الإنسانية.

الموقف الثاني: يرى أنصار هذه النظرية من أمثال الفرنسي ميرلوبونتي أنّ الإدراك يعود إلى العوامل الذاتية. وانطلق أنصار النظرية الظواهرية من نقد النظرية الجشطالتية وأكدوا على أنّ الإدراك يعود إلى الذات المدركة لا إلى الشيء المدرك وعملية الإدراك تتجلى في التأثير المتبادل بين الذات والموضوع أي بين الشعور وموضوع الشعور، وإذا كان الشعور يتميّز بالاستمرار والتغيير فإنّ إدراكنا للأشياء الخارجية لابد أن يتغير بتغير شعورنا معنى هذا أنّ إدراكنا لأيّ شيء يختلف باختلاف أحوالنا وظروفنا وموقفنا فإدراكي للأسد في السيرك يختلف وعن إدراكي له في حديقة الحيوانات أو في الغابة، وهذا ما أوضحه هوسرل حيث قال: أرى بلا انقطاع هذه الطاولة سوف اخرج وأغير مكاني ويبقى عندي بلا انقطاع شعور بالوجود الجسمي لطاولة واحدة هي نفسها للطاولة هي في ذاتها لم تتغير وأن إدراكي لها مافتئ يتنوع إنها مجموعة من الإدراك المتغير".

إذن: الشعور عند الظواهريين هو الذي يبني وينظم عملية الإدراك وبالتالي فإن الإدراك حسبهم يتمّ وفق مبدأي الشعور والعالم الخارجي حيث أن الشعور متغير والعالم الخارجي ثابت ومن أهم هذه العوامل الذاتية المساهمة في الإدراك.

ـ الميول والرغبات والإرادة فالإنسان يدرك بسرعة الأمور التي تتوافق ميولاته ورغباته، وعوامل عقلية كالذكاء والتخيل وقوة الذاكرة، فالشخص الذي يملك ذاكرة قوية يدرك أو يتذكر قبل الشخص الذي يملك ذاكرة ضعيفة، والأكثر ذكاء يدرك قبل الأقل ذكاء. وفي هذا يقول وليام جيمس في كتابه مختصر علم النفس:" إن شعورنا بالأشياء يتبدّل بين عشية وضحاها.".

النقد: إن الاقتصار على العوامل الذاتية ليس كاملا لعملية الإدراك لأنّ هذه العوامل قد لا تكفي وحدها فالشخص لا يدرك دوما الأشياء التي يرغب فيها، كما أنّ هذه النّظرية أهملت دور وتأثير العوامل الموضوعية في تفعيل العملية الإدراكية.

التركيب: بما أن الإدراك عملية إنسانية فهو يتألف من مجموعة من العوامل الذاتية والموضوعية وبعض المدركات توجهها العوامل الموضوعية والبعض الآخر تتحكم في توجيهه العوامل الذاتية، وبالتالي فهو من جهة مرتبط بالشخص المدرك ومن جهة بالذات المدركة، ولا نستطيع أن نفصل بين ما هو ذاتي وبين ما هو موضوعي في الإدراك.

حل المشكلة: إن الإدراك يعود إلى التداخل والتكامل الموجود بين العوامل الذاتية والموضوعية، وإدراك الإنسان للأشياء تابع لظروفه وأحواله النفسية، والاجتماعية من جهة وللموضوع المدرك من جهة ثانية. ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال العامل الذاتي أو العالم الخارجي فما دام الإنسان كائن يعيش في الطبيعة فإنه يتأثر بظواهرها ويعمل عقله في البحث عن أسرارها واكتشاف خباياها.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
هل الإدراك يخضع لعوامل ذاتية أم موضوعية

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى الحل المفيد، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...