0 تصويتات
في تصنيف حلول مناهج التعليم بواسطة

تحليل قصيدة وجه مدينتي أحمد بن ميمون 

تحضير قصيدة وجه مدينتي بكالوريا 

تحليل قصيدة "وجه مدينتي"

أولاـ تــمـهــيــد: 

1ـ التعريف بشعر التفعيلة: نظام وزني جديد، كسر نظام البيت القائم على نظام الشطرين ... واستبدله بنظام السطر الشعري، مع الحفاظ على التفعيلة، باعتبارها النواة الأساسية للعروض العربي.

وقد ظهر شعر التفعيلة في نهاية العقد الرابع من القرن العشرين بالعراق على يد بدر شاكر السياب في قصيدته (هل كان حبا؟)، ونازك الملائكة قصيدة: (الكوليرا)، وقد انتشرت هذه القصيدة بعد ذلك في جميع البلاد العربية كمصر والمغرب ...

وتتميز قصيدة التفعيلة بمجموعة من الخصائص الفنية:

ـ خروجه على نظام الشعر العمودي القائم على نظام الشطرين.

ـ خروجه على وحدة البيت.

ـ خروجه على القافية الموحدة 

ـ توظيف الأسطورة والرمز

ـ استعمال اللغة بشكل جديد.

موضوعات الشعر الحديث: المدينة، الاغتراب، النضال والمقاومة.

2 ـ التعريف بشعر المدينة: الشعر الذي يصف المدينة وصفا مباشرا، أو يصف الساكنة الذين تتأثر حياتهم بالمدينة تأثرا واضحا، والشعر عندما يقترن بالمدينة يعطيها زخما خاصا يسبر أغوارها ويفشي أسرارها، وتكون بذلك المدينة موطنا للخير والجمال، كما تكون مصدرا للضياع والغربة.

وقد ثار الشاعر المعاصر على عالم المدينة وعلى أنماط العيش فيها، هذا العالم الذي تنعدم فيه القيم بحيث ينتشر الفساد والظلم، مما يجعل الشاعر يحس بالوحدة والضياع. فيعكس في قصائده مشاعر الحزن والسام والقلق الوجودي، والأمل الضائع، وانهيار الأحلام.

صاحب النص :

أحمد بن ميمون، وهو شاعر من مواليد شفشاون سنة 1949، تابع تعليمه بالمدارس العصرية بالعرائش ثم انتقل إلى فاس ليتابع تعليمه الجامعي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية حيث نال شهادة الإجازة في الأدب العربي سنة 1972، من أعماله : "تخطيطيات حديثة في هندسة الفقر" ديوان شعري ومنه أخذت هذه القصيدة. 

ثانيا: مــلاحــظــة الــنــص

‌أ. شكل النص :

تقوم القصيدة على نظام الأسطر الشعرية المتفاوتة الطول مع تنويع في القافية والروي (الدال، الفاء، الحاء، الراء، اللام...)

‌ب. العنوان:

تركيبيا: جاء مركبا اسميا مكون من كلمتين (وجه مدينتي) الأولى خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا وهو مضاف، ومدينة مضاف إليه، وهي مضاف، وياء المتكلم مضاف إليه.

دلاليا: "وجه" يدل على مختلف المظاهر الخارجية لواجهة مدينة الشاعر. وهذا تعبير مجازي لأن المدينة لا وجه لها.

"المدينة" تجمع سكاني، وفضاء حضري، تعاني في الوقت الحالي من كثير من المشاكل المادية والمعنوية كالتلوث، والضجيج، والظلم والقهر والغربة والضياع...

"ياء المتكلم"، هي ضمير يدل على علاقة بين الشاعر والمدينة، وهذا يوحي بوجود شيء مشترك بينهما، أو ربما نظرته لمدينته.

ج. السطران الأول، والأخير:

+السطر الأول: يشير إلى وجه المدينة الحزينة صباحا.

