تحضير نص الطبيعة والإنسان
ملخص وحل وتحليل دروس اللغة العربية المنهج الجديد للسنة الأولى والثانية والثالثة والرابعة متوسط الجيل الثاني
موقع الحل المفيد الموقع الإلكتروني التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم 2024 2025 يسرنا بزيارتكم أن نقدم إجابة السؤال القائل...
تحضير نص الطبيعة والإنسان
الحل هو //
نص فهم المنطوق الطبيعة والانسان
كان يومُ الأحد أَوَّلَ يوم من فصلِ الرّبيعِ، وكانت جميعُ هذه المخلوقاتِ التي تعمر هذه الأرياف من جبال ووديان وأشجار وأزهار وحيوانات من حوش وطيور، كلّها تنتظر بفارغ صبرها طلوعَ الشّمس من مخبئها، عندما بزغَتِ الشمسُ وظَهَرَ لأولِ مرَّةٍ منذ أشهر طوال، أَوَّلُ شُعَاعِها يلمع كأنَّه قضيبٌ ذهبيٌّ مرصَّعٌ بلآلِئ دُرِّيةٍ، فازدهرت الأزهار وأخذتِ العصافير تغني أجمل ألحانها وخرجت الوحوش من أدغالها لتشاهد هذا المنظر الفَذّ البديعَ، ولم تكن هذه الحيواناتُ وهذه النباتاتُ وحدها محتفِلةً بهذا اليوم الجميل، بل كان بينهم من النّوع الإنسانيّ من يشاركُهم في أفراحهِم، وهو «عليّ » الشابّ الرّيفيّ الّذي كان جالسا على هَضَبَةٍ يشاهد من بعيد غَنَمَهُ تَرْعى، وهو يعزف بكلّ قواه على مزماره، وفي تلك اللّحظة، ظهرت امرأة تحمل بين يديها طفلا صغيرا، تمشي بخُطوات سريعةٍ قاصدة البحيرة وهي مُصْفَرَّةُ الوَجْهِ مضطربة الفكر باكيّةُ العين.
وضع عليّ مزماره، وطَفَقَ يلاحظها من دون أن تراه، وهو يتعجّب من الباعث الّذي أتى بها في هذا الصَّباحِ الباكرِ، وما هي إلاّ بُرْهةٌ قصيرة حتى وصلت المرأة إلى ضفاف البحيرة ووضعت حِمْلَها على الرَّمْلَةِ النّاعمةِ، وهو ولدٌ صغيرٌ ) لا يتجاوز عمْرُهُ بضعةَ أشهر(. وأخذت هذه الأمّ العجيبة تتأمّله آنا، والبحيرة أخرى، ثم انحنَتْ على الطّفل وطبعت على خدَّيْه قُبلتينِ حارّتينِ وعيناها تَسُحَّان العَبَراتِ ثم انتصبت قائمة، وبعدما ألقت عليه نظرة أخيرة كلّها عطف وحنان خاطبته قائلة:
– الوداع يا عزيزي ! أنت في كنف الله يا بني ورعايته ! ثم قَفَلَتْ راجِعةً من حيث أتَتْ، وقلبها يَقْطُرُ دما، ولكنّ عليا الّذي كان يشاهد من أعلى الهضبة هذا الحادث المؤلم، قفز من مكانه منطلقا كالبرقِ يريد إدراك هذه المرأة، وبمجرّد ما أحسّت به خرجت عن شعورها والتفتت نحوه صارخة في وجهه:- دعني ! ، اتركني ! ، خذوه إن شئتم، واعطفوا عليه إنه بَرِيءٌ لا ذنب له.
أحمد رضا حوحو
التعريف بالكاتب
أحمد رضا حوحو، وُلِد في 15 ديسمبر 1910 في سيدي عقبة ببسكرة، الجزائر. انضم إلى الكتّاب والمدرسة الابتدائية، لكن تعثر تعليمه الثانوي بفعل السياسة الفرنسية. عمل في التلغراف بسيدي عقبة، حيث زادت معرفته بتباين الحياة في البيئتين الصحراوية والحضرية.
في عام 1935 هاجر إلى الحجاز والتحق بكلية الشريعة. تخرج في عام 1938 بتقدير عال وعُيِّن أستاذًا في الكلية. عاد إلى الجزائر في 1946 وانضم لجمعية العلماء المسلمين، حيث أصبح مديرًا لمدرسة التربية والتعليم.
في 1949، أسس جريدة “الشعلة” وكتب فيها وأخرج خمسين عددًا. نشط في الحياة الثقافية والفكرية وشارك في مؤتمرات دولية. في 1955، نشر مجموعة قصصية بعنوان “نماذج بشرية”. تعرض للاعتقال والتهديد بالإعدام من قبل السلطات الفرنسية.
في 29 مارس 1956، اغتيل محافظ الشرطة بقسنطينة، واعتقل حوحو وأدي إلى الإعدام في جبل الوحش. بعد استقلال الجزائر، دُفِن جثمانه كشهيد في مقبرة الشهداء بالخروب. كان حوحو شهيدًا للنضال وأيقونة أدبية جزائرية خاصة، حمل راية الكلمة والوطن في زمن الاستعمار.
