. هل يمكن القول أن الفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفة اليونانية؟
هل الفلسفة الإسلامية دخيلة أم أصيلة
الحل - مقالة فلسفية - مقدمة - موضوع حل المشكلة - خاتمة الموضوع حول السؤال الفلسفي الذي يقول.... هل يمكن القول أن الفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفة اليونانية؟
هل الفلسفة الإسلامية دخيلة أم أصيلة
بحث عن هل يمكن القول أن الفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفة اليونانية؟
هل الفلسفة الإسلامية دخيلة أم أصيلة
يسرنا أن رحب بكم في موقع الحل المفيد alhlmfid.com للعلوم والفلسفة بكالوريا اداب و فلسفة نرحب بكم طلابنا الاعزاء في موقعكم التعليمي الأول لدراسة علم البكالوريا لغة عربية اداب وعلوم الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم جميع مقالات المقارنة والمقدمات لجميع المواضيع الجدلية الفلسفية وخاتمة لجميع المقالات من دروس الفلسفة مستعينا بمجموعة من المعلمين والمعلمات المتخصصين بالعلوم الفلسفية لجميع المراحل التعليمية والثقافية سنة اولى وثانية والثانوية العامة كما نقدم لكم الأن في موقعنا موقع الحل المفيد إجابة السؤال التالي... هل يمكن القول أن الفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفة اليونانية؟
هل الفلسفة الإسلامية دخيلة أم أصيلة
الإجابة هي كالتالي
هل يمكن القول أن الفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفة اليونانية؟
هل الفلسفة الإسلامية دخيلة أم أصيلة؟
الحل هو
من المعلوم أن العرب في شبه الجزيرة العربية قبل بزوغ فجر الإسلام لم يكن لهم علوم ولا علماء، وكانت الأمية هي السائدة عندهم. ولما اتسع الفتح الإسلامي وعظمت الخلافة الإسلامية توفرت شروط النهضة الحضارية وظهرت الفلسفة الإسلامية، ولهذا اختلفت وجهات النظر حول مدى أصالة التفكير الفلسفي الإسلامي في الإسلام، بين القائل أن الفلسفة الإسلامية امتداد للفلسفة اليونانية والقائل أنها إنتاج عقلي أصيل ينتمي إلى البيئة التي أصدرته بأكثر من سبب. فهل تعد الفلسفة الإسلامية مجرد استمرار للحركة الفلسفية عند اليونان أم أنها إنتاج عقلي أصيل نابع من البيئة التي أصدرته بأكثر من سبب أم أن الفلسفة الإسلامية مزيج بين الأصالة والتقليد؟
يرى مجموعة من الفلاسفة المستشرقين من بينهم "إرنست رينان" أن الفلسفة الإسلامية مجرد امتداد للفلسفات الأخرى ومن بينها اليونانية، لأنه يظهر كعامل التأثير الخارجي لنشأة التفكير الفلسفي لدى المسلمين من خلال الاحتكاك الحضاري بالشعوب والأمم الداخلة في الإسلام حيث تم تقارب واندماج مباشر، فتأثروا بثقافتهم ومذاهبهم وظهرت تيارات فكرية حرة وانتعش الفكر الفلسفي من خلال الترجمة والنقل وهذا ما جعل "ارنست رينان" يقول: "إن الفلسفة الإسلامية ما هي إلا فلسفة يونانية مكتوبة بأحرف عربية إسلامية" وقد تم ذلك في العهد الأموي على يد المأمون بعد حلم يقال انه رأى فيه أرسطو وكأنه يحفزه أن ينقل كتب الفلسفة إلى العربية ولم يجد المأمون حوله غير السريان ومنهم حنين بن إسحاق وابنه إسحاق وقسطا بن لوقا البعلبكي. ولهذا تأثر "الفارابي" بكتاب أفلاطون الجمهورية وكتب على منواله المدينة الفاضلة، وابن رشد شرح كتاب "أرسطو" في الطبيعيات إلى آخره...ولقد أكد بعض الفلاسفة على أن العرب ليس لهم فلسفة وما يعرفون إلا الأدب والشعر، وهذا ما يؤكده "هنري كوربان". وكذلك استند "رينان" و "كوزان" و "جونبيه" إلى الدراسات اللغوية ليخرجوا منها إلى تقسيم الشعوب إلى سامية وآرية فالأولى أقل تركيبا – أي تتميز بالغباء – أما الشعوب الآرية تتميز بالعبقرية. ولهذا يقول "رينان": "أنا أول من عرف أن الجنس السامي إذا قوبل بالجنس الهندي الأوروبي يعتبر حقا تركيبا أدنى للطبيعة الإنسانية، فالروح السامية تمتاز بالوحدة والبساطة أما الروح الآرية فإنها تمتاز بالكثرة والتعقيد".
