موضوع الأدب المهجريّ بكالوريا علمي أدبي
تعبير موضوع الأدب المهجريّ بكالوريا علمي أدبي
تحليل نص موضوع الأدب المهجريّ بكالوريا علمي أدبي
أهلاً بكم زوارنا الكرام على موقع الحل المفيد الموقع الإلكتروني التعليمي المتميز والمتفوق بمعلوماته الصحيحة كما نقدم لكم اجوبة مختصرة على أسالتكم المتنوعة من المناهج الدراسية والعلوم الثقافية والتاريخية والاخبارية باجابة مفيدة كما ننشر لكم أعزائي الطلاب في صفحة موقع( الحل المفيد alhlmfid.com) ملخص أهم الدروس وحلول الواجبات والمراجعات لجميع المواد الدراسية للفصل الدراسي الأول والثاني المنهج الجديد كما نقدم لكم إجابة السؤال التالي.... موضوع الأدب المهجريّ بكالوريا علمي أدبي
الحل هو
بكالوريا علمي أدبي موضوع الأدب المهجريّ
- إنّ الظلم والقهر والفقر الذي عاشه الإنسان العربيّ كانوا أسباباً للهجرة عن الأوطان، وكان من بين الذين نزحوا عن شاطئ البحر المتوسّط إلى ضفاف العالم الجديد جماعة من الشباب الذين حملوا بين جوانحهم قلوباً متوثّبةً للحرّية والإنصاف، وفكراً نيّراً وخيالاً خصباً، أولئك هم الأدباء الذين شكّلوا بنتاجهم الأدبيّ أدب المهجر.
-حيث عاش الشعراء المهجريّون في عالم طغت فيه المادّة ، وماتت في المشاعر والأحاسيس وكلّ ماهو جميل في الحياة ،ومن الشعراء الذين عبّروا عن استنكارهم المجتمع المادّيّ في بلاد المهجر الأديب جبران خليل جبران الذي عكس في قصيدته " الغاب " ضياع المغرّبين في عالمٍ اختنقت فيه الأصوات الرقيقة في ضجيج المصانع وصفير البواخر، ممّا جعلهم يبحثون عن عالمٍ مثاليٍ بديلٍ يعيشون فيه في مخيّلتهم بعيداً عن ناطحات السحاب ومدائن الضياع ، وهذا ما عبّر عنه جبران بقوله :
هل تخذت الغاب مثلي منزلاً دون القصور؟!
فتتبّعت السواقي وتسلّقت الصخور.
ولم يجد الشعراء المهجريّون بديلاً عن هذا العالم المادّي إلّا الطبيعة الأمّ لما فيها من جمالٍ وصفاء ونقاء يعود بالإنسان إلى فطرته السليمة، فطالبوا الإنسان بالعودة إلى رحاب الطبيعة علّه ينسى أيّام الحزن والشقاء الماضية ،ولا يجهد عقله بما ينتظره في الأيّام القادمة، وهذا ما أراده جبران حين طالب الإنسان باتخاذ العشب الأخصر فراشاً والسماء غطاءً بين أحصان الطبيعة الساحرة حيث قال:
هل فرشت العشب ليلاً وتلحّفتَ الفضا ؟!
زاهداً فيما سيأتي ناسياً ما قد مضى.
ولكنّ هذا العالم الجديد الذي عاش فيه الشعراء المهجريّون بكل مافيه من تقدّمٍ وحصارةً جافّة لاروح فيها لم ينسِ الشعراء أوطانهم، بل جعلهم يقارنون بين قيم هذا العالم القائمة على المادّة والغرق في متطلّبات الحياة وقيم وطنهم القائمة على المحبّة والجمال والإخاء والعطاء ،لذلك برز في الشعر المهجريّ ذلك الانتماء إلى قيم الوطن الروحيّة، ومن الشعراء الذين عبّروا عن انتمائهم إلى قيم الوطن الروحيّة الشاعر "نسيب عريضة " الذي انشطرت روحه إلى نصفين ،نصفٍ يعيش معه في الغربة ونصف يعيش في ذكريات الماضي الجميل في أرض الوطن غير مبالٍ بهذه الحياة المادّية القاسية التي يعيشها في المهجر حيث قال :
أنا المهاجر ذو نفسين واحدةٍ تسير سيري، وأخرى رهن أوطاني
ما إن أبالي مقامي في مغاربها وفي مشـارقها حـبّي وإيـمـاني .
وبالإضافة إلى إبراز الشعراء انتماءهم إلى قيم وطنهم الروحيّة ، نجدهم يتطلّعون إلى عالمٍ يسود فيه الإخاء والسلام، وكأنّهم يبغون لهذا العالم المادّي القاسي الذي يعيشون فيه أن يكون صورةً جميلة عن وطنهم المتّسم بتلك القيم الإنسانيّة النبيلة، ومثل هذا التطلّع نلمحه عند الشاعر المهجريّ
" إيليّا أبو ماضي " الذي تاقت نفسه إلى عالمٍ قائمٍ على المحبّة بعيداً عن عالمٍ قائمٍ على المصالح والمادة، عالمٍ يعيش فيه الإنسان مع أخيه الإنسان بسلامٍ وأمان كما تعيش حمامات السلام بقوله :
إنّما شوقي إلى دنيا رضا وإلى عصرِ سلامٍ وإخاء .
-وهكذا نرى أنّ الأدب المهجرّي قد عالج مشكلاتٍ إنسانيّة وأزماتٍ نفسيّة خلّفتها ظروف الغربة القاسية التي عاشها الإنسان العربيّ في بلاد المهجر،حيث أعلن الشعراء رفضهم لقيم المجتمع المادّي الذي عاشوه في غربتهم مبرزين انتماءهم لقيم وطنهم الروحية ،متطلّعين إلى عالمٍ يعيش فيه الإنسان بحرّية وسلام.