0 تصويتات
في تصنيف حلول مناهج التعليم بواسطة (749ألف نقاط)

ظاهرة الشعر الحديث:

الفصل الأول: التطور التدريجي في الشعر الحديث:

القسم الثاني: نحو شكل جديد

سنة 2 ثانوي 

لغة عربية للسنة الثانية ثانوي اداب وعلوم انسانية 

هلاً بكم طلاب وطالبات في موقع الحل المفيد الموقع الإلكتروني التعليمي يسرنا أن نطرح بين يديكم إجابة السؤال القائل ظاهرة الشعر الحديث: الفصل الأول: التطور التدريجي في الشعر الحديث: القسم الثاني: نحو شكل جديد سنة 2 ثانوي 

وتكون اجابتة الصحية والنموذجية للسؤال هي 

ظاهرة الشعر الحديث:

الفصل الأول: التطور التدريجي في الشعر الحديث:

القسم الثاني: نحو شكل جديد

   إذا كانت القصيدة الإحيائية تعتمد على امتلاء الذاكرة وتقليد النموذج، فإن التيار الوجداني قد استخدم لغة أكثر سهولة ويسرا من لغة القصيدة الإحيائية التي كانت تميل إلى رصانة اللفظ وجزالة الأسلوب وبداوة المعجم. بل تستعمل القصيدة الوجدانية لغة الحديث المألوف ولغة الشارع، كما عند العقاد في الكثير من قصائده الشعرية ولاسيما قصيدته" أصداء الشارع" الموجودة في ديوانه "عابر سبيل". 

     كما أن وظيفة الصورة الشعرية البيانية صارت تعبيرية وانفعالية وذاتية ملتصقة بتجربة الشاعر الرومانسي. بينما اقترنت الصورة الشعرية عند الإحيائيين بالتدبيج والزخرفة، بل أن هذه الوظيفة أصبحت ذات علاقة بوظائف العناصر الشعرية الأخرى، من أفكار وعواطف وأحاسيس.

      ومن هذه العلاقة الأخيرة، تنشأ خاصة أخرى من خصائص الشكل في القصيدة الوجدانية الحديثة، هي خاصة الوحدة العضوية. فكما أراد الشاعر الوجداني أن يربط بين الصورة وبين عواطف الشاعر وأحاسيسه، أراد كذلك أن يربط هذه العواطف والأحاسيس والأفكار ببعضها، ربطا من شأنه أن ينشىء روحا عاما يشيع في أجزاء القصيدة المختلفة، ويظهرها بمظاهر الكائن الحي، لكل عضو من أعضاء الجسد دور هام ومتميز.

ومن القصائد الوجدانية التي تتمثل فيها خاصة الوحدة العضوية قصيدة "حكمة الجهل" لعباس محمود العقاد التي يحافظ فيها الشاعر على الرابط العضوي والمنطق.

وتبقى هذه الوحدة العضوية موجودة ومرتبطة بالوجدان، مهما اختلفت القوافي كما في قصيدة "الخير والشر" لميخائيل نعيمة أو تعددت الأوزان العروضية كما في قصيدة"المجنون" لإيليا أبي ماضي.

         هذا، وقد مال الوجدانيون إلى تحقيق بعض الملامح التجديدية في أشعارهم كتنويع القوافي والأوزان، وتشغيل الوحدة العضوية في بناء القصيدة، واستعمال القصائد والمقطوعات المتفرقة، وتليين اللغة وترهيفها وإزالة قداستها البيانية، وتوظيف القافية المرسلة والمزدوجة والمتراوحة، واللجوء إلى الشعر المرسل. لكن هذا التجديد سيواجهه النقاد المحافظون بالمنع والتقويض كمصطفى صادق الرافعي وطه حسين والعقاد في إحدى مراحله النقدية وإبراهيم أنيس

