ملخص تحليل نص (اخلاص متبادل)
سنة ثانية جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية
شرح قصيدة تحليل نص (اخلاص متبادل)
مرحباً بكم طلابنا الاعزاء في موقع الحل المفيد alhlmfid.org يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم تحضير وتحليل وشرح ملخصات المناهج الدراسية الجديدة لجميع مراحل التعليم في الوطن العربي كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات في موقع الحل المفيد من كتاب الطالب اللغة العربية للسنة الثانية باك جدع مشترك وعلوم إنسانية ما يأتي تحضير تحليل نص (اخلاص متبادل).
الإجابة هي كالتالي
تحليل نص (اخلاص متبادل)
أولاـ تــمـهــيــد:
1) تعريف الحوار: الحوار شكل من أشكال التواصل، وطريقة من طرائق التعبير، يتبادل فيه الكلام شخصان أو أكثر، وهو من أهم الأساليب التعبيرية التي تحضر في مجموعة من الأجناس الأدبية، بالخصوص الفن المسرحي، وكذا القصة والرواية والمقامة والمناظرة...، غير أنه يعتبر أداة التخاطب الأساسية في المسرح، لذلك فهو يشكل الخاصية المميزة للمسرحية عن سائر الأنواع الأدبية الأخرى.
ويتميز الحوار بعدة خصائص منها: الاقتصاد في الكلام، الوضوح في المعاني، الطابع الذاتي للخطاب، التلقائية في الكلام، الإنشائية في الأسلوب.
2) أنواعه: ينقسم الحوار إلى نوعين أساسيين:
- حوار خارجي بين شخصيتين أو أكثر.
- حوار داخلي: بين الشخص وذاته.
3) أشكاله:
- حوار مباشر: ويتميز بحضور علامات طباعية كالعارضة ( - )، وعلامات التنصيص، والأفعال المعلِنة عن بداية الحوار أو استئنافه أو نهايته، مثل: قال، وأجاب، ورد...
- حوار غير مباشر: وهو الأكثر توظيفا في الكتابة القصصية، ويضطلع فيه السارد بنقل أقوال وتلخيصها وانتقائها.
4) وظائفه: للحوار عدة وظائف، نذكر منها:
الوظيفية الإخبارية والتفسيرية، الوظيفة الوصفية، الوظيفة الدرامية
5) بنية الحوار ونظامه: يتشكل النص الحواري ذو البنية البسيطة من ثلاثة مقاطع:
- مقاطع الافتتاح: وهي التبادلات الكلامية التي يستهل بها الحوار، وقد يكون الافتتاح بمقطع سردي قصير.
- مقاطع العرض: وهي التي تقدم موضوع الحوار وتعكس التفاعل في المواقف بين المتحاورين.
- مقاطع الاختتام: وهي الردود والأقوال التي يُختتم بها الحوار.
التعريف بالكاتب:
توفيق الحكيم: كاتب مصري، ازداد بالإسكندرية سنة 1878. له أعمال كثيرة نذكر منها: أهل الكهف، أوديب ملكا، ومسرح المجتمع الذي اقتطفنا منه هذا النص.
ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص
أ- نوعية النص:
بناءً على مجموعة من المؤشّرات من قبيل: الحوار، والعوارض، وتعاقب الأسماء (المندوب، الزوج، الزوجة، الفتاة)، يتبين لنا أننا إزّاء نصّ حواري حكائي.
ب- تحليل صورة:
هذه الصورة هي شعار المسرح المتعارف عليه، وهو عبارة عن الوجهين: الباكي ويمثل المأساة او التراجيديا, والوجه الضاحك الذي يمثل الملهاة أو الكوميديا.
ج- قراءة في العنوان:
تركيبيا: العنوان مركب وصفي، يعرب خبرا لمبتدأ محذوف، تقديره "هذا".
دلاليا: يدل العنوان على فضيلة الإخلاص الذي تتحلى به شخصيتان أو أكثر، في علاقة الواحدة منها بالأخرى، ولعل السؤال الذي يثار هنا، هو: إلى أي حد يصدق هذا الإخلاص؟
د- فرضيّة النصّ:
انطلاقا من عنوان النص، وبدايته، ونهايته، نفترِضُ أننا أمام نص حواري، سوف يتمحور حول رغبة الزوج في تأمين على حياته لفائدة زوجته بعد مماته. لكن ظهور الفتاة فجأة أفشل هذه العلاقة الزوجية من أساسها، و بناء عليه فإن المسرحية تعتبر مرآة عاكسة للوضع الاجتماعي المتردي للحياة الزوجية الهشة.
ثالثا: فـــهــم الــنــــص
1- الفكرة العامة:
انكشاف حقيقة إخلاص زائف بين زوجين، بعدما وضعتهما فتاة مريضة نفسيا أمام خيار قتل أحدهما دون الآخر، فكان كل واحد منهما يقترح عليها قتل الآخر.
2- أفكار النص الجزئية:
- إقدام زوج على توقيع تأمين الوفاة الذي يخول لزوجته أخذ ألفي جنيه بعد مماته؛
- اشتراط الزوج على المندوب إخفاء حقيقة التأمين عنها بدعوى عدم قدرتها على تحمل الخبر؛
- إطلاع المندوب الزوج على أن زوجته، إذا توفيت قبله ستضيع أقساطه التأمينية دون جدوى؛
- تعبير الزوج عن عدم اكتراثه بالمال بعد موت زوجته؛
- ظهور فتاة الجيران، وهي تحمل مسدسا قاصدة به قتل أحد الزوجين اللذين يتظاهران بالإخلاص المتبادل؛
- انكشاف زيف إخلاص الزوجين بعدما حاول كل واحد منها إبعاد الموت عنه وإصابة به الآخر؛
- إطلاق الفتاة طلقة بارود موهمة نفسها المريضة بالقتل، واعتذارها عما فعلته في حق الزوجين، اللذين قتلت فيهما حياتهما الزوجية حسب تعبير الزوج.
