ملخص المجزوءة الثالثة من تكسير البنية إلى تجديد الرؤيا تحضير حركة الشعر الحر لغة عربية سنة ثانية بكالوريا
حركة الشعر الحر
ملخص السنة الثانية بكالوريا
تحضير وشرح حركة الشعر الحر
أهلاً بكم زوارنا الكرام على موقع الحل المفيد الموقع الإلكتروني التعليمي المتميز والمتفوق بمعلوماته الصحيحة كما نقدم لكم اجوبة مختصرة على أسالتكم المتنوعة من المناهج الدراسية والعلوم الثقافية والتاريخية والاخبارية باجابة مفيدة كما ننشر لكم أعزائي الطلاب في صفحة موقع( الحل المفيد alhlmfid.com) ملخص أهم الدروس وحلول الواجبات والمراجعات لجميع المواد الدراسية للفصل الدراسي الأول والثاني المنهج الجديد كما نقدم لكم إجابة السؤال التالي....ملخص المجزوءة الثالثة من تكسير البنية إلى تجديد الرؤيا تحضير حركة الشعر الحر لغة عربية سنة ثانية بكالوريا
الحل هو
المجزوءة: الثالثة؛ من تكسير البنية إلى تجديد الرؤيا
المكون: نص قرائي
الموضوع: حركة الشعر الحر
تقديم عام للمجزوءة:
لم تولد حركة الشعر الحديث من عدم وإنما تضافرت عوامل متعددة في إيجادها، أولها؛ ما خلفته الحرب العالمية الأولى من تحديات للعالم العربي متمثلة في الهزائم المتتالية، وكذا في زرع جسم غريب في قلب فلسطين، وثانيهما؛ استشراف المثقفين العرب آفاق الإبداع العالمي بمضامينه القلقة وقضاياه المتمردة، وثالثهما؛ تسرُّب الكثير من الإيديولوجيات التي زعزعت طمأنينة الاعتقادات السائدة، ورابعهما؛ الحركات التجديدية على شكل تيارات أدبية ومدارس شعرية، بدءًا بالمدرسة المهجرية، وانتهاءً بأبولو التي أثرت في ظهور هذا النوع من الشعر الذي أطلقت عليه تسميات عدة، فكان لا بد للنمط الشعري أن يحادي إيقاع هذا التغيير، وأن يتحسّس طريق المغامرة والتجريب.
ومن خصائص الشعر الحديث نذكر:
- التحرر من هيكل القصيدة التقليدية العمودية وبنائها الهندسي المتوارث مع الاحتفاظ بوحدة التفعيلة وقوة الإيقاع الداخلي.
- الاستثمار المفرط للرمز والأسطورة والخرافة والحكاية الشعبية.
- تكثيف الصور الشعرية المعتمدة على المجاز والانزياح.
- الغموض الفني، وقد أصبح صفة ملازمة لهذا الشعر.
- توظيف اللغة الإيحائية المشبعة بالدلالات العميقة التي تبتعد عن التوظيف التقريري.
- التفاعل مع التراث والنظر إليه كرموز وقيم إنسانية جمالية.
- الانفتاح على الثقافات الأجنبية شعرا ونثرا.
- الاهتمام بالقضايا الراهنة ورصدها من زوايا ذاتية خالصة.
- الشعر الحديث أصبح يُنظر إليه على أنه "رؤيا" يتم فيها تجاوز ما هو ظاهر وسائد إلى ما هو متوقع وممكن؛ وأنه بالإضافة إلى هذا موقف جديد من العالم والأشياء.
أما ما يتعلق ب "تكسير البنية" فإنها عبارة تُطلق ويراد بها الجهود التي قام بها رواد الشعر الحديث لتكسير رتابة البيت التقليدي وهندسيته الثابتة واستبداله بالسطر الشعري الذي يرتبط بشكل وثيق بالإيقاع الداخلي وبالدفقة الشعورية التي تنطلق من العاطفة والوجدان والتأملات العقلية للشاعر، فضلا عن تكسير نظام القافية والروي الموحدين..
ملاحظة النص:
اذا كان لنازك الملائكة فضل السبق في تكسير البنية الفنية للقصيدة العربية.. فان الفضل نفسه يُحسب لها في موازاة الكتابة الابداعية بالممارسة النقدية التي سخرتها لتثبيت دعائم ما اصطلح عليه بالشعر الحر في الأدب العربي الحديث، ولعل نصها " حركة الشعر الحر " خير شاهد على تميزها في هذا المجال.
