0 تصويتات
في تصنيف منهجية دراسة اداب وفلسفة بكالوريا بواسطة

 تحليل نص فلسفي في موضوع الشخص بين الحرية والضرورة

سنة ثانية باك 

أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم في موقعنا الحل المفيد ما يأتي. تحليل نص فلسفي في موضوع الشخص بين الحرية والضرورة

الإجابة 

: تحليل نص فلسفي في موضوع الشخص بين الحرية والضرورة

النص الفلسفي موضوع التحليل والمناقشة

” الإنسان كائن طبيعي وخاضع لقوانين الطبيعة، وهو بالتالي خاضع للضرورة. إننا لا نتحكم في تكويننا، فأفكارنا لا تصدر عن إرادتنا وإنما هي نتاج مؤثرات محددة: أحس بالعطش فأرى نافورة ماء فتنتابني رغبة في الشرب، وعندما يخبرني أحدهم أن بالماء سما أمتنع عن القيام بذلك. هل كنت حرا فيما قمت به من أفعال؟

إن العطش يدفعني بالضرورة إلى الشرب، غير أن دافع الخوف من الموت جراء السم يكون أقوى من دافع العطش فأمتنع بالضرورة، أيضا، عن الشرب. ولكن قد يتم الاعتراض علينا بالقول إن إنسانا أقل حذرا قد لا يمتنع عن الشرب على الرغم من تنبيهه إلى وجود السم بالماء. في هذه الحالة يكون دافع العطش لديه أقوى من دافع الخوف من التسمم… ولكن في كلتا الحالتين فإن التصرفين معا، ورغم تعارضهما، محكومان بالضرورة.

إن قدرة الشخص على الاختيار لا تعني أبدا أنه حر، فهو لا يملك أن يرغب أو لا يرغب، وقصارى ما يستطيعه أن يقاوم الرغبة أحيانا متى فكر في عواقب الفعل، ولكن هل يستطيع، دائما، التفكير في تلك العواقب؟ إن تصرفات الأشخاص لا تكون حرة، أبدا، بل هي دائما نتاج سلسلة من الضرورات المرتبطة بأمزجتهم وأفكارهم المسبقة “

حلل (ي) النص وناقشه (يه).

هذا النص ورد بالامتحان الوطني سنة 2016

تحليل ومناقشة النص الفلسفي

لحظة الفهم (التقديم)

كثيرة هي القضايا التي تطرقت إليها الفلسفة وحاولت دراستها وكشف حقيقتها. ومن بين القضايا التي اهتم بها الفلسفة نجد قضية الشخص. والحديث عن الشخص هو حديث عن الذات الإنسانية، باعتبارها ذاتا واعية وعاقلة، وقادرة على التمييز بين الخير والشر وبين الخطأ والصواب، وباعتبارها ذاتا تتحمل مسؤولية أفعالها قانونيا وأخلاقيا. لكن، وإضافة إلى ما سبق ذكره، فالشخص يعرف كذلك باعتباره ذاتا حرة، نظرا لما يتمتع به من إرادة وقدرة على الاختيار، وهكذا نقول أن الشخص يتمتع بالحرية. غير أن الشخص يعتبر كائنا طبيعيا أيضا، وهو ما يعني أنه يخضع لقوانين الطبيعة مثله مثل باقي الكائنات الطبيعية الأخرى. وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن حقيقة حريته، وإن كان حرا في ذاته وتصرفاته واختياراته، نظرا لما يتمتع به من إرادة وقدرة على الاختيار، أم أنه يظل كائنا فاقدا للحرية مثله مثل باقي الكائنات الأخرى. كل هذا يدفعنا إلى التساؤل:

ما الشخص وما الحرية وما الضرورة؟ هل الشخص حر في ذاته وأفعاله واختياراته، أم أنه خاضع للضرورة؟ وإن كان حرا فما الذي يجعله كذلك، وإن كان خاضعا للضرورة فما طبيعتها، هل هي ضرورة طبيعية بيولوجية أم هي ضرورة اجتماعية أم هي ضرورة نفسية؟ وألا يمكن القول أن الشخص لا هو حر بشكل مطلق ولا هو خاضع بشكل مطلق؟

لحظة التحليل

إجابة عن التساؤلات والإشكالات الفلسفية الأخيرة، يؤكد النص قيد التحليل والمناقشة على أطروحة مضمونها أن الشخص ليس حرا في أفعاله وتصرفاته. ومضمون هذا القول، أن ما يقوم به الشخص من أفعال وتصرفات، يبقى خارج نطاق حريته وإرادته، وأنه لا يملك سلطة عليها. ولتوضيح هذا القول يمكن أن نقف عند البنيتين المفاهيمية والحجاجية للنص.

