نموذج تحليل ومناقشة نص فلسفي حول قيمة الشخص من اين يستمد الشخص قيمته
السنة الثانية
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم في موقعنا الحل المفيد ما يأتي.نموذج تحليل ومناقشة نص فلسفي حول قيمة الشخص " من اين يستمد الشخص قيمته
الإجابة هي
نموذج تحليل ومناقشة نص فلسفي حول قيمة الشخص " من اين يستمد الشخص قيمته ؟
يعيش الإنسان داخل مجتمع تغلب عليه الماديات والتفاوت الطبقي فإذا كان قانون الغاب ينص على أن القوي يأكل الضعيف،فإن مجتمعنا يقربان الغني وذو المكانة يهيمن على المجتمع,ويأخذ حصة الاسد من الإحترام والتقدير،والقيمة الرفيعة،وعودة إلى النص الماثل بين ايدينا نجد انه يتأطر ضمن البعد الوجودي والشرط الإنساني في بعده القيمي،مما يجعلنا في محط حيرة حول اذا ماكان الشخص يستمد قيمته من ذاته او من مجتمعه, ومحيطه !
على ضوء ماتم تدوينه يمكننا ان نتسائل :فيما تكمن قيمة الشخص ؟ ومن اي يستمدها ؟ وهل من ذاته وصفاته بوصفه ذو عقل اخلاقي بناء ؟ ام من مجتمعه ووظائفه ؟
كجواب عن الأسئلة يتقدم الفيلسوف الألماني الحديث ايمانويل كانط في كتابه الموسوم ب"اسس ميتافيزيقيا الأخلاق" بقناعة مفادها أن الشخص يستمد قيمته بإعتباره غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة وهذا مايميزه عن باقي الكائنات والأشياء الأخرى الفاقدة لناصية العقل ؛ ولبناء تصوره هذا فقد عمل صاحبه على توظيف ترسانة من المفاهيم لعل ابرزها ،مفهوم "الشخص" الذي قدم له كانط بإعتباره كائن عاقل وغاية في ذاته ،وليس مجرد وسيلة ،فاعل وليس مفعول به،في مقابل الأشياء ،غير العاقلة الأخرى ،التي نتعامل معها بقيم مشروطة بهدف جعلها وسائل لتلبية حاجياتنا وإشباع ميولاتنا ،كما سلك صاحب النص في نصه هذا خطا حجاجيا دافع فيه من خلاله على رجاحة موقفه وسدادة تصوره، عن طريق عرض أطروحته المتمحورة حول كون الشخص غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة وتفسيرها بعقد مقارنة بين الأشياء العاقلة وغير العاقلة ،وذالك بإعتباره كائن عاقل ذو عقل عملي اخلاقي بناء مقابلة مع الأشياء الثانويه لغير عاقلة والفاقدة لناصية التفكير وذالك بإستعماله عبارة ( ندعوها اشياء ... بينما الموجودات العاقلة تدعا اشخاصا ...) ،نافيا القيمة كغاية عند الأشياء غير العاقلة ( .. ام جميع موضوعات الميول ليس لها الا قيمة مشروطة ...) خاتما نصه بتأكيد وإثبات أطروحته السالفة الذكر ،ولعل مايضفي على هذا التصور مشروعية ويكسيه قيمة فلسفية يمكن استجلاءه من المكانة الرفيعة والإحترام والتقدير الذي كان مخصصا للنبلاء ورجال الدين داخل مجتمعهم ... وذالك لسمو مجالسهم ورفعة قيمهم ... بخلاف عامة النص ؛ لكن بالرغم من القيمة الفلسفية التي يحملها هذا التصور ،بيد انه ركز فقط على البعد الذاتي ،في الشخص واغفل ان تكون قيمة الشخص مرتبطة بوظائفه ومكانته داخل المجتمع ،وبخلاف ماذهب إليه ايمانويل كانط ،ينخرط الفيلسوف الألماني الحديث فريديريك هيغل في جدلية قيمة الشخص منطلقا من كون قيمة الشخص تتحقق من جهة بإنفتاحه على الأخرين وعلى العالم الخارجي وإمتثاله للواجب بإعتباره كائنا اخلاقيا ،عملا وسلوكا ومن جهة أخرى فإن قيمة الشخص تتحقق لديه من خلال وعيه بما يميز المواقف والسلوكات الخيرة الممثلة للقانون .وفي نفس السياق يتقدم الفيلسوف الأمريكي المعاصر جون راولز بفكرة جوهرها ان الإنسان كائن اجتماعي بإمتياز ،قادر على المشاركه في الحياه الإجتماعية ويلعب دوره فيها
، فقيمة الشخص تكمن في كونه مواطنا وجميع الأشخاص هم مواطنون احرار وأنداد بفضل كفاءاتهم العقلية والأخلاقية ...
اجمالا يمكن القول أن قضية الشخص : قد تمخض عنها مجموعه من المواقف المتقابلة ،والمتضاربة فيما بينها ،فمن زاوية يرى كانط أن الشخص تتحد قيمته من خلال امتلاكه لعقل اخلاقي عملي يجعل من الذات حرة ولها غاية في ذاتها ،ومن جهة أخرى نجد كل من موقف هيغل وراولز اللذان ينظران الى الشخص بإعتباره كائنا اجتماعيا تتحدد وظيفته انطلاقا من تمثله لقوانين الحياة الإجتماعية ... مما يكشف عن التعارض والتضارب في منطلقات ومرجعيات فهم مصدر قيمة الشخص ؛ان المستفاد من غمرة هذا النقاش هو ان مجتمعاتنا العربية تقدم صفة القيمة في صحن من ذهب لذوي المال والجاه والمكانة الإجتماعية الرفيعة,,, ،عندما لم نعرف قيمة الفيلسوف ابن رشد ولم نقدر مكاناته ومؤهلاته وحمولته العلميه والمعرفية ،إحتضنته بدورها الغرب ورحبو به ترحيبا لأنهم يقدرون قيمة الشخص ،الفكرية والثقافية والعلمية اكثر من مكانته الإجتماعية ،ونأتي الأن ونتسائل : لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب؟؟ لقد تقدمو بتقديرهم لأمور اهم من الماديات والتي تعتبر مفتاح السماوات عند العرب ؛ بيد أن السؤال الذي ماينفك عن طرح ذاته بإستمرار هو : الى متى سيظل الإنسان أسير الماديات ،وهل من سبيل للتحرر من ذالك ؟!!!