حقيقة لقد تأثرت الفلسفة الإسلامية بالفلسفات الأخرى ولكن هذه المرحلة الأولى أو الابتدائية ولكنهم أبدعوا بعد ذلك فلسفة خاصة ومتميزة عن الفلسفات الأخرى. وما فكرة التمييز بين الأجناس إلا تفكير عنصري، وعلماء البيولوجيا قد أثبتوا بالأدلة العلمية بطلان الدعوى العنصرية، وإمكان وجود عنصر ذي خصائص ثابتة عبر التاريخ.
وهذا ما جعل البعض يرى أن الفلسفة الإسلامية أصيلة نابعة من بيئتها ومن بينهم "روجي غارودي" و"زيغويد هونكة" اللذان يؤكدان أن المسلمين لهم فلسفة. وما يؤكد أقوالهم أن الفلسفة الإسلامية لها عوامل داخلية أدت إلى نشوئها وهما القرآن والسنة حيث أن القرآن يحتوي على آيات تدعو إلى التفلسف وهذا في قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن..."(سورة النحل 125) ولهذا تضمن القرآن الكريم دعوة صريحة للتفلسف، أي التفكير والتأمل، وهي الدعوة التي نجدها في كثير من الآيات مثال ذلك قوله تعالى: "أو لم ينظروا إلى ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء"، وقوله: "فاعتبروا يا أولي الأبصار". ضف إلى ذلك أن المسلمين لم يبق الاعتماد والاكتفاء لديهم على القرآن والسنة فقط بل اعتمدوا على الرأي (القياس والإجماع) لأن هناك جزئيات كثيرة ظهرت تتطلب من المسلمين أن يحكموا عليها إما حسب العرف أو حسب إدراكهم وتصوراتهم وفهمهم للمعاني المختلفة (كالخير، العدل، الأخلاق) وغيرها من المسائل المعقدة في الحياة المتجددة. ولهذا يقول "عبد الحليم محمود" أن كتب الفلسفة لم تترجم في زمن الحسن البصري وواصل بن عطاء الذين عالجوا بعض المشكلات الفلسفية وأبدوا آراء فيها مثل قضية الجبر والاختيار: "لم تكن الكتب اليونانية مترجمة إذ ذاك إلى اللغة العربية مع ذلك فإن المشكلات الفلسفية الخاصة بالتنزيه والعدالة وصلة الله بالإنسان والعالم قد أثيرت ونوقشت وأبدى زعماء الفكر الإسلامي فيها رأيهم".
لكن لا يمكننا إنكار أن الفلاسفة المسلمين قد احتكوا بالفلاسفة غيرهم وتأثروا بهم، نظرا لأن الإنسان لا يبدع من العدم ولهذا اطلع المسلمون على الفلسفات الشرقية واليونانية وغيرها وتأثروا بها.
وبهذا فالفلسفة الإسلامية أصيلة وتأثرت بالفلسفة اليونانية، لأنها في البداية أخذت من الفلسفات الأخرى في المرحلة الأولى ثم انتقلت إلى مرحلة الإبداع والتجديد. وهذا من خلال أعمال "ابن رشد" في العلاقة بين الدين والفلسفة و"ابن خلدون" في علم العمران وغيرهم.
حل المشكلة: نستنتج أن الفلسفة الإسلامية هي امتداد وأصيلة في نفس الوقت لأنها مرت بمرحلة النقل والترجمة ثم مرحلة الإبداع والتجديد وتعتبر بذلك حلقة مترابطة لتاريخ الفكر الفلسفي .
.