أما بخصوص البنية المفاهيمية فهي تتشكل من مفهوم الشخص ومفهوم الحرية، إضافة إلى مفهوم الضرورة والإرادة والاختيار. بالنسبة لمفهوم الشخص، وكما أشارنا سابقا، فهو يدل على الذات الإنسانية باعتبارها ذاتا مفكرة وواعية، وقادرة على التمييز بين الخير والشر وبين الخطأ والصواب وتتحمل مسؤولية أفعالها واختياراتها قانونيا وأخلاقيا. أما بالنسبة لمفهوم الحرية فهو يعني حالة الكائن الذي لا يعاني إكراه والذي يتصرف وفق إرادته ومشيئته، كما يعني قدرة الإرادة على الفعل. ويرتبط مفهوم الحرية بمفهوم الإرادة الذي يعني التصميم الواع على أداء فعل معيّن، كما يرتبط بمفهوم الاختيار الذي يعني ترجيح وتقديم شيء على شيء آخر، كأن نختار شعبة مدرسية دون الأخرى أو كتاب دون الآخر. والواضح أن هناك تعارض بين تلك والمفاهيم ومفهوم الضرورة، فالضرورة تفيد لغة الحاجة، وفي موسوعة لالاند نجد أن الضرورة هي سمة ما هو ضروري، وأنها قد تعني كل إكراه ممارس على رغبات الإنسان وأفعاله.

أما بالنسبة للبينية الحجاجية للنص، فنجد أن النص قد ابتدأ بالتأكيد أن الإنسان كائن طبيعي وخاضع لقوانين الطبيعة، وذلك ليؤكد أن الإنسان خاضع للضرورة، وهنا ينفي قدرة الإنسان على التحكم في تكوينه، بدليل أن أفكار الإنسان لا تصدر عن إرادته وإنما هي نتاج مؤثرات محددة. وفي هذا السياق يقد النص مثالا واقعيا يرتبط بما هو طبيعي في الإنسان، وهو مثال الشرب، ليؤكد من خلاله أن الإنسان ليس حرا وإنما هو خاضع للضرورة باعتباره كائنا طبيعيا كما أنه يتصرف وفق دوافع لا حرية لها فيها. فحين يكون الإنسان في حالة عطش، ويرى نافورة ماء تنتابه رغبة في الشرب، والذي خلق فيه هذه الرغبة هو رؤيته لنافورة الماء، وحتى لو امتنع عن الشرب لأن أحدا أخبره بأن الماء به سم، فإن امتناعه عن الشرب لا يدل على أنه حر، فالذي دفعه إلى الامتناع ليس هو إرادته، وإنما هو بسبب الخوف والموت، وخوف الإنسان من الموت يبقى أمرا خارج نطاق حرية الإنسان وإرادته. ويرى صاحب النص أنه حتى لو أقدم الشخص على شرب الماء رغم التنبيه الذي تلقاه بكون الماء به سم، فهذا لا يعني أنه حر، بل يفسر بكون دافع الرغبة في الشرب لديه أقوى من دافع الخوف من الموت فقط. إن هذا المثال يوضح بشكل جلي كيف أن الإنسان ليس سيد نفسه، وليس سيد اختياراته ورغباته. وفي نفس السياق الحجاجي، فصاحب النص يؤكد أن قدرة الشخص على الاختيار لا تعني أبدا أنه حر، لأن الشخص لا يملك أن يرغب أو لا يرغب، وأقصى ما يمكنه أن يقوم به هو مقاومة الرغبة أحيانا متى فكر في عواقب، لكنه لا يستطيع التفكير في تلك العواقب على نحو دائم.

كل ذلك جعل صاحب النص يستخلص أن تصرفات الأشخاص لا تكون حرة، أبدا، بل هي دائما نتاج سلسلة من الضرورات المرتبطة بأمزجتهم وأفكارهم المسبقة .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
تحليل نص فلسفي في موضوع الشخص بين الحرية والضرورة

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى الحل المفيد، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...