تحليل قصيدة (الطائر المقيد) لمايا انجلو
هلاً بكم طلاب وطالبات في موقع الحل المفيد الموقع الإلكتروني التعليمي يسرنا أن نطرح بين يديكم إجابة السؤال القائل تحليل قصيدة (الطائر المقيد) لمايا انجلو
وتكون اجابتة الصحية والنموذجية للسؤال هي
تحليل قصيدة (الطائر المقيد) لمايا انجلو
.
هل انتابك يومًا شعور التقييد أو الحبس عنوة؟ كأن يحبسك أحد رغما" عن ارادتك. بالنسبة لي مررت بهذا الشعور ولذلك فان بإمكاني ان اعبر عن هذا الشعور, مثلا ان تحبس في غرفه فيها شباك أو باب فسيكون بإمكانك النظر الى الخارج دون التحرك بحرية , ستكون هادئّا في البداية لكنك بمرور الوقت ستشعر بالملل وتضطرب وتمشي داخل الغرفة وتجلس وتنام املا" في الحصول على مساعدة من أحدهم أو أن تتحسن الامور.
ستضرب الحائط بيديك وستركل الباب مرارا" حتى تتورم مفاصلك وبعد ذلك ستجلس وتستسلم لقدرك . ان الشرح السابق يوضح تفاصيل الحياة التقليدية للإنسان الاسود قبل فترة الستينيات والسبعينيات ممثلين بالطائر المقيد في قصيدة مايا آنجلو (الطائر المقيد )الذي سحقوا تحت مطرقة التمييز العنصري ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح في معظم الكتابات الأفرو‐امريكية قبل وبعد هذه الفترة .
ان هذه القصيدة هي اشارة مجازية الى الوضع الافروامريكي وذلك بمقارنة الطائر الحر (الامريكي الابيض) بالطائر المقيد (الأميركي الاسود) حيث تقدم القصيدة من خلال الصورة المتناقضة شرحا تفصيليا وبنظرة ثاقبة الى ما يفتقده الطائر المقيد وهو الحرية والفرص الكثيرة المتوفرة له في الحياة , ويقارن ايضا بين الحياة المرفهة للأميركيين البيض وبين ما يعيشه الامريكي الاسود من معاناة .
تحليل بناء القصيدة
تتألف قصيدة الطائر المقيد من 38 سطرًا, قسمت الى 6 مقاطع المقطعين الاول والثاني يحتوي كل منهما على سبعة اسطر والمقطع الثالث يتألف من ثمانية اسطر اما المقطعين الرابع والخامس فيحتوي كل منهما على اربع اسطر والمقطع السادس يحتوي على ثمانية اسطر.
"ان تحليل بناء القصيدة مهم جدا لأنه يضيف مصداقية الى الفكرة التي تود القصيدة ان تنقلها للقارئ .
المقطع الاول
كما قلنا يتضمن سبعة اسطر ويعرض صورة واضحة عن الطائر الحر الجريء وبصورة قريبة لذهن القارئ حيث انه (يقفز على ظهر الريح) و (يغمر جناحيه بين اشعة الشمس البرتقالية) وهو جرئ الى حد انه يطالب بملكية السماء ويعتبره حقا من حقوقه.إن هذه الصورة تمثل بشكل واضح الانسان الامريكي الابيض والذي يمتلك كافة الحقوق وتتاح امامه الكثير من الفرص في الحياة من حيث التعليم او العمل بعكس الصورة الاخرى.
المقطع الثاني
ويبدأ من السطر الثامن الى الرابع عشر: وتبدا هذه الاسطر بكلمة (لكن) وهي مفردة تدل على التناقض حيث ان المقطع يوضح للقارئ الصفات المتناقضة الموجودة في هذا المقطع فهو يقدم لنا وصفا لطائر آخر يناقض الطائر الحر حينما يقول: (الاجنحة المقطعة والاقدام مربوطة) وبينما هو كذلك فأنه (يفتح الطائر فمه ليغني) عن ماذا سيغني؟ الجواب الاكيد أنه سيغني عن الظلم ,وسنجد الجواب في المقطع التالي.