       وإذا۫، فقد كانت نهاية هذه التيارات الذاتية محزنة، على صعيدي المضمون والشكل، أما المضمون فلأنه انحدر، كما لاحظنا في القسم الأول من هذا الكتاب، على مستوى البكاء والأنين والتفجع والشكوى، وهي معان ممعنة في الضعف تفصح بوضوح عما وراءها من مرض وتهافت وخذلان. أما الشكل فلأنه فشل في مسيرته نحو الوصول إلى صورة تعبيرية ذات مقومات خاصة، ومميزات مكتملة ناضجة، وكان فشله تحت ضربات النقد المحافظ، الذي استمد قوته مما كان الوجود العربي التقليدي يتمتع به من تماسك ومنعة، قبل كارثة فلسطين. فلما تحقق النصر للكيان الصهيوني المصطنع، وعجز الوجود العربي التقليدي بكل ما أوتي من قوة عن رد الخطر الذي يتهدد الأمة، سقط ذلك الوجود، وكان سقوطه على كافة المستويات، السياسية والاجتماعية والثقافية، وأتيح بذلك للشاعر والناقد والمفكر أن يمارسوا قدرا من الحرية لم تكن ممارسته متاحة لهم من قبل في عالمنا العربي.

-المنهج النقدي في الفصل الأول:

أ- المنهجية التاريخية-الاجتماعية: لقد فسر الباحث نشوء التيار الذاتي بتأثره بعوامل داخلية عربية؛ ممثلة في الاستعمار، وتصاعد الحركات التحررية المتشبعة بالمد القومي، وعوامل أخرى أجنبية؛ ممثلة في انفتاح شعراء هذا التيار على الثقافة الأجنبية، والتأثر بآدابها، وتشبعهم بقيمها. فجماعة الديوان تأثر نشوءها بتركيب المجتمع المصري العربي منذ أواخر العقد الأول من هذا القرن، وذلك بعد ظهور الطبقة البورجوازية الصغيرة على مسرح الأحداث، وانفتاح الأجيال الصاعدة على الحضارة الحديثة، ورغبة الفرد المصري في إعادة الاعتبار إلى ذاته. كما أن هروب شعراء الرابطة القلمية، وأبولو، هو نتيجة لسخطهم على قيم مجتمعاتهم، ويأسهم من الإنسان وحضارته.

 ب- المنهجية النفسية: فهم شعراء التيار الذاتي على أن الشعر وجدان، فكان شعرهم نابعا من إحساسهم بذواتهم، وتحسرا على واقع المجتمعات العربية، وهروبا منها نحو عالمهم المثالي (الطبيعة، والخيال). وانطواء على الذات، وانحدارا إلى مستوى البكاء والأنين والشكوى والألم والعزلة.

ج- المنهجية الموضوعاتية:

 بدأ الكاتب فصله بتوطئة، عرف من خلالها شروط تطور حركة الشعر العربي، وذكر أن التاريخ الشعري العربي حبل بحركتين، هما التيار الذاتي، وحركة الشعر الحديث. ليقسم بعدها هذا الفصل إلى قسمين: فالقسم الأول المعنون ب: نحو مضمون جديد، بدأه بتعريف التيار الإحيائي، لينتقل إلى تعريف التيار الذاتي؛ حيث استعرض جماعاته الشعرية: جماعة الديوان، وتيار الرابطة القلمية، وجماعة أبولو، شارحا خصائصها المضمونية، لينتقل في القسم الثاني نحو شكل جديد إلى استعراض خصائص التيارين الشكلية.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (749ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
ظاهرة الشعر الحديث: الفصل الأول: التطور التدريجي في الشعر الحديث: القسم الثاني: نحو شكل جديد سنة 2 ثانوي
بواسطة (749ألف نقاط)
ظاهرة الشعر الحديث:
الفصل الأول:  التطور التدريجي في الشعر الحديث:
القسم الأول: نحومضمون جديد.