اسئلة فهم النص
س: ماذا فتح الكاتب نصه بذكره؟ ج: افتتح الكاتب نصه بذكر الزمان والمكان.
س: ما الزمان والمكان الذي وقعت فيه الأحداث؟ ج: وقعت الأحداث يوم الأحد، أوَّل يوم من فصل الربيع، حول البحيرة.
س: من هي الشخصيات الرئيسية في النص؟ ج: الشخصيات الرئيسية هي “علي”، الشاب الريفي، وامرأة مصفرة الوجه، مضطربة الفكر، وباكية العينين، إلى جانب طفل صغير.
س: لماذا كانت المرأة مضطرة للبكاء ومترددة في الفكر؟ ج: لأنها كانت مضطرة لترك وليدها.
س: من كان يراقب المرأة من أعلى الهضبة؟ ج: كان علي يراقبها من أعلى الهضبة، متعجبًا من حالتها.
س: ما كان سر مجيء المرأة إلى البحيرة في هذا الوقت؟ ج: جاءت المرأة إلى البحيرة للتخلص من ابنها.
س: ماذا قالت المرأة لعلي؟ ج: قالت لعلي: “دعني! اتركني! خذوه إن شئتم، واعطفوا عليه إنه بَرِيءٌ لا ذنب له.”
الكاتب افتتح نصه بذكر الزمان والمكان، حيث وقعت الأحداث في يوم الأحد، أوَّل يوم من فصل الربيع، وكان المكان حول البحيرة. الشخصيات الرئيسية في النص هي “علي”، الشاب الريفي، وامرأة تظهر مصفرة الوجه، مضطربة الفكر، وباكية العينين، إلى جانب طفل صغير.
سبب تألم المرأة وبكاؤها يعود إلى أنها مضطرة لترك وليدها، وكان علي يراقبها من أعلى الهضبة، مستغربًا من حالتها. جاءت المرأة إلى البحيرة في هذا الوقت للتخلص من ابنها، وقالت لعلي: “دعني! اتركني! خذوه إن شئتم، واعطفوا عليه إنه بَرِيءٌ لا ذنب له.”
شرح المفردات
بَزَغت: طلعت وظهرت
مرصّع: مزيّن
درّية: جواهر
الفذّ: المنفرد والمتميّز
طَفَقَ: أخذ
الباعث: الدافع، السّبب
برهة: زمن قصير
آنا: آنٌ، تارةً
تسُحّان: تسيلان
كنف الله: رعايته وحفظه
الفكرة العامة
يتناول النص وقائع حول بحيرة تعكس قسوة وحيرة المرأة، بينما يبرز براءة الطفل، وتظهر حالة من الحيرة لدى شخصية “عليّ” الذي يحاول إنقاذ الرضيع.
الأفكار الاساسية
جمال الطبيعة في يوم الأحد: يتناول النص جمال يوم الأحد، أوَّل يوم من فصل الربيع، وكيف يتجلى هذا الجمال في استيقاظ الطبيعة من سباتها، حيث تنتظر المخلوقات الحية بفارغ الصبر طلوع الشمس.
حالة عليّ والمرأة والطفل: يسلط الضوء على حالة الشاب الريفي عليّ الذي يراقب المشهد بدهشة، وعلى المرأة التي تظهر مصفرة الوجه وبكية العين، تحمل طفلا صغيراً. يتغير مزاج عليّ من الفرح إلى الغضب والاهتمام عند رؤيته للمرأة والطفل.
الصراع الإنساني مع الظروف: يبرز الصراع الإنساني مع الظروف القاسية، حيث يحاول عليّ فهم السبب وراء ترك المرأة للطفل على شاطئ البحيرة، ويظهر رد فعله القوي ومحاولته التدخل لحماية الطفل البريء.
المغزى العام من النص
القلب قلبان: يعكس النص تضارب الأحاسيس والمشاعر، حيث يتجلى القلب القاس والقلب الرحيم في وقائع النص.
قد تحنّ الطبيعة وقد يقسو البشر: يبرز النص التناقض بين حنان الطبيعة، كما تعبر عنه البحيرة، وبين قسوة البشر، حيث تكشف تصرفات المرأة عن قسوتها رغم الجو الهادئ للبحيرة.
تلخيص نص الطبيعة والانسان
النص يصف يوم الأحد الذي يعد بداية فصل الربيع، حيث تستعد الطبيعة بكل عناصرها لاستقبال طلوع الشمس. يظهر الشاب الريفي عليّ جالسًا يعزف على مزماره بينما يراقب غنمه. في تلك اللحظة، تظهر امرأة تحمل طفل صغير وتتوجه نحو البحيرة وهي مصفرة الوجه وبكيّة العين. يلاحظ عليّ الموقف ويعجب من الباعث الذي أتى بها في هذا الصباح الباكر.
تتأمل المرأة الطفل على شاطئ البحيرة، وتظهر عليها علامات الحزن والتأثر. تُقبِّل الطفل وتنصت لنداءات قلبها، ثم تتركه على الرمل. بينما تغادر المكان، يندلع عليّ غضبًا واهتمامًا، ويقرر الوقوف في وجه الوضع المؤلم.
تتفاعل المرأة مع عليّ بشكل مفاجئ، حيث تصرخ في وجهه تطالبه بتركها وتعبير عن براءة الطفل.