مقالة حول الابداع
مقالة مرشحة للشعب الأدبية
أدب وفلسفة لغات اجنبية
تحليل نص فلسفي حول الابداع
المقدمة :
ان كل ما حققته البشرية والحضارة الانسانية من تقدم وتطور التكنولوجي راجع في الاساس الى الابداع ، فالابداع رافد من روافد بناء الحضارة والذي يعني تاليف شيء جديد من عناصر موجودة سابقا فهو القدرة العقلية المدعمة بالذكاء على تركيب صورة جديدة من عناصر قديمة ،وبفضل ابداعات مختلف العلماء والفنانين والفلاسفة استطاعت البشرية ان تتقدم و تزدهر ،لكن ولما كان الابداع محصور في فئة معينة من الناس كان البحث عن العوامل المتحكمة فيه موقع اهتمام العلماء والفلاسفة والمفكرين اذ هناك من يرى ان العوامل المتحكمة في ظاهرة الابداع هي عوامل نفسية مرتبطة بذات الفرد المبدع في حين هناك من اكد على ان العوامل الاجتماعية هي التي تحدد كل ظاهرة ابداعية وامام هذا الجدل القائم نطرح التساؤلات التالية هل تتحكم في ظاهرة الابداع عوامل ذاتية ام اجتماعية ؟ وبتعبير اخر هل العوامل الذاتية وحدها كافية لحدوث ظاهرة الابداع؟
يعتقد عدد من الفلاسفة و العلماء النفس امثال الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون و فرويد وبوانكريه و روني بواريل ان العوامل الذاتية المتعلقة بذات الفرد المبدع هي التي تتحكم في عملية الابداع
ولتبرير موقفهم هذا اعتمدوا على مجموعة من الحجج والبراهين نذكر منها
ان الانسان المبدع يجب ان تتوفر فيه خصال عقلية ونفسية مميزة فيجب ان يكون صاحب ذكاء خارق اي له قدرة على اكتشاف العلاقات الخفية التي تحكم الاشياء وهذا كما يتجلى في مختلف النظريات التي صاغها العلماء مثل النظرية النسبية عند انشتاين .
كما يجبان يكون صاحب ذاكرة قوية وخيال واسع وعليه فان للقدرات العقلية تاثير حاد في عملية الابداع كما ان للجانب النفسي تاثير في كل ظاهرة ابداعية فمثلا حالات القلق او الفرح الشديدين تدفع الى الالهام والابتكار ؛ فالشاعر _على سبيل المثال_ في حالة الانفعال الشديد سيبدع لا محالة في نظم شعره .
يقول برغسون في هذا الصدد :<< ان الاثر العبقري يصدر من انفعال خلاق >> ويقول ايضا << ان العظماء والقدسين والمبدعين لا يبدعون في حالة جمود الدم وانما يبدعون في وجو ديناميكي تتلاطم فيه الافكار >> وقال في نفس السياق << ان كبار العلماء و الفنانين يبدعون وهم في حالة انفعال قوي >> .
كما يجب ان يكون المبدع صاحب ارادة قوية وصبر لان الاكتشاف والوصول الى الابتكار لا يتم الا بعد ساعات طويلة من الانتظار
.........................................................................................