    تحت عنوان الشعر العربي بين التطور والتطور التدريجي، أشار الناقد إلى أن التجديد في الشعر العربي مرهون بجملة من الشروط، منها الاحتكاك الفكري مع الثقافات الأجنبية وآدابها، وتوفر الشعراء على الحرية. وبتتبعه لهذا التطور في الشعر العربي القديم، وفي المحاولات التي قامت بها التيارات التجديدية قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، انتهى إلى أن هذا التطور كان تدريجيا، نظرا إلى أن هامش الحرية كان ضيقا. أما مع نكبة فلسطين، فقد أضحى الشاعر يمارس حريته بقدر كبير، وهذا ما جعل سقف التطور والتجديد يبلغ شأوا غير مسبوق. وعلى هذا الأساس، ميز الدارس بين حركتين تجديديتين في الشعر العربي الحديث:
1-حركة واجهت الوجود العربي التقليدي وهو ما يزال قويا، فكان التطور بالنسبة إليها تطورا تدريجيا. وضمن هذه الحركة صنف الدارس جماعة الديوان، وتيار الرابطة القلمية، وجماعة أبولو؛
2-حركة واجهت الوجود العربي التقليدي وهو منهار، فكان التطور بالنسبة إليها كبيرا.
اثر ذلك، رسم المجاطي خطة دراسته، فهي تمر أولا بالوقوف على خصائص الحركة التجديدية الأولى ومميزاتها،أولا على مستوى المضمون،وثانيا على مستوى الشكل،انطلاقا من مقارنتها بتيار الإحياء.وهذا سيشكل مادة لفصل من قسمين،هو بمثابة مدخل لدراسة الحركة التجديدية الثانية دراسة تفصيلية.
القسم الأول:   نحو مضمون ذاتي
    قبل الحديث عن الاتجاه الذاتي، وقف الباحث قليلا عند التيار الإحيائي، الذي تمسك شعراؤه بلغة القدماء وأساليبهم البيانية، بل واقتفوا آثارهم في المعاني والأفكار، فلم يلتفتوا إلى ذواتهم وواقعهم.غير أن هذا التيار سوف يتراجع بظهور تيار آخر، جعل من الاستجابة لنوازع الذات شعاره الدائم. وقد بدأ مع ظهور جماعة الديوان، وتبلور من خلال جهود تيار الرابطة القلمية، وجماعة أبولو.
أ-جماعة الديوان: لئن كان عبد الرحمن شكري، وعباس محمود العقاد، وإبراهيم المازني قد التقوا عند فكرة واحدة، هي أن الشعر وجدان، غير أن مفهوم الوجدان عندهم كان مختلفا. فقد أراده شكري تأملا في أعماق الذات، وفهمه العقاد على أنه مزاج من الشعور والفكر. أما المازني فقد رأى فيه كل ما تفيض به النفس، من شعور وعواطف وإحساسات. ونتيجة لذلك كله، اختلفت المضامين الشعرية لهؤلاء الشعراء. فقد طغى الجانب الفكري على الجانب الشعوري في شعر العقاد، وهو ما استدل عليه الباحث بأبيات قالها الشاعر متغزلا. أما شكري، فقد كانت نظرته إلى النفس والى الحياة من ورائها، وليدة تأمل حر عماده القلب. أما المازني، فتعامل مع الأشياء تعاملا يقوم على الانفعال المباشر.
  وتجدر الإشارة أن إيمان شعراء الجماعة بقيمة العنصر الذاتي استمد أصوله من أمرين: أحدهما أن شخصية الفرد المصري كانت تعاني من انهيار تام على جميع المستويات، وأن طبيعة الفترة التاريخية كانت تتطلب منه أن يعيد الاعتبار إلى ذاته. ثانيهما تشبعهم بالفكر الحر.على أن أثر الوجدان في شعر هذه الجماعة كان، في نظر الدارس، سلبيا لأنه كان يزرع الحزن والتشاؤم، عوض الأمل والنصر.
