مقالة المنطق الصوري ثانية ثانوي
ﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻳﻌﺼﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ ؟ "
ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺠﺪﻟﻴﺔ :
-# ﻃﺮﺡ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ : ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﻟﺪﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺇﻻ
ﺇﻥ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺷﺮﻭﻁ ﺻﺤﺘﻪ ﺗﻢ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺻﺎﻧﻌﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ
ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺳﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺁﻟﺔ ﺗﻌﺼﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﻬﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻃﻴﻠﺔ
ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻫﻮ
ﻳﺆﺳﺲ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ
ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻣﻬﺎ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺣﻮﻝ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻭﻛﻮﻧﻪ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺣﺘﻰ ﻻﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ , ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻧﻄﺮﺡ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : ﻫﻞ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻪ ؟ ﺃﻭ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ
ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ؟.
2 #– ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺣﻞ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ :
ﺃ - ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ( ﻭﺣﺠﺠﻬﺎ ﻭﻧﻘﺪ ﺣﺠﺠﻬﺎ ) : ﻳﺮﻯ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﻧﺠﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺭﺳﻄﻮ , ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ ﻭ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ ﻭ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻭ ﻫﻨﺮﻱ ﺑﻮﺍﻧﻜﺮﻳﻪ
ﻭﻻﻳﺒﻨﺘﺰ ﺣﻴﺚ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
ﺃﻭ ﻋﻠﻢ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻧﻪ ﺁﻟﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ , ﻭﻷﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎً ﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ
ﺗﻬﻴﺊ ﻟﻪ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﻫﺬﺍ ﺳﺒﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﺗﺄﺧﺬﻧﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺳﺴﺖ ﻫﺘﻪ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﻧﺒﺪﺃﻫﺎ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻟﻠﺬﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﺔ ﻭﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍ
ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﺤﺺ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻛﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ
ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ - ﻗﺒﻞ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﻭﻏﻴﺮﻩ - ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ
ﻣﺴﻤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻓﻬﺎﻫﻲ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻘﻞ ( ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ، ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ
ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ، ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻉ ، ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ، ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ، ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻐﺎﺋﻴﺔ)
ﻣﺜﻼ ﺳﺎﻫﻢ