مقالة استقصاء حول الرياضيات
للشعب العلمية والتقنية والرياضيات والتسيير والإقتصاد
بكالوريا 2023
قيل (( إنّ المعاني الرياضية فطرية )) دافع عن هذه الأطروحة.
في موقع،{{ الحل المفيد}}، نطرح عليكم طلاب وطالبات bac البكالوريا للسنة أولى والثانية والثالثة ثانوي ملخص شرح تحليل وتحضير النصوص والمقالات الفلسفية باك 2023 2024 جميع الشعب كما نقدم لكم الأن أعزائي التلاميذ إجابة السؤال الفلسفي القائل... قيل (( إنّ المعاني الرياضية فطرية )) دافع عن هذه الأطروحة.
_____
_
مقالة استقصاء حول الرياضيات
إجابة السؤال هي
قيل (( إنّ المعاني الرياضية فطرية )) دافع عن هذه الأطروحة.
الطريقة : استقصاء بالوضع
طرح المشكلة : : تختلف الرياضيات عن العلوم الحسية، في كونها تستمد موضوعها من التصورات الذهنية لقضايا مجردة تتعلق بالمقادير الكمية، في حين أن العلوم الأخرى تقوم على وصف الأشياء الواقعية الحسية الموجودة فعلا، وهذا يجعل الرياضيات لا تبحث في موضوعاتها من حيث هي معطيات حسية، بل من حيث هي رموز مجردة مجالها التصور العقلي البحت، فإذا كان مجال البحث الرياضي هو المفاهيم أو المعاني أو الرموز الرياضية، فالتساؤل المطروح: إلى أي مدى تعتبر المفاهيم الرياضية فطرية وغير مستوحاة من التجربة الحسية؟
محاولة حل المشكلة :
ـ عرض منطق الأطروحة: يرى المذهب العقلي أن المفاهيم الرياضية نابعة من العقل وموجودة فيه قبليا،
وبالتالي فهي مستقلة عن التجربة، ومن أبرز أنصار هذا المذهب الفيلسوف " أفلاطون " حيث أعطى السبق للعقل الذي كان يحيا في عالم المثل، وكان على علم بسائر الحقائق ومنها المفاهيم الرياضية، لكنه عند مفارقته لهذا العالم نسي أفكاره، فكان عليه أن يتذكرها وان يدركها بالذهن وحده. كما ذهب الفيلسوف " ديكارت " إلى أن المعاني الرياضية هي أفكار فطرية أودعها الله فينا منذ البداية، وفي هذا المقام يقول ديكارت : " إن العقل أعدل قسمة بين الناس ". كما أكد الفيلسوف " كانط " على أن أساس الرياضيات يتجلى في القضايا العقلية التي تفرض نفسها على العقل، ولقد ركز على فكرتي الزمان والمكان باعتبارهما مفهومان مجردان عن العالم الحسي.
ـ تدعيم الأطروحة بحجج شخصية: لقد ذهب بعض الفلاسفة أمثال أفلاطون وديكارت وكانط إلى أن المعاني الرياضية أصلها عقلي أي نابعة من العقل وبعيدة عن كل تجربة حسية، أي أنهم نفوا أن تكون المعاني الرياضية مكتسبة عن طريق الملاحظة الحسية، فالمكان الهندسي والدوال والكسور واللانهايات والأعداد والخط المستقيم وغيرها كلها معان رياضية عقلية مجردة، فالطبيعة لا تحتوي على هذه الموضوعات الرياضية المجردة مثال ذلك النقطة الهندسية التي لا تحتوي على ارتفاع ولا على طول ولا على عرض هي تختلف عن النقطة الحسية التي تشغل حيزا ونفس الشيء بالنسبة للمفاهيم الأخرى، أما في مجال الجبر فهو تأكيد على أن المفاهيم الرياضية هي غاية في التجريد، ففيه ينتقل الذهن من الكميات المعبر عنها بالأعداد إلى الكميات المعبر عنها بالرموز، فكما أن الأعداد تجردت من الأشياء المعدودة وأصبح العدد ينطبق على كل الأشياء، كذلك أصبح الرمز الجبري قابلا لأن يصدق على مختلف الأعداد أيا كانت قيمتها حتى الأعداد اللانهائية، وإذا كانت الأعداد كميات مجردة، فإن المفاهيم الجبرية هي تجريد لهذا التجريد.
ـ نقد خصوم الأطروحة: يذهب أنصار الاتجاه الحسي أو التجريبي إلى أن التفكير الرياضي كان مرتبطا بالواقع، وأن المفاهيم الرياضية مستمدة من التجربة الحسية، فكانت الرياضيات وليدة الملاحظة والتجربة، فالهندسة في مصر القديمة نشأت على صورة فن المساحة. لكن التصورات التي تربط كلا من الهندسة والحساب بالتطبيقات العملية والحاجات الاجتماعية تختلف اختلافا جذريا عن التصور الجديد للعلم الرياضي الذي أصبح موضوعه معاني ومفاهيم ذهنية تتمتع بالاستقلال التام عن الواقع الحسي. فقد بدأت بالفعل المفاهيم الرياضية حسية تجريبية في أول أمرها لكنها تطورت وأصبحت مفاهيم استنتاجية مجردة، بل تعبر عن أعلى مراتب التجريد باستعمال الأعداد الخيالية، المركبة، الدوال والكسور واللانهايات وغيرها.
حل المشكلة: في الأخير يمكن أن نؤكد أن الواقع الحسي كان منطلق التفكير الرياضي، فلم يدرك العقل مفاهيم الرياضيات في الأصل إلا ملتبسة بلواحقها المادية، ولكن هذا التفكير تطور بشكل مستمر نحو العقلية الخالصة، إذ انتزع العقل مادته وجردها من لواحقها، حتى جعل منها مفهوما عقليا محضا مستقلا عن الأمور الحسية التي كانت ملابسة له.