+السطر السادس: يشير إلى حزن المدينة، فهي لم تعد تغني فجرا كما كانت في الماضي.

د‌. فرضية النص:

من خلال المؤشرات السابقة نفترض أن النص عبارة عن قصيدة تفعيلية تتناول موضوع المدينة، يصور فيها الشاعر بعض مظاهر التحول الذي شهدته مدينته.

 ثالثا: فـــهــم الــنــــص

تحليل قصيدة "وجه مدينتي1- الفكرة العامة:

  تصوير الشاعر مظاهر التحول الذي عرفته مدينته بين الماضي والحاضر، فبعدما كانت تفيض غناء مع مطر الفجر، مات فيها كل شيء جميل، وصارت رمزا للموت والفجيعة والانهزام.

2- مقاطع النص:

 تنقسم القصيدة إلى مقطعين شعريين كالآتي:

• المقطع الشعري الأول: من بداية النص إلى "اخضرار الرؤى".

 - تجول الشاعر في المدينة واصفا أحوالها ومظاهر الخارجية، ناقلا لنا أجواء الحزن والذبول التي تسيطر عليها بعدما كانت تنبض بالحياة.

• المقطع الشعري الثاني: من "مهبط الموت" إلى آخر النص.

- وصف الشاعر لأحوال ومظاهر المدينة الداخلية، ناقلا لنا تقاسيم وجهها من ممرات وساحات وما لحقها من دمار ومصائب، وتأسفه على حالها.

رابــعــا: تــــــحــلــيــل الــنــص:

1- عناصر النص وبناؤه:

أ‌- الحقول الدلالية المهيمنة في النص :

يتوزع معجم النص إلى حقلين دلاليين:

- الحقل الدال على الماضي: ( كانت تفيض غناء، الشمس ترسل موالها، يردد أصداءه الشعر، الشعر كان غناء ونورا، فتحت للشعر الآفاق الموصدة ...)

- الحق الدال على الحاضر: ( وجه مدينتي هذا الصباح كان حزينا، كانت رمادية النظرات، تعاني ذبولا، تكره غزو الخريف، يعري شجيرات ساحاتها، يقتل ورد بساتينها، يذبل الصوت، ليست تغني، ترقد هذا الصباح، مات فيها اخضرار الرؤى، مهبط الموت، أوجاعه تجلت ...)

من خلال جردنا لهذه الألفاظ نلاحظ أن العلاقة بين الحقلين هي علاقة تضاد وتنافر، فالمدينة عرفت تحولا كبيرا بين الماضي والحاضر، فبعدما كانت تفيض حياة ونورا، مات فيها كل شيء جميل، وصارت رمزا للموت والفجيعة والانهزام.

ب‌- الضمير المهيمن:

تردد ضمير المتكلم بكثرة في القصيدة بصيغتي المفرد والجمع.

ضمير المتكلم المفرد: ( أتجول، أبصر، أسير، أشهد،

ضمير المتكلم الجمعي (حدائقنا، مدينتنا)

دلالة ذلك: توحد ذات الشاعر مع الذات الجماعية، فهو ينقل تصوره للمدينة، ونظرة من يشاركونه الحياة فيها، وكيف أضحوا يعيشون فيها، في ظل حاضر قاتم مات فيه الأمل واختفى النور.

2- لغة النص وبلاغته:

أ‌- الصور الشعرية:

اعتمد الشاعر المغربي ابن ميمون في بناء قصيدته هاته على مجموعة من الصور الشعرية والأساليب الانزياحية والرموز. يمكن توضيح ذلك على الشكل الآتي:

* الصور البيانية التقليدية كالتشبيه (الشعر كان غناء ونورا..، مدينتنا أضحت قلبا ميتا..) والاستعارة ( يذبل الصوت، حدائقنا أضحت تبخل بالأزهار ...)

