0 تصويتات
في تصنيف منهجية دراسة اداب وفلسفة بكالوريا بواسطة (749ألف نقاط)

مقالة فلسفية جاهزة بكالوريا 2023 

 مقالة حول #ابعاد الشغل 

هل الشغل إلزام بيولوجي ؟ او بصيغة اخرى 

هل ماهية الشغل مادية محضة ام معنوية روحية ؟

هل يشتغل الانسان من أجل أن يعيش فقط؟

ان الانسان بطبيعته يسعى دائما إلى تلبية حاجياته الضرورية فلم يتعود يوما على الارتخاء و الإتكالية لان الطبيعة لم تقدم له شيئا جاهزا اذا فهو مجبول على العمل بل وان الشغل حتمية أملتها الضرورة واذا عرفنا الشغل فيعرف بأنه الجهد الفكري أو العضلي الذي يقوم به الانسان لإنتاج أثر نافع على شكل سلع وخدمات واذا كان لكل شيء غاية وأبعاد وآفاق والفلاسفة والمفكرين اختلفوا حول أبعاد الشغل وماهيته فإذا كان الانسان يشتغل لكي يلبي حاجياته الضرورية والأساسية فهناك العديد من الفلاسفة والمفكرين وحتى علماء الاقتصاد من أكد أن للشغل أبعاد مادية اقتصادية ولكن البعض الآخر من فلاسفة الاخلاق اكد ان للشغل أبعاد روحية معنوية ذات طابع فكري ومنه لتهذيب هذا الجدل نطرح المشكلة التالية :

هل الشغل إلزام بيولوجي ؟ او بصيغة اخرى 

هل ماهية الشغل مادية محضة ام معنوية روحية ؟

هل يشتغل الانسان من أجل أن يعيش فقط؟

الموقف الاول :......

يؤكد العديد من الفلاسفة والمفكرين ان للشغل بعد مادي اقتصادي فالإنسان يشتغل لكي يعيش ويحفظ بقاءه بل وان دلالة الشغل والعمل دلالة مادية صرفة ومن الفلاسفة والمفكرين الذين أكدوا على هذا نجد :أفلاطون وارسطو بالإضافة إلى الفيلسوف كارل ماركس وميشال فوكو وفوليتر والعديد من الفلاسفة ومنه لتأكيد موقفهم قدموا لنا جملة من الحجج المنطقية والتاريخية وحتى الواقعية..

#ان طبيعة الانسان البيولوجية تحتم عليه العمل من أجل تلبية حاجياته الضرورية من مأكل وملبس ومشرب ومنه فهو مجبول على العمل لتلبية تلك الرغبات لان الطبيعة لم تقدم له شيئا جاهزا ولهذا يقول فولتير :خلق الإنسان للعمل كما خلق الطائر للطيران "  

#إن الانسان بطبيعته يعمل لكي يعيش فهو لايستريح ابدا فالعضلة المرتخية الضعيفة هي التي لا تعمل اما الصلبة هي التي تعودت على العمل يقول فولتير :"لم يولد الرجال للراحة" 

#ان الشغل اذا نظرا إليه من زاوية الثقافة من الجانب الانثربولوجي لها في المجتمعات خاصة اليونانية لرأينا انه يرتبط ببؤس الانسان وشقاءه لذلك كان منبوذا لدى هذه الحضارة خاصة العمل اليدوي فهوميروس اعتبره عقوبة من الآلهة على البشر بل وان اسطورة سيزيف اليونانية يستعملها العديد كدلالة على العمل الشاق وسيزيف هذا الأخير كان أكثر الشخصيات مكرا وخداعا حيث خدع اله الموت اناثوس ومنه عوقب بحمل حجرة من أسفل الجبل الى اعلاه كعقوبة على خداعه ومنه أصبح رمزا المعاناة الأبدية..

