المقالة علاقة الاخلاق بالسياسة مقالة فلسفية: حول علاقة انظمة الحكم السياسي بالاخلاق".
في موقع،{{ الحل المفيد}}، نطرح عليكم طلاب وطالبات bac البكالوريا للسنة أولى والثانية والثالثة ثانوي ملخص شرح تحليل وتحضير النصوص والمقالات الفلسفية باك 2023 2024 جميع الشعب كما نقدم لكم الأن أعزائي التلاميذ إجابة السؤال الفلسفي القائل... ______المقالة علاقة الاخلاق بالسياسة مقالة فلسفية: حول علاقة انظمة الحكم السياسي بالاخلاق".
إجابة السؤال هي
المقالة
علاقة الاخلاق بالسياسة
.مقالة فلسفية: حول "علاقة انظمة الحكم السياسي بالاخلاق".
&الموضوع : هل من الضروري مراعاة المطالب الاخلاقية في ممارسة السياسة.
*المقدمة : ان الانسان كائن اجتماعي مدني بحكم طبيعته البشرية .فتراه يخوض حياة سياسيةوحياة اخلاقية .ولكن اذا كان الهدف من ممارسة السياسة هو الحفاظ على المصالح كواقع لايمكن انكاره والاخلاق تطالبنا بان تكون افعالنا مطابقة للقواعد الاخلاقية الروحية فانه يقع هنا تعارض بين العلاقة التي تجمع بين السياسة بالاخلاق .فهناك من يقول بوجوب التقيد بالاخلاق في العمل السياسي وبين رافض لذلك. فهل يقتضي استبعاد الاخلاق عن السياسة ام لابد من الالتزام بالقواعد الاخلاقية عند ممارسة الحكم السياسي؟.
*التحليل : بالطريقة الجدلية
,1/ عرض الموقف القائل : ان ممارسة السياسة تقتضي استبعاد كل ماهواخلاقي او ديني روحي .بمعنى ان انه يتعين على الحاكم ان لا يتقيد بالقيم الخلقية والدينية اثناء ممارسته للسياسة.لان تدخل الدين والاخلاق من شانه اضعاف الدولة وتعريضها للانهيار والتلاشي.ولهذا نصح "نيكولا ماكيافيل الملك قائلا : " انه من خير الملك ان لا بنظر الى قيمة اخلاقية او دينية .فهناك من الفضائل ما قد تؤدي الى تدهور و انهيار حكمه . كما ان هناك من اللافضائل ما قد تؤدي الى رفعته." معنى ذلك ان تحلي الملك بفضيلة الحوار واسلوب الليونة والمرونة مع افراد شعبه يعد ضعفا في الحاكم وبالتالي ضعفا ايضا في الحكم.فهي فرصة لخصومه من اجل التمردعليه والاطاحة بحكمه.لان الطبيعة البشرية شريرة كما قال "ط.هوبز" الانسان ذئب للانسان". وعلى الملك للحفاظ على حكمه اللجوء الى التحلي باللافضائل كاستعمال الحيل والمكر والقوة تجاه خصومه .ولا قال "ماكيافيل " :"اضرب بقوة واعطف قليلا. معنى ذلك اضرب بقوة كل من تسول له نفسه المساس بسيادة الدولة وامنها واستقرارها ووحدة ترابها."فالغاية تبرر الوسيلة" على حد تعبير ماكيافيل.فالغاية هنا الحفاظ على سيادة الدولة ووحدة ترابها هي حجة لاستعمال الوسائل اللامشروعة كالعنف والقوة .وهي اساليب اللاخلاقية. *نقد الموقف الاول القائل بضرورة استبعاد الاخلاق والدين عن السياسة واستعمال القوة لو اقتضى الامر لذلك فان هذه دعوة صريحة للتعسف في حقوق الانسان ومساس بكرامتهالانسانية. وان أي حكم سياسي قام على اساس القوة والعنف فهو محكوم عليه بالزوال مثلما زالت الانظمة النازية والفاشية تاريخيا.واما الحكم السياسي القائم على احترام الغير وتقديس حريته فانه يبقي ويدوم.
2 / عرض الموقف القائل بضرورة الالتزام بالقواعد الاخلاقية عند ممارسة السياسة. وذلك لابقاء الثقة بين المحكوم والحاكم دوما.وان كل من يستعمل الكذب والحيل والمكر فانه من شانه ان يفسد العلاقة بين الحاكم والمحكوم.وهذا ما ذهب اليه الحكيم الصيني "كونفوشيس" ان اساس قيم الدولة هو الحفاظ على فضيلة الثقة بين الحاكم والمحكوم .لان الغاية من ممارسة الحكم السياسي هو ترقية الانسان وجعله يعش حياة فاضلة ويشعر بكرامته الانسانية ويشعر بروح المواطنة في بلده ولايتاتى ذلك الا "بتحويل الحاكم قوته الى حق وطاعته الى واجب" على حد قول "ج ج روسو".فممارسة السياسة ليست غاية في حد ذاتها .والا تحول الانسان فيها الى اداة اوسلعة .وانما ممارسة السياسة هي وسيلة لاسعاد البشرية وذلك بجعل الانسانية فوق كل الاعتبارات الاخرى.وتصبح السياسة اداة لنشر الفضائل الاخلاقية لان مصير الانسانية واحد هو العيش في سلام دائم .وهذا يتطلب التكامل بين عمل السياسة ووعمل الاخلاق معا.ولهذا قال" بتراند راسل" :" الشئ الوحيد الذي يحرر البشرية هوالتعاون وان اول خطوة فيه انما تتم في قلوب الافراد." ولهذا فان قيمة السياسة في التقيد باخلاق الواجب وان تكون هذه السياسة مستمدة من المثل السامية منها كما قال "امانويل كانط" النزاهة افضل سياسة وانها الشرط المطلق لاية سياسة." فتحلي كل من الحاكم والمحكوم معا بفضيلة النزاهة في اقامة علاقات بينهما هي التي تحقق السلام الدائم للشعوب.
*نقد الموقف القائل بضورة الجمع بين الاخلاق والسياسة في جميع الاحوال هو مجرد كلام ميثالي صعب لتحقيقه على ارض الواقع.لكون الطبيعة البشرية تحمل في طياتها طابع التناقض فهي تارة تحمل بذور خيرية كالرغبة في العيش بسلام .وتارة اخرى تحمل بذور شريرة كالدخول في الحروب ومثال ذلك ان الانظمة الديموقراطية الغربية التي تزعم انها ناقلة الحضارة الانسانية لغيرها تتناقض مع نفسها باستعمال وسائل اللامشروعة كالحروب انها تستعمل الحضارة والديموقراطية ذريعة لتحقيق اغراضها الاستعمارية التوسعيةعلى حساب الشعوب المغلوبة على امرها.
3 / التركيب : لتحقيق التكامل والانسجام بين ممارسة السياسة والتحلي بالقيم الاخلاقية يستوجب وضع كرامة الانسان فوق كل الاعتبارات المصلحية الضيقة والانانية.ولكن في بعض الاحيان تضطر السياسة استبعاد الاخلاق وذلك حينما تتعرض الدولة الى ظروف عصيبة بحيث تهدد كيانها ووجودها بحيث في غياب دولة قوية لاوجود لحرية او استقرار اجتماعي وتطور اقتصادي
*الخاتمة : ان بقاء العلاقة بين الحياة السياسية والحياة الاخلاقيةواستمرارها مرهونة بمدى معرفة الانسان لهما والتي تساهم بدورها في نضج الوعي الحضاري لدى الانسان بقيمتهما معا .