* الانزياحات: ويقصد به خرق المألوف في اللغة العادية، ومن أمثلته في النص: ( لوم الفجيعة، مات اخضرار الرؤى، هذه المدينة ترقد، يقتل الورد ورد بساتينها، غضب الرفض...) 

* الرموز: تحضر الرموز بكثرة في القصيدة. منها:

البساتين والحدائق: رمز للحياة.

الشمس: رمز للأمل.

الخريف: رمز للحزن والتعاسة.

مهبط الموت: رمز للقبر والهلاك.

ب‌- التكرار:

عمد الشاعر إلى تكرار مجموعة من الألفاظ والعبارات في قصيدته، من بينها:

تكرار الألفاظ: الصباح، الورد، الشعر، اللغة، حدائقنا...

تكرار العبارات: أعطت للحب اللغة المفقودة، فتحت للشعر الآفاق الموصدة.

==== غايته من ذلك تقريبنا من مظاهر التحول الذي عرفته المدينة بين الماضي والحاضر

ج‌- الأساليب اللغوية:

نلاحظ غلبة الأسلوب الخبري على النص وذلك لكون الشاعر يخبرنا بمظاهر التحول الذي عرفته المدينة بين الماضي والحاضر، فبعدما كانت تفيض حياة ونورا، مات فيها كل شيء جميل، وصارت رمزا للموت والفجيعة والانهزام.

ونسجل هيمنه واضحة للجمل الفعلية على الجمل الاسمية (أتجول- أبصر- يعري- يقتل- الورد- تغني...) وذلك راجع إلى أن الشاعر يرصد التحولات التي شهدتها مدينته.

3- مقاصد النص وغاياته:

يكشف النص عن أبعاد يتداخل فيها النفسي، والاجتماعي والإنساني:

البعد النفسي: يعبر الشاعر عن حالته النفسية المتأزمة إزاء التحول السلبي الذي عرفته المدينة فهو يشعر فيها بالسأم والضجر، والغربة والضياع.

البعد الاجتماعي: أضحت مدينة الشاعر غريبة تنصلت من صورتها القديمة، وتقاليدها وعاداتها، وتعيش على وقع تفكك العلاقات الإنسانية.

البعد الإنساني: يتمثل هذا البعد في كون مدينة الشاعر هي صورة لكل مدينة عربية في الوقت المعاصر، كما أنه يدعو إلى التصالح معها، والحفاظ على أصالتها.

تحليل قصيدة "وجه مدينتي

خامـســا: تــــــركـــــيــب الــنــص:

نصل أخيرا إلى القصيدة المدروسة آنفا "وجه مدينتي" هي قصيدة تنتمي لشعر التفعيلة للشاعر أحمد بنميمون، يصور فيها مدينته بين الماضي والحاضر وبين الحياة والموت، وقد اظهر لنا التحول البارز الذي طرأ عليها، فبعدما كانت مكانا يعم بالإشراق والسعادة أصبحت مهبطا للموت والفجيعة. ولينقل الشاعر إلينا هذه التركيبة المعقدة من الأحاسيس والعواطف، اعتمد قالبا شعريا متميزا خرق فيه مقومات الشعر العربي القديم، من خلال توظيف لغة بسيطة سهلة، تهيمن عليها جملة من الألفاظ والتعابير المنتمية لحقلي الموت والحياة، للدلالة على ما آلت إليه حاله مدينته، واعتماد نظام الأسطر الشعرية، مع التنويع في القافية والروي. كما استعان بمجموعة من الصور الشعرية الحديثة كالانزياح والرمز، مع طغيان للجمل الفعلية التي أضفت على القصيدة طابع الحركية والتحول. لتكون بذلك هذه القصيدة نموذجا صريحا من نماذج شعر التفعيلة التي احترمت كل خصائص الشعر الحر.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
تحليل قصيدة وجه مدينتي أحمد بن ميمون

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى الحل المفيد، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...