#ان دلالة الشغل المادية لغويا تدل على الشقاء والمعاناة فهو يدل على كمية الإرهاق والألم الذي يعانيه الفرد فكلمة Travail مشتقة من كلمة tripalium وهي آلة ثلاثية القوائم كانت تستخدم لتعذيب العبيد الفارين عن العمل 

#ومنه حتى أفلاطون ربط الشغل بطبقة العبيد والفكر بطبقة الفلاسفة لان نظرة المجتمع اليوناني تحقر منه فماهية الانسان يحددها الفكر وليس العمل اليدوي الذي يرتبط بالجسد وهذا الأخير سجن الروح حسب تصور أفلاطون يقول أفلاطون: ان العمل يشد الانسان إلى عالم الكهف ويرتبط باشباع البعد الحيواني في الانسان المتمثل في الجسد ورغباته "....

#ان الشغل بعد مادي اقتصادي وهو ما يسميه كارل ماركس بالبناء التحتي اي الاقتصادي فهو الذي يؤثر على البناء الفوري اي عالم الأفكار يقول ماركس : لقد حان الوقت لتغيير العالم بدلا من تفسيره " والتغيير لا يمكن ان يكون إلا بالعمل والشغل

#توصل الباحث والمؤرخ الفرنسي "ميشال فوكو" عبر تقصيه لتاريخ الإنسانية إلى فكرتين مفادهما أن الإنسان مرة بمرحلتين مختلفتين في كسب معاشه وتحقيق قوته الذي يضمن بقائه،:

#مرحلة الإنسان الباحث عن الغذاء 

#مرحلة الإنسان صانع الغذاء، وهذا الإنتقال من مجال الزراعة إلى الصناعة اليوم يؤكد أن البشر يتقدمون ويتطورون حتميا لبقاء جنسهم على قيد الحياة وأن العمل أو الشغل بدء عن حتمية بيولوجية وحيوية، يقول #فوكو: "لم تشتغل البشرية طيلة تاريخها إلا تحت تهديد فكرة الموت" إذ يجب عليها في كل مرة أن تجد لها موارد جديدة أو لأنعدمت نهائيا، وهذا مانلاحظه اليوم عبر انتقال استخدامات الطاقة من الفحم إلى البيترول إلى الطاقة النووية إلى الطاقة البديلة والمتجددة ولا نعرف أي مجال ٱخر سوف ينحو عليه البشر في مستقبلهم، إن أي أمة لديها موارد وطاقات بشرية هي أقدر الأمم على البقاء وأن أي أمة تعدم الجانبين لا حاضر ولا مستقبل لها على الإطلاق. 

#ان العمل إفادة واستفادة وهو السبيل إلى تحصيل المال واستثماره وتنمية الثروة يقول اوغست كونت :الشغل هو التبديل النافع للبيئة الذي يقوم به الانسان "

بالشغل نقضي على البطالة والتبعات الاقتصادية وتصبح الدول منتجة مصنعة ...

ومنه حسب هؤلاء الشغل له بعد مادي محظ

#نقد الموقف الاول :

#صحيح لو نظرنا إلى الشغل من الناحية المادية الاقتصادية لوجدنا انه يحقق هذه الأبعاد لان بالشغل اثر الانسان في الطبيعة وحاول تلبية حاجياته الضرورية لكن هذا الموقف تجاهل الأبعاد الأخرى للشغل وركز فقط على البعد المادي فالإنسان ليس كائن بيولوجي فقط يسعى لتلبية حاجياته الضرورية بل هو ايضا كائن اخلاقي واجتماعي ولديه جانب نفسي سيكولوجي ايضا فهناك من يعمل من أجل إثبات ذاته وان يتحرر ايضا ..

#كذلك النظرة التحقيرية للشغل كانت نتيجة بيئة معينة وثقافة مجتمع كالثقافة اليونانية قديما وأيديولوجية مجموعة من الفلاسفة ...

#كذلك ربط الشغل من الجانب المادي بتطور الدول من الناحية الحضارية فإننا نشهد العديد من الدول لديها الثروات المادية لكن تصنف ضمن دول العالم الثالث لغياب القيم الروحية ...

#كذلك النظرة المادية للشغل يطغى فيها الجانب المادي على القيم الأخلاقية ويسعى الانسان لتحصيل الثروات حتى على حساب الاخر بدون فهمه القيم الروحية من تعاون ومساعدة الاخر ...