رابــعــا: تــــــحــلـــيــل الــنــص:
1- شخصيات النص:
تكتمل أدوار الشخصيات في الحوار المسرحي عن طريق التدرج، وهذا ما نلاحظه في دوري الزوج والزوجة اللذين كشفا عن حقيقة مشاعرهما في نهاية الأحداث المسرحية. ويمكن توضيح ملامح شخصيتهما كالآتي:
الزوج: مخادع يلعب لعبة الوجه والقناع، الوهم والحقيقة، يتظاهر بالوفاء والإخلاص.
الزوجة: هي الأخرى تبادل زوجها الخداع بينما توهمه أنها تخلص له، تتظاهر بالحب والوفاء.
المندوب: يعمل في شركة التأمين، ومخلص في عمله. يبدو أنه كان مدركاً لحقيقة هذه العلاقة المزيفة بين الزوجين من خلال العبارات التالية : "إخلاص متبادل".."اطمئن".."إذا توفيت أرملتك قبلك".."لن أدخل هذا البيت قبل أن أؤمن على حياتي لمصلحة الأولاد". والملاحَظ أن هذه العبارات تدلّ على التعجب والسخرية.
الفتاة: مجنونة ترمز إلى الحقيقة النفسية، التي انكشفت فكشفت حقيقة الزوجين، مما جعل تعايشهما مستحيلا.
2- نوع الحوار:
حوار خارجي بين الشخصيات.
3- طبيعة لغة النص:
تميز توفيق الحكيم في هذا النص الحواري بقدرته على استثمار المعجم العربي الشفاف الأكثر تأثيرا في نفسية المتلقي، كما تميزت هذه القدرة بالبراعة والانسيابية في تشكيل الصور التعبيرية والرمزية المثيرة؛ مما يجعل القارئ يحس بتنقله بين عوالم الحياة الاجتماعية. ونجد أن المعجم يتوزع إلى حقلين:
حقل الإخلاص: السعد، مبروك، موتي قبلها، أنا أشدّ منها انزعاجاً، شديدة الإخلاص، رقيقة الشعور، إخلاص متبادل...
حقل المكر والصراع: يزعجها، مسدس، يؤرقها، يحتال، تكذب، أيها الوغد، إنها ليست حامل...
نلاحظ هيمنة حقل المكر والصراع الذي يحيلنا على حقيقة مشاعر الزوجين الموصوفة بالسّلب وانعدام الإخلاص.
نلاحظ أن العلاقة بين الحقلين هي علاقة تنافر وتضاد لأن في البداية كان الإخلاص متبادلا بين الزوجين في معتقد الناس. وفي الأخير كشفت الخيانة وأن هذا الإخلاص مزيف.
4- علامات الترقيم:
تكتسي أهمية خاصة في الحوار المسرحي، ومن جملة ذلك احتواء النص على: علامة التعجب – علامة استفهام – نقطتا تفسير – فاصلة – نقطة … والهدف من ذلك هو تنظيم حوارات الشخصيات وترتيب أدوارها .
5_ الأساليب اللغوية:
زاوج الكاتب في نصه بين الأسلوب الخبري الذي يتمظهر من خلال مجموعة من الجملة الخبرية الفعلية والاسمية المقتضبة، والأسلوب الإنشائي الذي تمثل في: النداء: "أيها المندوب، يا سهام"، والأمر: "اقتلي، صه"، والاستفهام: "من هذه؟"
والغاية من تنويع الأساليب، التعبير عن مشاعر الشخصيات، وتجسيد حالتها النفسية، ومواقفها الحياتية.
6_ الإرشادات المسرحية:
الإرشادات المسرحية هي الجمل الواردة بين قوسين، ودورها إبراز ردود أفعال الشخصيات، ومشاعرها. ومن أمثلة ذلك: "وهو يلقي على العقد نظرة أخيرة، وهو يتناول منه القلم، بخوف، هامسا في رعدة، فزعا، صائحة برعب..."
7_ مقاصد النص وأبعاده:
يسعى النص إلى تحقيق مجموعة من المقاصد، منها:
_ الإخلاص الحقيقي أساس بناء حياة زوجية مثالية.
_ الالتزام بالإخلاص الحقيقي المبني على أسس التضحية والحب والتآزر.
_ الحياة الزوجية القائمة على الخداع تنهار عند مواجهة أبسط التحديات.
خامــســا: تــــــركـــــيــب الــنــص
نستنتج مما سبق أن نص "إخلاص متبادل"، هو نص حواري للكاتب المصري توفيق الحكيم مقتطف من مؤلفه "مسرح المجتمع"، يعالج فيه قضية اجتماعية، تتمحور حول العلاقات الزوجية. وقد قدمها في قالب سخري، كشف من خلاله زيف الإخلاص والوفاء بين زوجين، وفضحَ العلاقة المزيفة بينهما. وقد حافظ الكاتب في نصه على مقومات الكتابة المسرحية من خلال همينة الحوار، واعتماد فضاء زماني ومكاني محدد، والاستعانة بالإرشادات المسرحية، والمزاوجة بين الأسلوبين الخبري والإنشائي من أجل إيصال أفكار الشخصيات ومشاعرها إلى المتلقي. ولعل الرسالة التي أوصلتها لنا المسرحية، هي كون الإخلاص الحقيقي أساس بناء حياة زوجية مثالية، وأن أي علاقة تبنى على الخداع مهددة بالانهيار في أية لحظة.
..