مقارنة بين المسؤولية الأخلاقية و المسؤولية الاجتماعية
الفرق بين المسؤولية الأخلاقية و المسؤولية الاجتماعية
أهلاً بكم زوارنا الكرام على موقع الحل المفيد الموقع الإلكتروني التعليمي المتميز والمتفوق بمعلوماته الصحيحة كما نقدم لكم اجوبة مختصرة على أسالتكم المتنوعة من المناهج الدراسية والعلوم الثقافية والتاريخية والاخبارية باجابة مفيدة كما ننشر لكم أعزائي الطلاب في صفحة موقع( الحل المفيد alhlmfid. ) ملخص أهم الدروس وحلول الواجبات والمراجعات لجميع المواد الدراسية للفصل الدراسي الأول والثاني المنهج الجديد كما نقدم لكم إجابة السؤال التالي...مقارنة بين المسؤولية الأخلاقية و المسؤولية الاجتماعية
. الحل هو
مقارنة بين المسؤولية الأخلاقية و المسؤولية الاجتماعية
• مقدمة : من المعلوم أن المسؤولية هي إلحاق الاقتضاء بصاحبه من حيث هوفاعله وبذلك يكون الفاعل مسؤول عن أفعاله وما يترتب عليها من نتائجوبالتالي يتحدد الجزاء ، إما ثوابا وإما عقابا وإثباتا المسؤولية عن الفاعلتكون مشروطة بشروط و هي شرط الحرية وشرط التميز بين الخير الشر فوجود هذانالشرطان يكون الفاعل مسؤولا أي مطلوبا منه الإجابة عن التبعة التي تلزم عنفعله وبعدم وجودها ترفع المسؤولية عن الفاعل والحاق الإقتضاء بالفاعل إماأن يكون من تلقاء نفسه وإما أن أن يكون من طرف الغير وتبعا لهذا فإنالمسؤولية تكون أخلاقية أو اجتماعية ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هلبإمكان إيجاد صلة بين المسؤولية الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية ؟ وبعبارةأوضح هل العلاقة بينهما علاقة انفصال أو علاقة إتصال ؟
أوجه الاختلاف :
1/ المسؤولية الأخلاقية هو الشعور الداخلي يحس به الإنسان عندما يحكم فيقرارة نفسه بأنه فاعل الفعل ويكو مصحوبا بالمتابعة حتى ولو كان الفعل الذييقوم به الإنسان لايعاقب عليه القانون والشعور بالمتابعة ناتج عن الرقابةأو السلطة التي يمارسها الضمير على أفعالنا فمثلا نجد الكثير من الناس تصدرمنهم أفعال مستهجنة دون أن يراهم أحد حتى لايحاسبهم عما فعلو لكن مع ذلكفإن ضمائرهم تحملهم التبعة التي تلزم عن أفعالهم فيشعرون بالحيرة والقلقوتأنيب الضمير وإحساس بوقوع الفعل منه ....الخ ، فالمسؤولية الأخلاقية تعنيأن الإنسان مسؤولا أمام نفسه ويتحمل أيضا إما بالاستحسان أو الاستهجان وفيهذا المعنى السابق يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنياتوإنما لكل امرئ ما نوى) ويعني هذا أن مدار المسؤولية الأخلاقية هو النيةوليس نتائج الفعل فمثلا اذا صدر من الفاعل( الفعل)وترتب عليه نتائج سيئةولم يقصدها فإنه لا يشعر بالمسؤولية ومن ثم لا يشعر بتأنيب الضميرفالمسؤولية الأخلاقية بالأحرى أنها تقوم على ما نشعر به من راحة وطمأنينةوغبطة الضمير أثناء عمل الخير وقلق وتأنيب للضمير أثناء عمل الشر ويستلزمشرطين لإثبات وجودها انتقيا انتقت معهما( المسؤولية الأخلاقية ) وهماالتميز بين الخير والشر والحرية فالطفل المعتوه والصبي باعتبارهم غيرمميزين لا يلحقهما من الناحية الأخلاقية مسؤولية على ما يقومان به من أفعالكما أن المميز المكر على فعل من الأفعال غير مسؤول عنه أخلاقيا . 2/ المسؤولية الاجتماعية : ان حقيقة إثبات المسؤولية الاجتماعية لا تعودللإنسان وحده كما في المسؤولية الأخلاقية وإنما تحمل عليه من طرف المجتمعلأن تصرفات الإنسان يتعدى تأثيرها الى الغير والغير يحاسبونه إذا كانت هذهالتصرفات أحدثت ضررا ماديا أو جاءت مخالفتا لما سنه المجتمع من قواعدقانونية من أنواع هذه المسؤولية هي : المسؤولية المدنية : إن هذه المسؤوليةقوامها الضرر المادي الذي يلحقه الفاعل بممتلكات الآخرين سواء كانت جامدةأو حية والجزاء يتمثل في التعويض عن الأضرار التي لحقت بالشخص المتضرروغالبا ما تكون العقوبة مادية ومن لواحق هذه المسؤولية أن يكون المرءمسؤولا إلا عن فعل غيره من الأفراد الموضوعين تحت إشرافه مثل ذلك مسؤوليةالوالد عن أولاده الصغار .... ومسؤولية الفارس عن فرسه .... مسؤولية ربالعمل على آلته وعماله ....الخ ، والمسؤولية الجنائية : تقتضي هذهالمسؤولية إلزام الفرد تحمل العواقب الناجمة عن فعله الجنائي الممثل فيتعديه للنظام أو تعديه لحقوق الآخرين أو في الحالات التي نص عليها القانونوالجزاء أو العقوبة ممثلة في القصاص (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) علما أن المسؤولية الجنائية والمدنية تتضمن اقتران فعلي كمسؤولية سائقالسيارة .