#الموقف الثاني : في مقابل الطرح الأول يؤكد مجموعة من الفلاسفة والمفكرين ان للشغل مجموعة من الأبعاد الروحية المعنوية اخلاقية اجتماعية ونفسية من #تحقيقه للتكافل الاجتماعي و#التوازن النفسي ومن أبرز من أكد على هذا نجد #هنري دولاكروا ، #سيغموند فرويد ، #فولتير وغيرهم كثيرون ولتأكيدهم أطروحتهم وماذاهبوا اليه اعتمدوا على مجموعة من الحجج :

# ان الشغل والعمل وسيلة مهمة للعيش الكريم وحفظ كرامة الإنسان فالذي يمد يده وهو باستطاعته العمل يشعر بالإهانة وتحقير للذات ومنه الذي يشتغل يكتسب سمات اخلاقية رفيعة كالصبر والاحساس بالمسؤولية وهذا هو البعد الأخلاقي للشغل يقول صلى الله عليه وسلم :" اليد العليا خير من اليد السفلى " و#يقول ايضا: "من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له "...

#ان للشغل بعدا نفسي سيكولوجي هاما من حيث انه يحرر الانسان من الضغوطات النفسية من قلق وحزن وارهاق ذهني فلو نقارن نفسية العامل بنفسية بطال لوجدنا الذي يعمل لا يتعرض للأمراض النفسية بل يحاول تطوير ذاته اما البطال تجده أكثر عرضة للأمراض النفسية من تفكير فوق اللزوم وارهاق نفسي وهذا ما نلمسه في الواقع حيث نجد الشباب البطال يتعاطى المهلوسات والمخذرات نتيجة لعدم ملئ فراغه يقول فرويد :الشخص السوي هو الشخص الذي يشتغل "

#كما يقول فولتير :"اذا أردت أن لا تقدم على الانتحار فأوجد لنفسك عملا "

ويقول ايضا :العمل يبعد عنا ثلاث آفات:القلق والرذيلة والاحتياج"

كتحليل لأقوال فولتير فان أسباب الانتحار كثيرة من فقر والم نفسي وفقدان أشياء مهمة لكن بالشغل نقضي على هذه الآفة المنتشرة لان مركز الشعور ينتقل من التركيز في تلك المعاناة الى التركيز في شغله وهنا يوجه الانسان شعوره للأفضل وما يحقق له الراحة النفسية لأنه يبعدنا عن القلق واي رذيلة...

#ان الشغل ايضا له بعد اجتماعي من ناحية تكوين شخصية قوية داخل مجتمعه ومن ناحية التكافل الاجتماعي 

اما من الناحية الأولى فالذي يشتغل يلقى الرضا من المجتمع لان هذا الأخير يحتقر من لا يشتغل وهنا يحقق مكانته الاجتماعية اما من ناحية التكافل الاجتماعي لأفراد المجتمع كأعضاء الجسد كل عضو يؤدي وظيفة تخدم وظيفة عضو اخر فمستحيل ان يلبي الفرد كل حاجياته لوحده بل الاستاذ يحتاج للطبيب والطبيب يحتاج الصيدلي فلا يمكن للفرد ان يكون استاذا وطبيبا وفلاحا معا ...يقول دوركايم :مايعطي لتقسيم العمل قيمة اخلاقية هو أن الفرد يصبح واعيا بتبعيته للمجتمع وباختصار لما كان تقسيم العمل أسمى مبدأ للتضامن الاجتماعي فإنه في نفس الوقت يصبح قاعدة للحياة الأخلاقية " 

#كما أن للشغل بعد اخر مهم وهو البعد الفكري فالشيء الذي يميز الانسان عن الكائنات الأخرى هو صفة العقلانية وقدرته على التخيل والإبداع والابتكار وتحويل الطبيعة وتسخيرها لخدمته وهذا مالانجده عند الحيوان مثلا الذي يجد كل شيء جاهز ويتصرف حسب غريزته فنجد مثلا الرسام يبدع في لوحاته الفنية كما أن مصانع السيارات في كل مرة تصميم جديد يفوق الروعة يتلاءم وروح العصر فالشغل خاصية انسانية بل ويعبر عن جوهر الانسان وماهيته لارتباطه بالجانب الفكري الذهني فاي عمل يبنى في الذهن قبل تجسيد في الواقع فالمهندس يقوم بتصميم لمشروعه قبل أن يتجسد في الواقع فحتى في المجال الرياضي قبل أن تبدأ اي لعبة فإن المدرب واللاعبون يبنون الخطة في ذهنهم قبل تجسيدها في الواقع 

ومنه حسب هؤلاء فالشغل له أبعاد معنوية روحية ...

