√• مقالة حول التاريخ استقصاء بالوضع
إن الحادثة التاريخية حادثة ماضية لا تتكرر ، وبالتالي لا يمكن أن تكون موضوعا للدراسة العلمية "
دافع عن هذه الأطروحة .
في موقع،{{ الحل المفيد}}، نطرح عليكم طلاب وطالبات bac البكالوريا للسنة أولى والثانية والثالثة ثانوي ملخص شرح تحليل وتحضير النصوص والمقالات الفلسفية باك 2023 2024 جميع الشعب كما نقدم لكم الأن أعزائي التلاميذ إجابة السؤال الفلسفي القائل... مقالة حول التاريخ استقصاء بالوضع
______
إجابة السؤال هي
إن الحادثة التاريخية حادثة ماضية لا تتكرر ، وبالتالي لا يمكن أن تكون موضوعا للدراسة العلمية
المقدمة : يشاع عند البعض بان التاريخ علم قائم ، بذاته مثله مثل سائر العلوم. إذ يمكن أن يكون موضوعا للدراسة العلمية . في حين يؤكد البعض الآخر من الفلاسفة والعلماء بان الحادثة التاريخية لا يمكن دراستها دراسة علمية موضوعية ، باعتبارها حادثة ماضية فريدة ولا تتكرر . وهذا ما نعمل على إثباته وتأكيده باعتبار انه صحيح . فكيف يمكن إثبات صدق الأطروحة والرد على خصومها ؟ وما هي أهم البراهين والحجج التي يمكن أن تكون مدعمة لها
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة : يرى البعض من الفلاسفة بأنه لا يمكن إخضاع الحادثة التاريخية للدراسة العلمية ، وذلك بالنظر إلى خصوصيتها ثم جملة العوائق التي تعترض الباحث، لهذا انتبه الكثير من العلماء إلى ضرورة العناية بضرورة الدراسة التاريخية، لما ينجر عنها من صعوبات حالت دون إجراء التجريب . ضف إلى ذلك عدم القدرة على تكرار الظاهرة والعجز عن توفير شروطها .ثم أنها فريدة من نوعها ، وغير قابلة للتجريب .كما أنها لا تخضع لمبدأ الحتمية و لا يمكن أن تعاد تجريبيا كما هو الشأن في عالم الطبيعة ، ثم انه ما يميز الحادثة التاريخية أنها حادثة لا يمكن أن تُلاحظ مباشرة . بل تعتمد على الشهود والوثائق ، ومن خصائصها أيضا إنها حادثة تخلو من الموضوعية ذلك لكون المؤرخ إنسان وبالتالي له انتماء وعواطف وأهواء.
عرض منطق الخصوم ونقده : للأطروحة السابقة خصوم .ألا وهم أنصار علمية التاريخ حيث يعتبرون التاريخ علم عل منواله ،لأنه استطاع تكييف المنهج التجريبي بحسب طبيعة الموضوع ، وذلك بأتباع بعض الخطوات مثل ، جمع الوثائق النقد ،التحليل ، التركيب . كما أن اغلب العلماء يعتقدون بان الظاهرة التاريخية تخضع للمنهج التجريبي بما في ذلك العلوم الإنسانية "التاريخ ،علم النفس ،علم الاجتماع " . على اعتبار أنها تخضع للعلمية. وذلك بواسطة منهجية خاصة تسمى بالدراسات التاريخية المقارنة بحيث تقوم بجمع والوثائق والآثار، على أن يتم الإحصاء بطريقة إرادية وغير إرادية ، ثم يعمل هذا المؤرخ على نقد هذه الآثار والوثائق نقدا داخليا وخارجيا . لكن ما يلاحظ هنا انه يصعب على المؤرخ تحديد البدايات علما أن التاريخ لا يعيد نفسه ،ومادام لا يتكرر فهو غير قابل للتكميم . ثم أن المؤرخ لا يمكنه التأكد من صحة افتراضه عن طريق التجربة العلمية ،فمثلا :لا يستطيع أن يُحدث حربا تجريبية ،واستحالت التجارب تعني استحالت القوانين . والقول بان التاريخ علم على منواله يحط من قيمته ثم أن سد الفجوات التي تظهر من خلال التركيب تعتمد على الخيال والخيال يخطئ، وخير دليل على ذلك أن التاريخ لم يصل إلى أي قانون يمكن أن نصطلح عليه بالعلم كما أن التاريخ يشتت الناس فكل شعب وله تاريخه الخاص . فالشاب الجزائري مثلا يختلف في قيمه عن الشاب الأوروبي والأمريكي . وان أي حكومة جديدة تعمد إلى تغيير كل المؤلفات التاريخية . في حين أنها لا تفكر في تغيير كتب الرياضيات والكيمياء مثلا .
الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية : يمكننا أن ندافع عن هذه الأطروحة بحجج جديدة وهي أن المؤرخ يحاول أن ينتقل بروحه وعقله وخياله ليعيش أحداث الماضي ويصورها كما وقعت . ولكن شتان بين الحقيقة والخيال ، فلو سلمنا بان التاريخ علما . فلماذا يقف المؤرخون في بحوثهم عند نفس الوقائع. وهذا وان دل فإنما يدل على غياب الدقة والموضوعية يقال "العلم يقرب الناس والتاريخ يشتتهم ". ومادامت الحاثة التاريخية لا تتكرر .فهي غير قابلة للدراسة العلمية ومادامت القوانين مستحيلة ،فهذا يعني أن التنبؤ بحدوثها مستحيل .
التأكيد على مشروعية الأطروحة : وختاما فان الأطروحة القائلة "أن الحادثة التاريخية حادثة ماضية لا تتكرر وبالتالي لا يمكن أن تكون موضوعا للدراسة العلمية ". أطروحة صحيحة في صيغها الفلسفي ونسقها ،ذلك لان التاريخ يبقى مجرد دراسات وأبحاث يغلب عليها الطابع القصصي الروائي المليء بالخيال .المشحون بالعاطفة ومنه لا يمكن أن يرقى إلى مرتبة العلمية .