أوجه الاتفاق : إذا كانت المسؤولية الاجتماعية قوامها الضرر المادي وأنهاتفرض على الفاعل من الخارج أنها تهتم بالفعل الإجرامي أكثر مما تهتمبالفاعل وإذا كانت المسؤولية الأخلاقية قوامها النية وأنها تحلق من طرفالفاعل نفسه وأنها تهتم بالفاعل أكثر من الفعل فإن هذه الفروق لا تمنعنا منإيجاد العلاقة الوثيقة بينهما حيث لا تستطيع أن تعاقب الفاعل عن ذنب ماارتكبه إلا إذا كان فعله مصحوبا بوعي وإرادة وإدخال الوعي في المسؤوليةيفترض بالضرورة إدخال النية أو القصد في الفعل
مواطن التداخل : وعليه فالمسؤولية الأخلاقية هي قوام المسؤولية الاجتماعيةبنوعيها وشرط ضروري لها إذ نحن لا نقبل الإلزام الاجتماعي والعمل علىتطبيقه إلا إذا كانا نملك حسا ذاتيا بمسؤوليتنا الأخلاقية بل لا يكفي إننبالغ في التقدير والاعتناء بالفعل الإجرامي أو الخطأ وإنما لابد أن نقدرأيضا أهمية نية المجرم في ما ارتكب وهذا ما نعمل به اليوم غالبية القوانينالحديثة في الدول
نسبة الترابط إذن فلا انفصال ولا انفصام بين المسؤولية الأخلاقيةوالمسؤولية الاجتماعية بل هناك اتصال وثيق بينهما كاتصال العلة بالمعلول.
ما علاقة المسؤولية الأخلاقية بالمسؤولية الاجتماعية ؟
مقدمة:
ان المسؤول من الرجال هو من يملك الاستعداد لتحمل تبعة أفعاله فالبعض عرف المسؤولية بأنها أهلية الإنسان لأن يحاسب عن أفعاله و لهذا لا توجد المسؤولية إلا حيث توجد الكفاءة و الأهلية لتحمل ما يترتب عن الأفعال من نتائج و بناء على هذا ينشأ الشعور بالمسؤولية الأخلاقية كما عرف آخرون المسؤولية بأنها إلحاق الاقتضاء بصاحبه من حيث هو فاعله و هنا يكون الفاعل مطلوبا منه الإجابة على التبعة التي تلزم من الفعل خارجيا و بناء على هذا ينشأ الإحساس بالمسؤولية التى يتحتم عليه بموجبها أن يجيب المجتمع عن آثار أفعاله و هو ما يعرف بالمسؤولية الاجتماعية و عليه فالإنسان مسؤول أخلاقيا أمام ضميره و اجتماعيا أمام المجتمع فما علاقة كلا منهما بالأخرى ؟ أي ما علاقة المسؤولية الأخلاقية بالمسؤولية الاجتماعية ؟
التحليل:
أوجه التشابه:كلاهما يترتب على كون الإنسان كائنا حرا و عاقلا و ينبغي ان يسعى في الحياة إلى تحقيق الخير و السعادة و كلاهما لا يقدم عقابا إلا بعد الوعي بالفعل و القدرة على اختياره فالشر منبوذ في كليهما و كلاهما يتأثر في الخبرات التي يمر بها الفرد في حياته اليومية فالنوايا السيئة يقابلها تأنيب شديد و السوابق العدلية و الترصد في الإجرام يقابله العقاب الشديد
أوجه الاختلاف: المسؤولية الاجتماعية هي المسؤولية ناتجة عن حياة الفرد في المجتمع و هي بأنواعها المتعدد العرفية و القانونية المدنية و الجنائية تهتم بحجم الضرر و بفضاعة الجريمة تلاحق الظاهر من الأفعال و تهمل الخفي فمصادرها خارجية و هدفها تحقيق حياة اجتماعية آمنة قوتها تكمن في القانون و العادات بينما المسؤولية الأخلاقية هي مسؤولية الإنسان عن نتائج أعماله أمام ضميره فمصدرها داخلي تنطلق من الضمير و محاسبة الفرد على حركاته وسكناته هدفها كمال الشخص أولا أي تحقيق القيم الأخلاقية قوتها تكمن في حيوية القيم في ذات الإنسان فهي تحاسب النوايا فتعاقب أحيانا و تثيب أحيانا أخرى
مواطن التداخل:ان المسؤولية الأخلاقية قوام و أساس المسؤولية الاجتماعية و هي شرط لها فالإنسان لا يقبل الإلزام الاجتماعي إلا بعد شعوره الذاتي بالمسؤولية الأخلاقية و بالتالي القوانين التى تقوم عليها المسؤولية الاجتماعية ما هي في حقيقتها إلا قيم و أخلاقا في جانبها العلمي
الخاتمة:ان التداخل بين المسئوليتين كبير جدا فكثيرا ما تكون المسؤولية الاجتماعية ترجمة لها تأمن به المسؤولية الأخلاقية و المسؤولية الاجتماعية في كثير من الأحوال تؤدي إلى المسؤولية الأخلاقية فالترجمة المدبرة أشد عقابا من تلك الناشئة عن غير قصد فالمحاكم تولي اهتمام بالجريمة و بالمجرم و تحاول معرفة ظروفهما فالمجتمع يحاول معرفة ما يجول في ضمير المسؤول (المتهم )