ظاهرة الشعر الحديث:
الفصل الأول: التطور التدريجي في الشعر الحديث:
القسم الثاني: نحو شكل جديد
سنة 2 ثانوي
لغة عربية للسنة الثانية ثانوي اداب وعلوم انسانية
هلاً بكم طلاب وطالبات في موقع الحل المفيد الموقع الإلكتروني التعليمي يسرنا أن نطرح بين يديكم إجابة السؤال القائل ظاهرة الشعر الحديث: الفصل الأول: التطور التدريجي في الشعر الحديث: القسم الثاني: نحو شكل جديد سنة 2 ثانوي
وتكون اجابتة الصحية والنموذجية للسؤال هي
ظاهرة الشعر الحديث:
الفصل الأول: التطور التدريجي في الشعر الحديث:
القسم الثاني: نحو شكل جديد
إذا كانت القصيدة الإحيائية تعتمد على امتلاء الذاكرة وتقليد النموذج، فإن التيار الوجداني قد استخدم لغة أكثر سهولة ويسرا من لغة القصيدة الإحيائية التي كانت تميل إلى رصانة اللفظ وجزالة الأسلوب وبداوة المعجم. بل تستعمل القصيدة الوجدانية لغة الحديث المألوف ولغة الشارع، كما عند العقاد في الكثير من قصائده الشعرية ولاسيما قصيدته" أصداء الشارع" الموجودة في ديوانه "عابر سبيل".
كما أن وظيفة الصورة الشعرية البيانية صارت تعبيرية وانفعالية وذاتية ملتصقة بتجربة الشاعر الرومانسي. بينما اقترنت الصورة الشعرية عند الإحيائيين بالتدبيج والزخرفة، بل أن هذه الوظيفة أصبحت ذات علاقة بوظائف العناصر الشعرية الأخرى، من أفكار وعواطف وأحاسيس.
ومن هذه العلاقة الأخيرة، تنشأ خاصة أخرى من خصائص الشكل في القصيدة الوجدانية الحديثة، هي خاصة الوحدة العضوية. فكما أراد الشاعر الوجداني أن يربط بين الصورة وبين عواطف الشاعر وأحاسيسه، أراد كذلك أن يربط هذه العواطف والأحاسيس والأفكار ببعضها، ربطا من شأنه أن ينشىء روحا عاما يشيع في أجزاء القصيدة المختلفة، ويظهرها بمظاهر الكائن الحي، لكل عضو من أعضاء الجسد دور هام ومتميز.
ومن القصائد الوجدانية التي تتمثل فيها خاصة الوحدة العضوية قصيدة "حكمة الجهل" لعباس محمود العقاد التي يحافظ فيها الشاعر على الرابط العضوي والمنطق.
وتبقى هذه الوحدة العضوية موجودة ومرتبطة بالوجدان، مهما اختلفت القوافي كما في قصيدة "الخير والشر" لميخائيل نعيمة أو تعددت الأوزان العروضية كما في قصيدة"المجنون" لإيليا أبي ماضي.
هذا، وقد مال الوجدانيون إلى تحقيق بعض الملامح التجديدية في أشعارهم كتنويع القوافي والأوزان، وتشغيل الوحدة العضوية في بناء القصيدة، واستعمال القصائد والمقطوعات المتفرقة، وتليين اللغة وترهيفها وإزالة قداستها البيانية، وتوظيف القافية المرسلة والمزدوجة والمتراوحة، واللجوء إلى الشعر المرسل. لكن هذا التجديد سيواجهه النقاد المحافظون بالمنع والتقويض كمصطفى صادق الرافعي وطه حسين والعقاد في إحدى مراحله النقدية وإبراهيم أنيس
وإذا۫، فقد كانت نهاية هذه التيارات الذاتية محزنة، على صعيدي المضمون والشكل، أما المضمون فلأنه انحدر، كما لاحظنا في القسم الأول من هذا الكتاب، على مستوى البكاء والأنين والتفجع والشكوى، وهي معان ممعنة في الضعف تفصح بوضوح عما وراءها من مرض وتهافت وخذلان. أما الشكل فلأنه فشل في مسيرته نحو الوصول إلى صورة تعبيرية ذات مقومات خاصة، ومميزات مكتملة ناضجة، وكان فشله تحت ضربات النقد المحافظ، الذي استمد قوته مما كان الوجود العربي التقليدي يتمتع به من تماسك ومنعة، قبل كارثة فلسطين. فلما تحقق النصر للكيان الصهيوني المصطنع، وعجز الوجود العربي التقليدي بكل ما أوتي من قوة عن رد الخطر الذي يتهدد الأمة، سقط ذلك الوجود، وكان سقوطه على كافة المستويات، السياسية والاجتماعية والثقافية، وأتيح بذلك للشاعر والناقد والمفكر أن يمارسوا قدرا من الحرية لم تكن ممارسته متاحة لهم من قبل في عالمنا العربي.
-المنهج النقدي في الفصل الأول:
أ- المنهجية التاريخية-الاجتماعية: لقد فسر الباحث نشوء التيار الذاتي بتأثره بعوامل داخلية عربية؛ ممثلة في الاستعمار، وتصاعد الحركات التحررية المتشبعة بالمد القومي، وعوامل أخرى أجنبية؛ ممثلة في انفتاح شعراء هذا التيار على الثقافة الأجنبية، والتأثر بآدابها، وتشبعهم بقيمها. فجماعة الديوان تأثر نشوءها بتركيب المجتمع المصري العربي منذ أواخر العقد الأول من هذا القرن، وذلك بعد ظهور الطبقة البورجوازية الصغيرة على مسرح الأحداث، وانفتاح الأجيال الصاعدة على الحضارة الحديثة، ورغبة الفرد المصري في إعادة الاعتبار إلى ذاته. كما أن هروب شعراء الرابطة القلمية، وأبولو، هو نتيجة لسخطهم على قيم مجتمعاتهم، ويأسهم من الإنسان وحضارته.
ب- المنهجية النفسية: فهم شعراء التيار الذاتي على أن الشعر وجدان، فكان شعرهم نابعا من إحساسهم بذواتهم، وتحسرا على واقع المجتمعات العربية، وهروبا منها نحو عالمهم المثالي (الطبيعة، والخيال). وانطواء على الذات، وانحدارا إلى مستوى البكاء والأنين والشكوى والألم والعزلة.
ج- المنهجية الموضوعاتية:
بدأ الكاتب فصله بتوطئة، عرف من خلالها شروط تطور حركة الشعر العربي، وذكر أن التاريخ الشعري العربي حبل بحركتين، هما التيار الذاتي، وحركة الشعر الحديث. ليقسم بعدها هذا الفصل إلى قسمين: فالقسم الأول المعنون ب: نحو مضمون جديد، بدأه بتعريف التيار الإحيائي، لينتقل إلى تعريف التيار الذاتي؛ حيث استعرض جماعاته الشعرية: جماعة الديوان، وتيار الرابطة القلمية، وجماعة أبولو، شارحا خصائصها المضمونية، لينتقل في القسم الثاني نحو شكل جديد إلى استعراض خصائص التيارين الشكلية.
.