وبالاستنادا إلى قراءتنا للفقرة الأولى من النص سنجد فيها عبارة جديدة هي " الأوزان الحرة " التي يمكن اعتبارها مَلْمحا قويا يمكنه أن يدلنا على موضوع النص، ومن ثم يوجهنا مع باقي المؤشرات النصية الأخرى (الكاتبة -المصدر - وألفاظ وعبارات أخرى...) إضافة الى العنوان الذي يحيل على الخصائص المميزة لحركة الشعر الموسوم بالحر.. من كل هذا يمكن أن نفترض أنه نص يندرج في جنس المقالة الأدبية، وأن الكاتبة ستتحدث فيه عن المقومات الفنية لخطاب تكسير البنية، فما القضية التي تعالجها فيه إذن؟ وما المفاهيم النقدية والأساليب الحجاجية والوسائل الفنية التي اعتمدتها في مقاربتها لهذه القضية..؟ وإلى أي حد استطاعت أن تقدم لنا تصورا نظريا متكاملا حول مظاهر خطاب تكسير البنية في الشعر العربي الحديث..؟
فهم النص
تطرح الكاتبة في النص قضية مركزية مفادها أن حركة الشعر الحر هي بمثابة ثورة إيقاعية على التراث الشعري العربي.. فبعد أن أشادت في مستهل نصها بشعر تكسير البنية لما تتيحه أوزانه الحرة من إمكانية كبيرة للتعبير عن الواقع الاجتماعي بكل قضاياه ومشاكله بعيدا عن كل ما يمت بصلة للأجواء الرومانسية.. انتقلت بعد هذا إلى عقد مقارنة بنيوية بين الشاعر الحديث ونظيره القديم، قبل تأكيدها على جدلية العلاقة التي تجمع بين الشكل والمضمون، مبرزة في آخر نصها أن حركة الشعر الحر ما هي إلا نتيجة طبيعية لما يعيشه الشاعر المعاصر من تحولات وتغيرات دفعت به إلى أن يثور على نظام الشطرين المتناظرين حتى يجعل تركيزه منصبا بدرجة أولى على حدود المعنى والتعبير.
تحليل النص
- تحديد قضية النص
تتمثل قضية النص في ما يلي " الشعر الحر وأسباب خروجه عن الوزن التقليدي "
- عناصر القضية
ويمكننا إجمال عناصر القضية أعلاه في فكرتين اثنتين نعرضهما كالآتي:
+ الدواعي التي أدت إلى ظهور حركة الشعر الحر.
+ مظاهر التجديد لدى شعراء تكسير البنية.
- الأوزان القديمة وعلاقتها بالإبداع:
ترى الناقدة نازك الملائكة أن التقيد بالأوزان القديمة يحد من حرية الإبداع لدى الشاعر؛ ومن المؤشرات النصية الدالة على هذا الزعم قولها: قافية مقيدة، تقييد الحركة، شكلا مقيدا، الوحدات المعزولة... وقد بررت سبب خروج الشاعر الحديث عنها لأنه " يكره أن يضيع جهوده في إقامة هياكل شعرية معقدة... وأنه يريد أن يثبت فرديته.. ويتخيل ويبدع.. "
- طريقة العرض / البناء الحجاجي.
من أجل الإقناع بتصورها النظري حول طبيعة الشعر الحر المناهضة لكل نموذج أو شكل ثابت.. استعانت الكاتبة ببنية حجاجية محكمة طمعا في ترسيخ المفاهيم الجديدة في ذهن المتلقي، وكذلك للدفاع عن هذه الحركة الشعرية الجديدة التي ثارت بقوة على الشكل المتوارث للقصيدة العربية التقليدية..
وقد اتبعت في بنائها الحجاجي هذا مسارا منهجيا واضحا قام على الطريقة الاستنباطية، حيث انتقلت مما هو عام ( دواعي ظهور حركة الشعر الحر..) إلى ما هو خاص ( ثورة الشاعر الحديث على نظام الشطرين المتناظرين وتركيزه في التعبير على المعنى أكثر من غيره )
أما فيما يتعلق بأطروحتها التي بنت عليها نصها فقد جعلتها تتركز حول " الأوزان في الشعر الحر " وحتى تثبت فاعليتها أشارت إلى نقيضتها " الأوزان في الشعر القديم " لتدحضها وتبين قصورها وعجزها في التعبير عن مشكلات العصر وقضاياه المستحدثة.