مقالة تانية
الإبداع
مقالة الإبداع
مقالة فلسفية حول التخيل الإبداعي " الإبداع "
هل يعود الإبداع دائما إلى شروط اجتماعية فقط ؟
الطريقة : جدلية :
: ( طرح المشكلة )
من طبع الكائن البشري التكيف والتطلع للتغير في بيئته ، ولذلك فإنّ حالاته النفسية وقدراته العقلية تدفعه للتجديد بغية تحقيق التأقلم مع ظروف محيطه الخارجي ، و هذا ما ينطوي تحت ما يعرف بالإبداع الذي هو إعادة تركيب صور جديدة لا موجودة ولا واقعية وهو خاصية إنسانية وإذا كان سلوك الإنسان عبارة عن ردود أفعال لما يحيط به ، فقد اختلف الفلاسفة و علماء الاجتماع حول شروط الإبداع فمنهم من اعتقد أن عملية الإبداع تعود إلى شروط اجتماعية معينة ومنهم من اعتقد بأن الإبداع راجع إلى عوامل ذاتية ونفسية بالدرجة الأولى ، وهذا التباين الفكري حول الموضوع يسوقنا إلى طرح الإشكال التالي : هل عملية الإبداع والاختراع ترجع بالضرورة إلى الظروف الاجتماعية ؟ ولكن إذا كان أفراد المجتمع يعيشون نفس الظروف وإذا كان الذين يبدعون فئة قليلة فقط ، هل هذا يعني أن الإبداع يرجع إلى الشروط الذاتية النفسية التي يمتاز بها المبدع دون غيره من الناس ؟
العرض : ( محاولة حل المشكلة )
الموقف 1 : ( هنا في الموقف هذا من يقولون أن الإبداع يعود إلى عوامل اجتماعية )
الإبداع سواء كان في المجال الفني أو العلمي أو الفلسفي أو التقني يرجع إلى الظروف الاجتماعية التي يعيشها المبدع هذا ما يراه علماء الاجتماع وعلى رأسهم عالم الاجتماع الفرنسي " إميل دوركايم 1858 . 1917" وان الفاعلية الإبداعية بذلك لا تتبدى إلا في إطار اجتماعي لان الفرد في نظر زعماء هذه المدرسة عجينة في يد المجتمع الذي يوفر له قاعدة الانطلاقة في عمله الإبداعي ، وفي هذا وقد عبر عن ذلك دوركايم بمقولته الشهيرة " إذا تكلم ضمير الفرد فان المجتمع هو الذي تكلم " وكذلك يقول الفيلسوف " بيكار " في أطروحته ( بحث في الشروط الايجابية للاختراع ) " لا يمكن ان يحدث الاختراع إلا إذا سمحت به حالة العلم " إن الإنسان على حسب هذا الموقف لا يبدع من العدم وإنما يبدع انطلاقا من الظروف المحيطة به والتي تمثل الإطار الثقافي والتربة الخصبة التي تنمو فيها الأفكار الجديدة والدليل على ذلك تاريخ العلوم والتقنيات الذي يبين لنا أن بعض الاختراعات تأخرت بسب عدم توفر الظروف الاجتماعية لها ، إن المتتبع لتاريخ المخترعين والمبدعين يلاحظ أنهم تتلمذوا على يد أساتذتهم الذين كانوا أيضا مبدعين يقول الفيلسوف الفرنسي " لورونوار " ( الرسام يتعلم الرسم في المتاحف) كما أن الاختراعات التكنولوجية والعلمية ليست في اغلبها من إنتاج عالم ومخترع واحد بل هي إنتاج عمل مستمر للعديد من العلماء ، فكل إبداع يشهد على روح العصر وحاجياته .
إن المبدع يثري مخيلته وذاكرته وأفكاره بما يتعلمه من الآخرين في مجتمعه، ولقد ازدهرت الحضارة الإسلامية حينما شجع بعض الخلفاء عملية الترجمة ، فراح العلماء يترجمون كتب الغربيين ويتعلمون منها ، ولولا تشجيع الخلفاء والحكام لم يبدع أولئك بالقدر الذي نجده اليوم في تراثنا الفكري . كما أننا لا ننسى أنّ الحاجة أم الاختراع ، فمخترع الهاتف والضوء والطباعة والفرن و الحاسوب يرى حاجة المجتمع لذلك ، فيفكر في طريقة ليسهل بها إما طرق العيش أو طرق طلب العلم ، فانطلاقا مما يحتاجه مجتمعه يبدع وينتج ويخترع ولنا أيضا أن نذكر إبداع بعض الشعراء ، ولا نذهب بعيدا نقف عن الشاعر المعروف عندنا جميعا : مفدي زكريا كاتب النشيد الوطني . كيغ كتب ذلك الشعر الرائع ؟ كتبه انطلاقا من حال مجتمعنا آنذاك وسط الاحتلال والثورة والصمود ، إذن فأن قريحته الشعرية تحركت من خلال الوضع السائد حوله وأمثاله كثرٌ ، فمن كتب عن القضية الفلسطينية شعرا أو نثرا أو مقالا تحرك قلمه وشعوره بسبب ما هو محاطٌ به .