ب-تيار الرابطة القلمية: لاحظ الدارس أن شعراء الرابطة القلمية، قد وسعوا مفهوم الوجدان، حتى يشمل الحياة والكون، وامتد إلى الذات الإلهية. على أن في شعر هؤلاء تصورا آخر، يتمثل في الهروب من الناس، ومن الواقع والحضارة. هذا الهروب تتبعه الناقد في بعض أشعار أقطاب هذا التيار،  فجبران خليل جبران، هرب إلى عالم الغاب والطبيعة لتفادي كل ما يمكن أن يعكر صفو حياته، وآثر حياة الفطرة على تعقد الحضارة. و ميخائيل نعيمة، انقطع إلى تأمل ذاته بطريقة صوفية. أما إيليا أبو ماضي، فاضطر إلى الفرار من الناس ومن الحضارة أسوة بجبران، لما فشل في تحقيق مبتغاه متوسلا الخيال تارة والقناعة تارة أخرى.
   وإذا كانت المرحلة التي كتب فيها هؤلاء تميزت بانتشار الوعي القومي، إلا أن تعبيرهم عن الذات ظل مرتبطا بمعاني اليأس والتردد والقناعة والاستسلام، وهذه مضامين لا تناسب المرحلة التاريخية.
ج- جماعة أبولو: اهتم شعراء هذه الجماعة بالموضوعات الشعرية ذات الطابع الذاتي الصرف. وقد تفرد أحمد زكي أبو شادي من بين شعراء هذه الجماعة، بكونه كان يعبر عن جانب من جوانب نفسه، حتى حين ينظم شعرا في الموضوعات المختلفة. لكن ما يعتد به من شعر هذه الجماعة هو الشعر الذاتي، الذي يدور حول المرأة، وما يثيره الحديث عنها من معاني الحنين، والشوق، واليأس، والأمل، والارتماء بين أحضان الطبيعة، أو الزهد في الحياة والاستسلام للموت. وقد ظل الشعراء يرددون المعاني نفسها حتى لم يعودوا يضيفون جديدا. ولكل شاعر من شعراء هذه الحركة طريقته الخاصة في الكشف عن مجهولات ذاته، فزكي أبو شادي، انكفأ على ذاته لتضميد جراحها والتغني بآمالها، إلى أن طغت ذاتيته على شعره، بل وطغيان حياته كلها. أما إبراهيم ناجي، فيدور أجود شعر حول المرأة لحاجته إلى حب يملأ فراغ قلبه. أما حسن كامل الصيرفي، فقد فشل في الحب فيئس من الحياة، وانكمش على الذات يتغني بأحزانها وآلامها. في حين نجد أبا القاسم الشابي، يهيم بالجمال ويعشق الحرية بسبب مرضه وإحساسه بانفراط عقد حياته. أما عبد المعطي الهمشري، فقد ولع بالطبيعة واستشرف ما وراء الحياة من خلال الموجودات. وانتهاء بعلي محمود طه، الذي تغنى بمظاهر البهجة والسرور منغمسا في متع الحياة.
وهذا ما دفع محمد النويهي إلى القول فيهم:"لقد أغرقوا في شعرهم العاطفي حتى أصيب بالكظة، وزالت جدته، وفقد بالتكرار معظم حلاوته وتحولت رقته إلى ميوعة، وإرهاف حساسيته إلى ضعف ومرض."
    وتجميعا لما سبق عرضه، انتهى الناقد إلى أن جماعة أبولو وتيار الرابطة القلمية وجماعة الديوان قد خلفوا شعرا يتناول القضايا القومية والقضايا الاجتماعية بصفة عامة،غير أنه يرى أن ما يمكن أن يعتد به من شعرهم هو الشعر الوجداني الصرف. ويضيف أن إغراق هذا التيار في الانطواء على هموم الذات الفردية، سيؤدي إلى تدفق تيار آخر، أراد للذات أن تنفتح على ما حولها استجابة لمتطلبات المرحلة الجديدة التي أفرزتها كارثة فلسطين.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى الحل المفيد، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...