المقطع الثالث وهو بين الاسطر الخامس عشر الى الثاني والعشرين: ويقع بين هذه الاسطر وهو عبارة عن استمرار للفكرة التي جاءت في نهاية المقطع الثاني ,(الطائر المقيد) يعلم ما معنى ان يكون مقيدا وهو يتوق الى الحرية ولطعمها الحقيقي وهو في القفص. فهو يرفض واقعه ويتحدى قيوده من خلال اغنيته التي تصل الى (التل البعيد) , و بذلك يشير الى الناشط اليميني المعروف مارتن لوثر كنغ المعروف بخطبه عن تحرر الأمريكان السود وكان احدها يحمل عنوان (لقد زرت قمة الجبل ) .
المقطع الرابع ويقع بين الاسطر الثالث والعشرين الى السادس والعشرين, ونجد هنا انتقالًا في تجسيد الصور الشعرية حيث ينتقل من صورة الطائر المقيد الى صورة الطائر الحر فنجد مساحة اكبر للقارئ يكون فيها بإمكانه أنْ يتجول بحرية ويكتشف طريقة تفكير الطائر الحر الذي لا يعاني من شيء , بل انه يفكر في العديد من الكماليات الاخرى مثلا أنْ يتجول بحرية على الاشجار وان يملا معدته بالطعام ويغني وبكل حرية وبدون تقييد. وهنا نجد صورة الامريكي الابيض الذي يتمتع بظروف حياة مرفهة للغاية و مليئة بفرص عمل اكثر مما يتيح له الفرصة التفكير في تحسين حياته وتحقيق اهدافه.
المقطع الخامس
ويقع بين الاسطر السابع والعشرين الى الثلاثين: وهنا تتناقض الصورة مع الصورة اعلاه حيث يكون الطائر هنا مقيدا ولا يتمكن من الوصول لأهدافه متمثلة بأحلام عدة غير متحققة فيقف عند مقبرة احلامه و(يفتح فمه لكي يغني ) حيث لا يسمح للأمريكي الاسود ان يحصل على التعليم الكافي ولايسمح له بان يصبح غنيا لأنه اسود, وهو بهذا سيكره ذاته لعدم قدرته على تغيير الواقع المعاشي له ولأسرته وهذه هي الفكرة الاساسية في قصيدة الطائر المقيد لمايا انجلو.
المقطع السادس ويكون بين الاسطر الواحد والثلاثين الى الثامن والثلاثين : وهذا المقطع عبارة عن تكرار للمقطع الثالث حيث يؤكد الشاعر على اهمية الحرية بمعناها الانساني وليس بمعناها العاطفي وان الحرية شيء اساسي للإنسانية لا يمكن انكاره عندما تصور الشاعرة مايا انجلو الفرق بين الطائر المقيد والطائر الحر وهي بهذا تحاول الحصول على كافة حقوق الطائر المقيد وبدون أي تمييز عنصري بين الاثنين, فكانت الصورة واضحة ومعبرة من خلال استخدام الرموز الشعرية.
وولدت أنجلو في الرابع من نيسان عام 1929 في سانت لويس، ميزوري. وهي كاتبة، شاعرة وناشطة في الحقوق المدنية. كتبت مذكراتها عام 1969 تحت عنوان (أعرف لماذا يغني الطائر الحبيس). وقد حقّقت مذكراتها أفضل المبيعات لكتاب واقعي لكاتبة أفريقية أمريكية. في عام 1971 نشرت مجموعتها الشعرية بعنوان (اعطني ماءً باردًا لكي أموت) التي ترشحت لنيل جائزة بوليتزر.
تُعدّ قصيدتها (على نبض الصباح)، التي ألقتها خلال تنصيب الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عام 1993، واحدةً من أهمّ وأشهر أعمالها. حصلت على العديد من التكريمات خلال حياتها بما فيها Image Awards عن فئة الأدب الواقعي في عامي 2005 و 2009. توفيت في الثامن والعشرين من أيار عام 2014.