النقد :غير أن القول بان الوسط الاجتماعي هو الشرط الوحيد للإبداع نفي للإبداع في حد ذاته لأنه يجعل من الإبداع نتيجة حتمية لظروف اجتماعية تغيب فيه كل أصالة ومبادرة فردية وهذا إنكار وإجحاف لقدرة المبدع وطاقته الذاتية كما أن العقل لا يقبل هذا الموقف لأنه في هذه الحالة يصبح كل أفراد المجتمع مبدعين لأنهم يعيشون نفس الظروف وهذا مستحيل واقعيا كذلك هذا الموقف أهمل جانبا هما وأساسيا في عملية الإبداع ألا وهو الجانب الذاتي والنفسي بالدرجة الأولى الذي اثبت الفلاسفة وعلماء النفس على تأثيره الكبير في عملية الإبداع والاختراع .
الموقف الثاني : على خلاف الموقف الأول تبنى فلاسفة وعلماء نفس آخرون اتجاها آخر يرجع عوامل الإبداع وشروطه إلى دوافع ذاتية نفسية ومن ممثلي هذا الاتجاه الفيلسوف الفرنسي " بيار جاني " الذي يقول " إن إصرار المبدعين والمخترعين على متابعة أعمالهم على الرغم من معارضة المجتمع لهم ، أهم دليل على أن الإبداع يرجع إلى الحالة النفسية التي يعيشها المبدع أو المخترع وشعوره بالرغبة الملحة في انجاز عمله "، إن التخيل المبدع في نظر علماء النفس يتضمن عناصر نفسية وجدانية تصاحب الإنسان المبدع في كل عماله فتكون في شكل فرح وحماس أحيانا أو قلق وحزن أحيانا أخرى ، والأمثلة على هذا كثيرة فالشاعر مثلا الذي يبدع في مجاله بنظم قصائد رائعة تكون غالبا انعكاسا لحالته النفسية التي يعيشها أو التي عاشها سابقا وحتى المخترع عندما يخترع آلة ما قد قام بذلك الاختراع نتيجة لدافع نفسي يتمثل في الحاجة إليها أو غير ذلك و كذلك يعتقد الفيلسوف الفرنسي " هنري برغسون " بان الانفعال النفسي الشديد يؤدي الى إخراج طاقة إبداعية كامنة عند الفرد .
غير أن إرجاع الإبداع إلى الحالة النفسية يؤدي إلى نشر فكرة العنصرية التي ترى أن وجود الإبداع والاختراع عند الشعوب الغربية دليل على تميزهم العرقي الوراثي فقسموا العالم إلى قسمين : عالم متحضر يحمل الشروط النفسية لبناء الحضارة ، وعالم متخلف تنعدم فيه هذه الشروط والواقع يكذب هذا بالدليل ، فكم من مثقف من الدول المتخلفة هاجر إلى الدول المتقدمة فاخترع وتفوق في أعماله الإبداعية ، فهذا قد هاجر بحثا عن الظروف الاجتماعية الملائمة له .
التركيب : لا يكمن بأي حال من الأحوال إن ننكر دور الظروف الاجتماعية في عملية الإبداع وتطورها ، وبالمقابل أيضا لا يمكننا إهمال دور النشاطات الذاتية للإنسان ممثلة خاصة في الرغبة النفسية للمبدع في عملية الإبداع ، لان كلاهما يساهم بشكل أو بآخر في رسم طريق الإبداع للأفراد أي إهمال لكلا الجانبين يعد تهربا من عنصر هام مشكل لعملية الإبداع لان الواقع والأدلة تثبت تكامل الجانبين الذاتي النفسي والاجتماعي في عملية الإبداع ، إن كل طاقة نفسية تحتاج بالضرورة إلى ظروف اجتماعية ومادية تحويها لتدفع بها الى عالم التحقيق ، إن الشروط الاجتماعية بمثابة مركبة تجلس فوقها الشروط النفسية لتسافر بعيدا في عالم الإبداع .
خاتمة : ( حل المشكلة )
وهكذا نستنتج في الأخير بأن العوامل الاجتماعية ليست الشرط الوحيد في عملية الإبداع ، وإنما الإبداع يرجع أيضا إلى العوامل الذاتية النفسية الكامنة داخل الأفراد ، فليس من المنطق في شيء أن ننكر تميز بعض الأفراد وامتلاكهم لقدرات غير عادية ولكن لا نهمل دور العوامل الاجتماعية في إخراج تلك القدرات ومساعدتها على الظهور ، فالإبداع إذن هو تفاعل العامل النفسي مع العامل الاجتماعي حتى ينتج ثمرة متكاملة .