كما توسلت بمجموعة من الحجج والأدلة التي استوحتها من استقرائها الدقيق للدور الذي يجب أن يقوم به الشعر المعاصر في التعبير عن الواقع الاجتماعي، بحيث اتسمت جل حججها بطابعها العقلي من خلال المقارنات والاستنتاجات التي قدمتها للتأثير في المتلقي من أجل استمالته لوجهة نظرها التي تدافع عنها في هذا النص..
ومن الأساليب الحجاجية التي استندت إليها لتحقيق هذا الغرض نذكر:
~ الشرح والتفسير؛ يحضر على سبيل المثال في موضوع وصف الأوزان الحرة وتفسير مظاهر التجديد فيه..
~ المقارنة والاستنتاج؛ يتمظهر هذان الأسلوبان في إبراز الفروق الموجودة بين الشاعر الحديث ونظيره القديم، فضلا عن التقابلات التي تميز كل نموذج على حدة.
~ التوكيد؛ يبرز من خلال أدوات التوكيد المثبتة في مستهل الجمل والعبارات ( إن، قد، لأن...)
~ نضيف إلى هذه الأساليب الحضور البارز لمجموعة من الروابط اللغوية والمنطقية مثل ( إذا كان ... فإن... ) وحروف العطف (...) وأسماء الإشارة (...) والأسماء الموصولة (...)
أما على مستوى المصطلحات والمفاهيم الأدبية والنقدية المبثوتة بين ثنايا هذا النص فقد جمعت فيها الكاتبة بين ما هو جديد يساير الظاهرة الشعرية في محتواها ومضمونها وقواعدها الأساسية التي قامت عليها من قبيل: الأوزان الحرة، الأجواء الرومانسية، الحقيقة الواقعية، الشاعر الحديث... وما هو قديم ومتوارث مثل: الأوزان القديمة، أسلوب الشطرين، القافية، الرصانة، الشاعر القديم... والأمثلة على هذا كثيرة في النص.
وإذا انتقلنا إلى جانب اللغة فإننا سنجدها قد اتسمت بطابعها التقريري، حيث البساطة والسهولة من معالمها البارزة، خدمة لمقصدية النص الرامية إلى الإيضاح من أجل تحقيق الإقناع، وقد شكَّلت الكاتبة بهذه اللغة أسلوبا خبريا هيمن على طول المُمْتَد النصي بكل أنواعه - الابتدائي، الطلبي، الإنكاري - بهدف الإخبار وبُغية إشراك القارئ كذلك في جديد الشعر ومظاهر تطوره، وكذا علاقته بالواقع الاجتماعي.
التركيب
تأسيسا على ما سبق، لا يسعنا إلا أن نقول إن الكاتبة نازك الملائكة استطاعت حسب منظورنا الخاص أن تقدم للقارئ العربي تصورا نظريا مقبولا حول حركة الشعر الحر المستحدثة، بدءا بحديثها عن مبررات ظهورها، مرورا بمناقشتها للعوامل الذاتية والموضوعية التي تجمع بين الشعر والشاعر في علاقتهما بالواقع الاجتماعي، وانتهاءً بالتأكيد على مميزات الشعر الحر وعلى ظرفيته كمطلب في الحياة الراهنة، وقد اعتمدت في عرض مادتها الفكرية على بناء منهجي محكم قام على الطريقة الاستنباطية وتعزز جانب الإقناع فيه ببنية حجاجية قوية تشكلت بلغة تقريرية واضحة وجلية تخللتها مجموعة من المفاهيم الأدبية والمصطلحات النقدية.. لتعلن بكل هذا عن مسار التحرر الذي أصبحت تسلكه القصيدة العربية الحديثة في تعبيرها عن قضايا العصر ومشكلاته المختلفة، ولنؤكد نحن بدورنا في نهاية المطاف على صحة ما افترضناه في مستهل دراستنا لهذا النص، وذلك بانتمائه إلى جنس المقالة الأدبية وبحديث الكاتبة فيها عن تجربة الشعر الحر وحيثياته الشكلية والمضمونية التي ميزته عن غيره.