#نقد الموقف :

صحيح ان للشغل له جوانب روحية ولا أحد ينكر هذا وجميع المدارس النفسية اعتبرت تؤكد هذا فالشغل حسب فرويد ينفس عن الرغبات التي تم كبتها كذلك له بعد اجتماعي وأخلاقي لكن هذا الموقف تجاهل البعد المادي الاقتصادي للشغل الذي يعتبر أهم بعد وغاية للشغل والذي يؤسس الأبعاد الأخرى فبدونه لن يكون اي بعد اخر فالبطال ان لم يجد عمل يلبي حاجياته نفسيته تكون مشبعة بالإلام والحزن اما اذا كان يشتغل ويحقق الاكتفاء المادي نفسيته تكون مرتاحة وكذلك سبب انهيار الأسر والطلاق هو الجانب الاقتصادي وعدم توفير حاجيات الأسرة..

كما ان الشغل ليس شرفا للجميع فهناك بعض المهن التي يعملها المرء مضطرا لذلك تجده بالمصطلح العامي يقول :الخبزة المرة 

كذلك هناك أعمال لا تنال استحسان المجتمع بل ويحتقرها وايضا الدافع الذي يجعل المرء يعمل هو الجانب المادي يقول سارتر: "حقيقة اي انسان انما هي عمله واجره"

#كما أن ليس كل الأعمال تحقق الراحة النفسية بل تحقق المعاناة النفسية والإجهاد الذهني والفكري..

#التركيب :

من خلال تحليلنا الموقفين يتبين لنا ان الموقف الاول ركز على البعد المادي البيولوجي للشغل والموقف الثاني ركز على البعد الروحي المعنوي وحتى نكوّن نضرة موضوعية حول الموضوع يتبين لنا ان الشغل له جانب مادي من إشباع للحاجات البيولوجية للإنسان وهناك جانب آخر هو جانب روحي من تحقيق للذات وتعزيز التكافل بين الأفراد وهذا هو البعد الاجتماعي ومنه يقول :#جان لاكروا : ليس الشغل علاقة بين الانسان والطبيعة وحسب وإنما هو علاقة بين الانسان والإنسانية. ويقول #لابروير: ان التأمل والكلام والقراءة تدعى أعمالا " وما يبرر المزيج بين البعد المادي للشغل والقيمي الروحي هو أن الانسان عندما يعمل يلقى الاستحسان بل ومن جانب نفسي يتحرر من الألم يقول:

لاو شفو كولد: "ان العمل الجسدي يحررنا من الألام الذهنية"

         حل المشكلة 

من خلال ما تقدم يمكن القول أنه عندما نتحدث عن الانسان كذات متميزة عن اي كائن آخر يجب ان نتحدث عن اي شيء يميزه ويحقق له وجوده المادي من جهة ووجوده المعنوي من جهة أخرى هذه المعادلة يلخصها مفهوم واحد وهو الشغل الذي يحمل غايات ودوافع مادية ومعنوية فالذي يركز على البعد المادي فقط فهو مخطئ والذي يركز على البعد الروحي فهو مخطئ ايضا فالسماء كما قال عمر بن الخطاب لا تمطر ذهبا وفضة 

ومنه ان اشتغلت فسوف تحقق منفعة مادية وأخرى ذهنية يقول #سارتر :"ان الشيء الوحيد الذي يسمح للإنسان أن يحيى هو الفعل "

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (749ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
مقالة ابعاد الشغل /هل الشغل إلزام بيولوجي

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى الحل المفيد، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...